Emarat Alyoum

الشحي يبتكر 6 مشـروعات لتوفير المياه العذبة في «الربع العامر»

التاريخ:: 15 يناير 2016
المصدر: مريم المرزوقي ـــ دبي
الشحي يبتكر 6 مشـروعات لتوفير المياه العذبة في «الربع العامر»

ابتكر صاحب شركة «جيو ووش»، عبدالله الشحي، ستة مشروعات جديدة لتوفير مصادر للمياه العذبة، والحفاظ على مخزون المياه في الدولة، وزيادة نسبته، من بينها براءة اختراع سجلها في كتاب «الربع العامر» الذي عمل عليه لمدة ثلاثة أعوام، ونشره في 2015.

«جيو ووش»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/8ae6c6c5502ee51c015241534f356d47.jpg

شرح صاحب شركة «جيو ووش»، عبدالله الشحي، فكرة مشروعه قائلاً إنه عبارة عن نظام غسيل سيارات متنقل، ويعد مشروعاً مبتكراً وصديقاً للبيئة. وأشار إلى أنه تخصص في الهندسة الكهربائية، ولايزال على رأس عمله في مؤسسة حكومية منذ 2001، وأنشأ شركته الخاصة «جيو ووش» في عام 2008 من أجل تقديم حلول مبتكرة لغسل المركبات بطرق بيئية، ما يسهم في المحافظة على الملايين من غالونات المياه سنوياً.

وقال الشحي لـ«الإمارات اليوم» إنه بدأ التخطيط والدراسة لنشر أول كتاب يحمل اسم «الربع العامر» (فيلينج ذا إمبتي كوارتر)، الذي يتحدث عن أبرز الأبحاث والمشروعات التي تم تنفيذها للحفاظ على مصادر المياه الطبيعية، وزراعة الصحراء.

وأضاف «فكرت في هذا الكتاب، لإعادة إعمار صحراء (الربع الخالي) التي تمتد على أرض الإمارات، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، واليمن، والتي تمتد على مساحة 640 ألف كيلومتر مربع»، مضيفاً أن هذه المنطقة تتسبب في امتداد التصحر إلى المناطق القريبة منها بسرعة عالية.

وتابع الشحي «سجلت ستة مشروعات من خلال الكتاب، الذي استغرقت في إعداده ثلاث سنوات، إلى أن تم نشره باللغة الإنجليزية في يونيو من العام الماضي، من بينها براءة اختراع حصلت عليها من المملكة المتحدة».

وأوضح أن الكتاب له ستة أهداف، منها خفض درجة حرارة الكرة الأرضية، ورفع مستوى هطول الأمطار، ونشر الرقعة الخضراء في المنطقة، وإيجاد مصادر بديلة للمياه.

سور الإمارات الأخضر

ولفت الشحي إلى أن أول مشروع في الكتاب هو «سور الإمارات الأخضر العظيم»، وهو عبارة عن حزام أخضر يحد الإمارات من الجنوب إلى الشمال، ومساندة المشروع بتأسيس مؤسسة للربع العامر، وهي غير ربحية لإدارة المشروع، وجامعة الربع العامر، لإجراء أبحاث في الموضوعات البيئية، وإيجاد مصادر للمياه.

وأكمل أن الحزام الأخضر يسهم في مكافحة تمدد صحراء الربع الخالي إلى صحراء الإمارات، وبالتالي إلى المدن، مضيفاً أن التشجير سيسهم كذلك في فصل الصحراء في الدولة عن الربع الخالي، وبالتالي إمكانية زراعة المنطقة من الجنوب إلى الشمال، موضحاً أن المشروع يشرح إمكانية إقامة مناطق حرة لتنمية الثروة الحيوانية، وأخرى لتنمية الصناعات الخضراء، في إعادة التدوير، وصناعة المنسوجات، والمفروشات، وغيرها من الصناعات الخضراء.

نهر الشيخ خليفة وأفاد الشحي بأن مشروع سور الإمارات يحتاج إلى مشروعات أخرى مساندة، وتوفير مياه للري للعقود المقبلة، موضحاً أن مشروع نهر الشيخ خليفة، يعد أحد المشروعات التي توفر المياه للدولة، إذ إن المشروع يعتمد على مد أنابيب مياه تحت سطح البحر، وتصل الأنابيب بين نهر «الداشت» في باكستان، والذي يبعد مسافة 540 كيلومتراً عن سواحل مدينة الفجيرة.

وأضاف أن هذه الأنابيب مخصصة لنقل المياه الفائضة من النهر، والتي تصب في الدلتا، إلى سواحل مدينة الفجيرة، ثم نقلها إلى السدود في الدولة، موضحاً «نستطيع استخدام هذه المياه ذات الملوحة المنخفضة للري، ورفع مخزون المياه الجوفية، ويمكن الحصول على 45 مليار غالون مياه من الدلتا فقط، مع قدرة التحكم في الأنابيب».

جبل جليدوتابع الشحي أن المشروع الثالث هو مشروع جبل جليد الإمارات، والذي يتحدث عن استغلال جبال الجليد المنفصلة عن القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا»، وسحق جليد هذا الجبل قبل ذوبانه وضياع المياه العذبة فيه، مضيفاً أنه بعد سحق الجليد يمكن نقله بواسطة خزانات طافية على سطح المياه، أو مراكب شراعية ضخمة لنقله.

وأفاد بأن جبل الجليد يحوي نحو 20 مليار غالون من المياه العذبة المتجمدة عبر مئات السنين والتي تذوب بشكل سنوي وتختلط بمياه البحر المالحة دون الاستفادة منها، والتي يمكن أن تكفي لسقي مليون نسمة لمدة خمس سنوات.

«ألما»وأشارالشحي إلى أنه حصل على براءة اختراع على مشروعه «ألما» في 2013، والذي أضافه كمشروع رابع إلى الكتاب، لافتاً إلى أن نحو 500 ألف متر مكعب من مياه الأمطار تضيع سنوياً، بسبب سقوطها على مياه البحر، وتختلط بالمياه المالحة ولا يمكن استغلالها، إضافة إلى أن كمية الرطوبة في الجو تعادل 11 ألف مرة كمية مياه نهر النيل الجارية، والمشروع يوضح 10 طرق لحصاد هذه المياه الضائعة.

وأوضح أن مشروع «ألما» يجمع بين أربع تقنيات للحصول على المياه، الأولى تقنية الماء من الهواء، وهي تقنية مستخدمة لفصل جزيئات الماء عن الهواء واستغلالها، والثانية تقنية الماء من الرياح، وتقنية تحلية مياه البحر من الطاقة الشمسية، ومنصات جمع مياه الأمطار، مضيفاً أن هذه التقنيات ممكن أن تعمل على مدار 24 ساعة طوال العام لجمع المياه ونقلها عبر أنابيب تصل بين المنصات والسواحل، أو السفن.

بحيرات الإماراتوأفاد الشحي بأن المشروع الخامس هو «بحيرات الإمارات»، وهو مشروع مستوحى من شركة يابانية بتكوين بحيرات في الصحراء، فيها مصفاة طبيعية تحت البحيرات، والتي تنقي المياه من الشوائب، ومن ثم نقل المياه العذبة إلى المناطق المنشودة، ويمكن ملء البحيرات بمياه البحر وتنقيتها في ما بعد، والتي تسهم في زيادة الرطوبة واحتمالية هطول الأمطار، وغيرها من الفوائد.

غابات القرم الصحراوية

وأضاف الشحي أن المشروع السادس هو «غابات القرم في الصحراء»، موضحاً تنتج وزارة البيئة والمياه من 10 إلى 12 ألف شتلة قرم سنوياً في مركز الانتاج، وتمكنت من زراعتها على مسافة نصف كيلومتر عن البحر، والمقترح هو زرع هذه الأشجار على مسافة تبعد عشرات الكيلومترات عن المياه المالحة، وجر قنوات لتزويدها بمياه البحر المالحة، إذ إن أشجار القرم تحتاج إلى مياه مالحة، والتي ستساعد في تنقية الهواء بصورة طبيعية.

وأكد أنه أراد طرح مشروعاته في كتاب «الربع العامر» ونشره عالمياً للمساهمة في التغلب على التغييرات المناخية، مشيراً إلى أنه سلط من خلاله الضوء على جهود الإمارات البيئية، ومشروعاتها، ومشروعات حصاد المياه وترشيدها حول العالم، وأفضل الممارسات.