«الاتصال المرئي» يدمج نزلاء المؤسسة العقابية بالمجتمع الخارجي

«الملتقى الأسري» في الشارقة يجمع نزيلين بطفلتيهما للمرة الأولى

مبادرة شرطة الشارقة تسهم في إعادة دمج النزلاء بمجتمعاتهم الصغيرة. من المصدر

أتاحت مبادرة «الملتقى الأسري» التي أطلقتها شرطة الشارقة، لنزلاء المؤسسة العقابية والإصلاحية، في الشارقة، الالتقاء بذويهم، والاندماج معهم.

كما مكنت نزيلين: الأول مواطن والثاني أفغاني، من رؤية ابنتيهما للمرة الأولى منذ ولادتهما.

وتفصيلاً، شهد القائد العام لشرطة الشارقة، العميد سيف الزري الشامسي، أول من أمس، الملتقى الأسري الرابع الذي تنظمه إدارة المؤسسة ضمن فعاليات أسبوع النزيل الخليجي الموحد الرابع لدول مجلس التعاون الخليجي.

استقدام 4 أسر من دول عربية

أفاد مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بالإنابة، العقيد خليفـة المري، بأنه تم خلال هذا العام استقدام أربع من أسر النزلاء، من سلطنة عمان، والأردن، ومصر، وسورية، بواقع أسرة من كل دولة.

وأكد تجهيز الخدمات اللازمة وفق أعلى المستويات، وتوفير سبل الراحة لهم، بدءاً من وصولهم إلى أرض الدولة حتى مغادرتهم إياها، إلى جانب دعوة 16 أسرة من الداخل من جنسيات مختلفة لمقابلة ذويهم من النزلاء.

ودشن الشامسي خدمة الاتصال المرئي بالمجتمع الخارجي، الذي يسمح لنزلاء المؤسسة بالاتصال المصور مع ذويهم داخل الدولة، وخارجها، تعزيزاً لحقوق النزيل، ولتضييق الفجوة بينه وبين المجتمع الخارجي، ممثلاً في الأسرة.

ووصف نزيل (24 عاماً) مبادرة شرطة الشارقة بأنها «خطوة إنسانية رائعة»، مضيفاً أنه لا يعرف كيف يصف المشاعر التي انتابته وهو يرى ابنته للمرة الأولى، ويحملها بين ذراعيه، بعدما غاب عنها نتيجة اتهامه في قضية تعاطي مخدرات.

وأكدت زوجته أنها وابنتيها سعيدات بزيارة زوجها، لأنها خففت عنهن كثيراً من المعاناة التي يعشنها، في ظل غياب رب الأسرة عن المنزل.

وحول كيفية تدبير أمور المعيشة، أفادت بأنها تحصل على إعانة من وزارة الشؤون الاجتماعية تقدر بـ3800 درهم شهرياً، وأن إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية في الشارقة بالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية تساعدها على سداد إيجار الشقة التي تقطن فيها مع ابنتيها، كما تمنحها مساعدة مالية 3000 درهم شهرياً.

وذكر نزيل شاب من الجنسية الأفغانية، أنه مدان بالحبس ثلاث سنوات لكتابته شيكات مصرفية من دون رصيد، تقدر بمبلغ 850 ألف درهم.

وأضاف أنه تمكن من رؤية طفلته للمرة الأولى في حياتها، أمس، معرباً عن شكره للمسؤولين في شرطة الشارقة على إتاحة الفرصة له للقاء طفلته للمرة الأولى.

حضر الملتقى عدد كبير من المسؤولين ومديري الإدارات ورؤساء الأقسام في القيادة العامة لشرطـة الشارقة، إلى جانب عدد من وفود إدارات المؤسسات العقابية والإصلاحية في دول مجلس التعاون الخليجي، وأسر النزلاء، وممثلي وسائل الإعلام العربية، والأجنبية، واللجان القائمة على إعداد وتنفيذ فعاليات أسبوع النزيل الخليجي الموحد.

وقال نزلاء، وأقرباء لهم، لـ«الإمارات اليوم» إنهم سعداء باللقاء الأسري، متمنين استمراره بشكل سنوي، كونه يخفف عنهم كثيراً من آلام الفراق بين النزيل وأسرته.

وذكرت أسرة مصرية أنها جاءت لزيارة ابنها، لافتة الى أن «هذه المبادرة فريدة وغير موجودة في أي بلد آخر»، وتابعت أن «هذه الأجواء فيها كثير من التكريم للنزيل ولأهله».

ولفت نزيل مدان في قضية حيازة مخدر إلى أن فعاليات أسبوع النزيل الخليجي ممتازة، لأنها تجمع أفراد الأسرة بالنزيل في جو عائلي، بعيداً عن الحواجز الحديدية.

إلى ذلك، أكد الشامسي، أن الملتقى الأسري للنزلاء يعد من المبادرات التي تعكس البعد الإنساني في أجمل صوره، وتسهم في تعزيز ثقة المجتمع بالجهود المبذولة لتحقيق رسالة المؤسسات العقابية والإصلاحية في إصلاح وتأهيل النزلاء، وإعادة دمجهم بالمجتمع، وتمكينهم من التغلب على الضغوط والصعوبات التي تواجههم، ومزاولة حياتهم بصورة طبيعية. وأضاف أن المبادرة تقع ضمن استراتيجية القيادة الشرطية في تطوير برامج الرعاية الاجتماعية لنزلاء المؤسسة العقابية، والتخفيف من عزلتهم، وتضييق الفجوة بينهم وبين المجتمع الخارجي، ممثلاً في أفراد أسرهم، ما يسهم في تيسير إعادة دمجهم بالمجتمع بعد انتهاء فترة العقوبة وعودتهم إلى الحياة الطبيعية.

كما أكد استمرار شرطة الشارقة في إطلاق مزيد من المبادرات التي تعزز الاهتمام بالأوضاع الإنسانية للنزلاء، وتنسجم والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

تويتر