تقنن استخدام مادة سريعة الاشتعال وتوفر مساحة مناورة لآليات الدفاع المدني

اشتراطات جديدة تحمي واجهات الأبراج من انتشار النيران

واجهات الأبراج في دبي المصنوعة من «الكلادينج» مطابقة بنسبة 100% لاشتراطات الأمن والسلامة. الإمارات اليوم

كشف مدير عام الدفاع المدني في دبي اللواء راشد ثاني المطروشي، عن إعداد قائمة من المعايير والاشتراطات الجديدة المتعلقة بإجراءات الأمن والسلامة في الدولة، تتناول مواصفات الواجهات والشرفات والأنظمة الداخلية.

حرائق قليلة وخسائر فادحة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/425784.jpg

قال مدير عام الدفاع المدني في دبي اللواء راشد المطروشي، إن حرائق الأبراج تعد من الحوادث النادرة في العالم، لكنها تكون ذات خسائر كبيرة في كثير من الدول، لافتاً إلى أن أقل حادث وقع عالمياً أدى إلى وفاة أكثر من 56 شخصاً، عازياً النجاح الذي تحقق في التعامل مع حريق العنوان إلى ثلاثة عوامل رئيسة: أولها المسح الميداني المسبق للأبراج والمباني وتحديد مواصفاتها، ثم تدريب حراس الأمن ورجال الإنقاذ والإطفاء على الإخلاء مرات عدة، وأخيراً مراقبة أنظمة الأمن والسلامة بها على مدار الساعة لرصد أي خلل.

ولفت إلى أن هذه الأنظمة المتطورة تمثل عاملاً مهماً ورئيساً في المكافحة على غرار ما حدث في حريقي برجي «الشعلة» و«العنوان»، إذ حالت دون دخول النيران إلى الشقق ومن ثم وفرت حماية إضافية لسكانها.

وكشف أن الدفاع المدني في الدولة وضع اشتراطات صارمة لتأمين مخارج الطوارئ، وظهرت نتائج ذلك في التعامل مع حريق «العنوان»، على عكس ما حدث في دولة خليجية أخيراً حين تسبب حريق في وفاة ثمانية أشخاص، لأن مخرج الطوارئ كان مغلقاً بسلسلة، مؤكداً أن هذه جريمة في الإمارات يعاقب عليها القانون جنائياً.


مركبة إطفاء جديدة تكافح حرائق الأبراج

كشف مدير عام الدفاع المدني في دبي اللواء راشد المطروشي، عن اعتزام الإدارة استخدام مركبتي إطفاء جديدتين يمكنهما ضخ المياه والمادة الرغوية المكافحة للنيران (فوم) لارتفاع يصل إلى 100 طابق، بهدف تعزيز آليات مكافحة حرائق الأبراج.

وأفاد مدير إدارة السلامة الوقائية، الرائد جمال أحمد إبراهيم، خلال معرض «انترسك» للأمن والسلامة، بأن الإدارة استحدثت كاميرا جديدة تستخدم في عمليات التفتيش ومراقبة أداء المفتش أثناء قيامه بعمله، مشيراً إلى تطبيق يمكن الاستعانة به في مسح أدوات السلامة في المبنى خلال ثوانٍ، وتحديد صلاحيتها ومعدل استخدامها، وما إذا حُركت من مكان إلى آخر من عدمه، وهذه التقنيات تضمن التزام شركات الصيانة وملاك المباني بأدق اشتراطات الأمن والسلامة.

وعرضت الإدارة العامة للدفاع المدني «رجل الإطفاء الطائر»، وهو عبارة عن جهاز نفاث يمكنه حمل وزن 120 كيلوغراماً ويصل إلى ارتفاع 3000 قدم، ويمنح مستخدمه سرعة تصل إلى 72 كيلومتراً في الساعة، ويمكن أن يتم تشغيله عن بعد، بحيث يشارك في عملية الإنقاذ، سواء في الإخلاء أو المكافحة.

 وقال المطروشي إن اجتماعاً موسعاً لقيادات الدفاع المدني على مستوى الدولة عقد أخيراً بحضور وإشراف الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والقائد العام للدفاع المدني في الدولة اللواء جاسم المرزوقي، لمناقشة نتائج حريق فندق العنوان، وانتهى إلى اعتماد اشتراطات عدة متعلقة بالأمن والسلامة في المباني والأبراج.

وأكد أن واجهات الأبراج في دبي المصنوعة من ألواح الألومنيوم أو ما يعرف بمادة «الكلادينج» مطابقة بنسبة 100% لاشتراطات الأمن والسلامة في الإمارة وعلى مستوى الدولة، لكن تقرر إضافة بعض الاشتراطات الأساسية لتعزيز معدل السلامة بها.

وأوضح أن القرارات تشمل السماح باستخدام مادة «الكلادينج» التي تتضمن عناصر سريعة الاشتعال حتى ارتفاع معين من ثمانية إلى 10 طوابق، أو تطبيق استراتيجية العزل، باستخدامها طابقين، ثم عزلها بطابقين آخرين من الخرسانة أو مادة غير قابلة للاشتعال، بحيث يحد من انتشار النيران في جميع أرجاء الواجهة، فضلاً عن منح آليات الدفاع المدني مساحة للمناورة 360 درجة حول المبنى بالكامل.

وأضاف المطروشي أن الدفاع المدني في دبي سيطلق حملة موسعة لمسح جميع الأبراج والمباني القديمة، تبدأ بالمنشآت بالغة الارتفاع ذات الكثافة السكنية الكبيرة مثل الفنادق، وتحديد نوعية المواد المستخدمة في واجهاتها وطبيعة الشرفات وأنظمة الأمن والسلامة، حتى يتم وضع حلول سريعة لتعزيز سلامتها.

وقال المطروشي لـ«الإمارات اليوم»، على هامش معرض «انترسك» للأمن والسلامة، الذي افتتح فعالياته سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، إن اللغط الذي أثير بشأن مادة «الكلادينج» المستخدمة في واجهات الأبراج والمباني في دبي خصوصاً والدولة بشكل عام، يجافي الواقع إلى حد كبير، مؤكداً أن هناك اشتراطات صارمة ومواصفات يتم الالتزام بها في الكساء الخارجي للمباني، ولا يوجد مبنى في دبي غير مطابق للمواصفات.

وأوضح أن الجهة الخلفية من ألواح الكلادن التي تغطي واجهات المباني تحوي مادة سريعة الاشتعال، لكنها ليست السبب الوحيد في انتشار النيران سواء بحريق فندق العنوان أو برج الشعلة، إذا أسهمت عوامل أخرى أساسية في ذلك مثل شدة الرياح.

وأفاد بأن هناك دولاً منعت استخدام «الكلادينج» في بناء واجهات مبانيها، لمجرد التخلص من الصداع، لكن هذا ليس حلاً عملياً على الإطلاق في الإمارات، لأن هناك تجارة كبيرة وأطنان من الألواح المخزنة، كما أن هناك مطورين عقاريين يفضلون شكلاً جمالياً لمبانيهم يتناسب مع حضارة مدينة مثل دبي على سبيل المثال.

وتابع «ناقشنا كل هذه الأمور بشفافية في الاجتماع الأخير عقب حريق العنوان، وتوصلنا إلى حلول وسط تعزز إجراءات الأمن والسلامة من ناحية، وتحمي هذا القطاع التجاري والإنشائي».

وأوضح أن الموافقة على استخدام «الكلادينج» ستكون مشروطة بإجراءات عدة، أولها ارتفاع الطوابق المسموح بها بذلك، لافتاً إلى أن الارتفاع المثالي الذي يمكن أن تغطيه آليات الدفاع المدني هو 18 طابقاً، وتم السماح باستخدامها من دون شروط حتى نصف هذا الارتفاع، بواقع يراوح من ثمانية إلى 10 طوابق.

وتابع أنه «بالنسبة للطوابق الأكثر ارتفاعاً، يستلزم عزل استخدام ألواح الألمنيوم في الواجهات بطابقين من الخرسانة، بواقع طابقين من الكلادينج، وطابقين من الخرسانة لضمان وجود حاجز يمنع انتشار النيران.

وقال المطروشي إن أكواد الأمن والسلامة تتغير بحسب المتغيرات التي تطرأ على أساليب البناء والإنشاء، والأبراج الموجودة في دبي تخضع لمواصفات صارمة، وتحرص القيادة العامة للدفاع المدني في الدولة على تحديث كود الإمارات للوقاية والسلامة من الحريق وحماية الارواح بما يتوافق مع أي متغيرات، كما تحرص على دراسة أفضل الممارسات العالمية وتطبيق المناسب منها. وحول المباني القديمة التي تتكون واجهاتها من «الكلادينج»، كشف عن تكليف مراكز الدفاع المدني في دبي بإجراء مسح شامل وتحديد تلك المباني، حسب عدد الأدوار وطبيعة المخاطر، بهدف وضع حلول مناسبة تتوافق مع الاشتراطات الجديدة.

وأشار إلى تنظيم حملة في هذا الإطار ستستهدف أولاً المباني الأكثر ارتفاعاً ذات الكثافة السكنية العالية مثل الفنادق، فيتم فحصها بالكامل سواء من حيث الواجهات أو الشرفات أو حتى النوافذ التي لا ينبغي أن تفتح مسافة أكثر من 15 سنتيمتراً. وأكد أنه سيتم إلزام ملاك المباني بتصحيح أي أخطاء موجودة، لافتاً إلى أن غالبية الأبراج والمباني تتمتع بمواصفات ممتازة، لكن الهدف من الحملة هو مساعدة الملاك على تقليل الأضرار في حالة حدوث أي حريق.

تويتر