%37 من مشكلات المواطنين زوجية
225 مشكلة تلقتها مراكز الإرشاد الأسري في الشارقة خلال 6 أشهر
كشفت المدير التنفيذي لإدارة مراكز التنمية الأسرية، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، خولة الملا، أن مراكز الإرشاد الأسري في الإدارة تلقت 225 مشكلة أسرية خلال النصف الثاني من العام الماضي، بينها 46 مشكلة من الأزواج و179 من الإناث، وتنوعت بين 14 مشكلة نفسية، و83 مشكلة زوجية، و34 مشكلة قانونية، و53 مشكلة تربوية و41 مشكلة اقتصادية.
وأضافت الملا لـ«الإمارات اليوم» أن عدد الشكاوى الأسرية، الخاصة بالمواطنين والمواطنات، بلغ 140 مشكلة، بواقع 31 مشكلة للذكور، و109 مشكلات للإناث، موزعة على ست مشكلات نفسية، و52 مشكلة زوجية، و19 مشكلة قانونية، و36 مشكلة تربوية، و27 مشكلة اقتصادية. وتُظهر تلك الإحصاءات أن الخلافات الزوجية تصل نسبتها إلى نحو 37% من جملة الخلافات الأسرية التي تقع بين الأزواج المواطنين والمواطنات.
وتابعت الملا أنه بالنسبة للأسر غير المواطنة، فقد تلقت مراكز الإرشاد الأسري، خلال الأشهر الستة الأخيرة من العام الماضي، 85 مشكلة، منها ثماني مشكلات نفسية، و31 زوجية، و15 قانونية، و17 تربوية، و14 اقتصادية. وأشارت إلى أننا نعيش الآن نقلة في القيم والمعايير المجتمعية، وأن حالات الطلاق التي تقع في الإمارة تعود إلى أسباب مختلفة، ما قبل وأثناء الزواج، ومن أبرزهاـ قبل الزواجـ مدى اختيار الشريك المناسب، وهل تم اختياره بمعايير صحيحة، من كونه زوجاً قادراً على بناء أسرة مستقرة متماسكة أم لا، لافتة إلى أن هناك أشخاصاً يعتبرون الزواج من كماليات الحياة، ويتزوجون فقط من دون معرفة الواجبات والحقوق المترتبة للطرف الآخر من هذا الزواج، وهؤلاء لا يكترثون لتكوين حياة زوجية سعيدة، ولا لبناء أسري سليم، ولا يكترثون لرعاية أبنائهم.
وأكدت الملا أن أكثر حالات الطلاق التي تقع في إمارة الشارقة تكون بين المتزوجين حديثاً، وخلال السنوات الخمس الأولى من الزواج، وذلك بسبب المضاهاة وحب التقليد، ومنها الاختلاف على شهر العسل ومكان إقامته، فضلاً عن الخلافات المرتبطة بالمادة، من السيارة والمسكن والسفر إلى الخارجـ وغيرها من الخلافات التي تحدث لأسباب تافهة وبسيطة. وقالت إن الأزواج، خصوصاً الشباب والشابات منهم، يحتاجون إلى الوقاية من الطلاق وليس العلاج فقط، وأن تلك الوقاية تتطلب تقديم برامج توعوية لهم قبل الزواج بحقوق وواجبات كل طرف، وكيف تكون الحياة الزوجية السعيدة والمستقرة والمتماسكة، وكيف يقومون بتربية الأبناء، لافتة إلى أن البرامج، التي تقدم لتوعية الشباب قبل الزواج، لا يلتزم بها إلا الحاصلون على مساعدة صندوق الزواج، وهم وحدهم الذين يخضعون لبرامج تدريبية، وتلك البرامج غير ملزمة للأفراد الآخرين، حيث إن 90% من المواطنين المتزوجين حديثاً لا يحصلون على برامج توعوية قبل الزواج، ما يشكل تهديداً حقيقياً لتماسك واستقرار الأسر والمجتمع.
وطالبت بسنّ تشريع يلزم كل الأشخاص المقبلين على الزواج بالدخول في البرامج والدورات التوعوية حول الزواج، وحقوق وواجبات الطرفين، وكيفية رعاية الأبناء، لأن الشباب يحتاجون إلى من يرشدهم، وحتى يتم خفض معدلات الطلاق في المجتمع، التي ارتفعت بكثرة في السنوات الأخيرة.
وطالبت بضرورة إقامة مرصد أسري لبحث اتجاهات المواطنين في الزواج، ليبحث هذا المرصد في مشكلات الأزواج المواطنين المختلفة، ويعمل على حلها عبر التدخل السريع قبل تطور قضايا الطلاق في المحاكم ووقوع الانفصال.
وشرحت الملا أن معظم الحالات والمشكلات التي ترد إلى مراكز الإرشاد الأسري تكون الأخطاء فيها مشتركة بين الزوجين، كما أن الزوجة تكون السبب في الكثير من المشكلات أيضاً، وتكون هي المخطئة، فضلاً عن تدخل الأهل، وعدم وجود الشخص الحكيم بين الطرفين، الذي يمكنه أن يرأب الصدع في العلاقة الزوجية، ويمنع الانفصال وهدم الأسرة، خصوصاً عندما يكون هناك أبناء بين الطرفين.
وأشارت إلى أن من أكبر أسباب الطلاق عدم وجود احترام للعلاقة الزوجية، وعدم فهم كل طرف لحقوق الطرف الآخر، بحيث أصبح الزواج حالة كمالية لدى البعض، من إقامة أفراح وتفاخر بها، قائلة إنه «ينبغي على الأزواج أن يعلموا جيداً أن المحافظة على الأسرة بمثابة الحفاظ على الدولة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news