«النصب التذكاري» رسالة بأن الإمارات لا تنسى شهداءها

أكد مختصون اجتماعيون، أهمية مبادرات النصب التذكاري التي تم الإعلان عنها أخيراً، لتخليد ذكرى شهداء الوطن البواسل، إذ ذكروا أنها ستسهم في ترسيخ التضحيات التي قدمها الشهداء في ذاكرة الأجيال، وتؤكد أن شهداء القوات المسلحة موضع اهتمام وتقدير من القيادة.

وتفصيلاً، أكد عضو المجلس الوطني الاتحادي، جاسم النقبي، أن المبادرات التي تم الإعلان عنها أخيراً، بشأن إنشاء نصب تذكارية في الدولة، تنم عن تقدير واعتزاز أصحاب السمو حكام الإمارات، بالتضحيات التي قدمها الشهداء لوطنهم، وإن كانوا رحلوا عنا فهم موجودون بيننا بذكراهم.

وذكر أن النصب التذكاري، رمز وطني، يوجه رسالة للجميع من أبناء الإمارات والعالم، بأن الإمارات لم ولن تنسى شهداءها، فهم خالدون في ذاكرة التاريخ، مشيراً إلى أهمية إنشاء النصب التذكاري المزمع إنشاؤه لتمجيد وتخليد ذكرى شهداء الوطن، معتبراً أنهم ما زالوا أحياء في قلوبنا، وستبقى تضحياتهم في أرض المعركة، راسخة في ذاكرتنا.

من جانبه، أكد أستاذ علم الاجتماع التطبيقي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، الأهمية الاجتماعية التي تمثلها مبادرة إنشاء نصب تذكاري للشهداء في أبوظبي، إذ أوضح أن من شأنها تعزيز مفاهيم التربية الوطنية.

وأشار إلى أن النصب التذكاري يبرز قيمة التضحية، التي قدمها الشهداء في سبيل الدفاع عن وطنهم، ويجعلها راسخة في ذاكرة الأجيال الحالية والقادمة، خصوصاً النشء والشباب.

وذكر العموش، أن هذه المبادرة تحمل معاني ومدلولات اجتماعية محلياً وعربياً، إذ يعد النصب التذكاري، رمزاً وطنياً ذا قيمة كبيرة، يروى قصص التضحيات البطولية التي قدمها بواسل الوطن دفاعاً عن الحق والشرعية، الأمر الذي يعزز من مشاعر الفخر والانتماء لهذا الوطن.

ولفت إلى أن النصب التذكاري يسهم في مزيد من الترابط والتماسك الشعبي نحو الوطن وحول القيادة السياسية، ويزيد من اللحمة الوطنية والوحدة الاجتماعية، اللتين يتميز بهما شعب الإمارات، بما يجعل كل فرد في المجتمع يشعر بمسؤوليته تجاه وطنه.

بدوره، أكد رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، العقيد جمال العامري، أن مبادرة إنشاء نصب تذكري للشهيد تعكس حرص القيادة على تكريم الشهداء، ووضعهم في المرتبة التي يستحقونها لما قدموه من تضحيات في سبيل إعلاء شأن الوطن.

وأكد العامري، أن النصب التذكاري للشهداء يُعد ذكرى عطرة وباقية تخلد تاريخ الشهداء، وتعبّر عن اعتزاز الوطن بهم، ليكون رمزاً للفخر والعزة والبطولة والتضحية، لافتاً إلى أن إنشاء النصب التذكاري، يعبر عن مكانة الشهداء وقيمة الأعمال البطولية التي قدموها للوطن، ويشكل في الوقت ذاته حافزاً لمزيد من التلاحم والتكاتف بين أبناء الوطن.

وجاء إنشاء نصب تذكاري للشهداء في مدينة أبوظبي، ترجمة لحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتخليد شهداء الوطن الأبرار الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة تأدية للواجب الوطني، حيث أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشائه، أخيراً، لتظل ذكرى شهداء الوطن الأبرار وبذلهم وتضحياتهم بأرواحهم الغالية محفورة في صفحات وذاكرة الوطن ووجدان أبناء الإمارات، وحتى تستلهم الأجيال الحاضرة والمقبلة عطاءهم وبذلهم وأعمالهم الجليلة لتبقى راية وطننا الغالي عالية خفاقة في سماء العز والمجد والرفعة والرقي.

كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن يتولى مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي مهمة الإشراف على تنفيذ النصب التذكاري ومتابعة الخطط والبرامج اللازمة بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات المعنية في الدولة لتشييد هذا المعلم الوطني، وبما يليق واعتزاز الإمارات وفخرها بتضحيات وعطاء أبنائها الشهداء. رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جنانه.

وأعلن مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، تحديد موقع إقامة النصب التذكاري للشهداء في المنطقة الواقعة، مقابل جامع الشيخ زايد الكبير من ناحية الشرق على شارع الشيخ زايد في أبوظبي.

وأوضح مكتب شؤون أسر الشهداء، أن الاختيار روعي فيه تميز المكان وانسيابية الوصول إليه من الجهات كافة سواء الطرق الداخلة إلى مدينة أبوظبي أو الخارجة منها.

وأوضح أن موقع النصب التذكاري سيكون معلماً حضارياً ووطنياً يخلد ذكرى شهداء الوطن والواجب ويعلي قيم التضحية والفداء لأبناء دولة الإمارات العربية البررة، الذين قدموا أرواحهم في سبيل وطنهم وأمتهم وفي مختلف الميادين، وبما يجسد اهتمام ورعاية الدولة وتقديرها الكبير لتضحيات أبنائها البررة وما قدموه من أعمال جليلة في سبيل رفعة الوطن وعزته.