المرشد الأسري

المستشار الأسري عيسى المسكري

■■ تقول قارئة: أعاني سوء سلوك ابني الصغير، الذي اعتاد التخريب، وإتلاف ما حوله، للتعبير عن غضبه، فكيف أتعامل معه، مع أنني حاولت معه بكل الطرق، لكن دون جدوى، أفيدوني.

■ يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، قائلاً إن ظاهرة التخريب لدى الأبناء تعود إلى أسباب تعليمية ذاتية، وأخرى عدائية بقصد، يبدأ الطفل في السنوات المبكرة من عمره باستخدام هذا الأسلوب التعليمي كوسيلة لاكتشاف الأشياء، والتعرف إليها، ويضع لها معايير التعامل معها في المستقبل.

فالطفل بطبعه شديد الفضول، يحب أن يفتح بعض الأشياء، ويقوم بإزالتها من مكانها، أو تفكيكها أو كسرها، ويتعلم بهذه الوسيلة تجنب بعض الأشياء، خوفاً من الألم أو الحرق، ويبتعد عن بعضها خوفاً من الأذى أو الجرح، وهناك من يقرّب أبناءه من النار حتى يعلمهم أنها حارقة، فلا يقترب إليها مرة أخرى، وهناك من يحاول أن يسقط ابنه الصغير من أعلى السرير حتى يتجنب بعد ذلك تبعات السقوط.

الطفل في كل لحظة يتعلم أشياء جديدة يضيفها إلى قاموس حياته، وقد تكون مشاهدة التلفاز، وما يبث فيه من برامج العنف للأطفال، وسلوكيات التخريب، ونشر أساليب الضرب والكسر، وانتصار الأقوى، وإثارة النزعات العدائية، ساعدت على ظهور هذا السلوك المزعج لدى بعض الأبناء، بل يقوم الطفل اليوم باستخدام بعض الألعاب الإلكترونية بعشق، ما يغذي في نفسه سلوكاً عدوانياً، بلا وازع من أهله، ولا مراقبة بما يشاهده، وما يقوم به، على مستوى يومه، إذ يمكث ساعات طويلة بلا توجيه من أهله ولا إرشاد منهم.

هناك أسباب أخرى نفسية يعبر عنها الطفل بالتخريب أو الكسر، كأن يكون محبطاً، أو يعاني قسوة التربية، أو ظلم المعاملة، أو التفضيل في العطاء، وقد تكون هناك أساليب يستطيع الطفل أن يعبر بها عن غضبه بدلاً من التخريب أو التكسير، بطرق أخرى بديلة بعيداً عن التصرفات السلبية، كأن يعبر عن غضبه بالكلام، فيتحدث عن مشكلته بحرية وأمان، وهي فرصة للتربية، نعطي له فرصة للتعبير، نحيطه بالود والأمان، نوفر له أوراقاً وأقلاماً كأسلوب آخر يعبر فيه عما يحسّ به، بالرسم أو التلوين، أو نشتري له ألعاباً يعبر فيها عن غضبه، وما يكنّه في صدره.

التربية الناجحة لها أساليبها الهادفة، منها فهم المقاصد، ومعرفة الدوافع، فإذا كسر الطفل شيئاً، كفنجان من زجاج، يؤمر بالتنظيف حتى لا يعود مرة أخرى، ومن أهم أساليب التربية متابعة سلوكه السلبي بالمواجهة بالنصيحة، أو الإرشاد بالتوضيح، فتصحيح التصرف الخاطئ أولاً بأول وسيلة ناجحة لعلاج الآفة، وحل المشكلة، والوصول إلى نتائج مرضية.

تويتر