أكّدن أنهن يشعرن بالفخر لتضحيات أبنائهن

أمّهات الشهداء: أبناؤنا فداء للوطن.. ومستعدات لتقديم المزيد

أمهات شهداء: أبناؤنا بنوا بتضحياتهم مجداً عظيماً سيتوارثه الأجيال. وام - أرشيفية

أكدت أمّهات شهداء الوطن، أنهنّ يشعرن بالفخر لتضحيات أبنائهن، وقلن إنهن مستعدات لتقديم المزيد إذا طلب الوطن ذلك.

عائلة الشهيد سيف النقبي:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/400806.jpg

«للشهيد مكانة خاصة في قلب والدته، فكان أقرب أبنائها إليها، وأصغرهم عمراً»


والدة الشهيد خليفة اليماحي:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/400806.jpg

«على استعداد تام أن أقدم جميع أبنائي فداءً للوطن».


والدة الشهيد جاسم السعدي:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/400806.jpg

«أوصى ببيع سيارته الجديدة، وطلب بناء مسجد باسمه».


والدة الشهيد راشد اليماحي:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/400806.jpg

«قبل استشهاده.. رأى في المنام أنه يأكل فاكهة من الجنة».

 

وتابعن أن أبناءهن أصبحوا رمزاً للشجاعة وحب الوطن، وتسابقهم في تلبية نداء الوطن كان ناتجاً عما غرسته فيهم القيادة من حب وفداء للوطن.

 

وأضافت الأمهات، لـ«الإمارات اليوم»، أن استشهاد أبنائهن في خدمة الواجب الوطني شرف عظيم سيتوارثه الأجيال، وستظل أسماؤهم محفورة على صفحة تاريخ الأمة.

وتفصيلاً، قالت عائشة عبدالرحيم، والدة الشهيد محمد إسماعيل البلوشي، إنها «استقبلت نبأ استشهاد ابنها بنفس راضية، فارحة بالمكانة التي كتبها الله له، كونه استشهد في ساحة القتال بكل عزة وشجاعة».

وأضافت: «لم أكن أتقبّل العزاء من أي أحد، بل كنت بانتظار المهنئين بمناسبة استشهاد ابني وحسن الخاتمة التي كتبها الله له، وكان كل من يزورني قاصداً تقديم التعازي، يفاجأ برباطة جأشي وسعادتي بأن ابني شهيد، ولم يتقاعس عن تلبية نداء الوطن ومساعدة أشقائه المستضعفين في اليمن الشقيق».

وتابعت أنه «رغم أن ابني كان يعاني ظروفاً صحية تتيح له أخذ إجازة من المهمة العسكرية، إلا أنه لم يتقاعس عن تلبية نداء الوطن، وأصر على الانضمام إلى القوات العسكرية باليمن»، مشيرةً إلى أن استشهاد أبناء الوطن في ساحات القتال مبعث شرف وفخر.

وأكدت أن أسماء شهداء الوطن ستظل خالدة في ذاكرة الأمة، لافتة إلى الحرص الكبير من قبل القيادة التي خصصت مساحات ومبادرات للاحتفاء بهؤلاء الشهداء.

وشددت على أن شهداء الإمارات رمز للشجاعة، ومثال لطاعة ولي الأمر، موضحةً أنها لم تكن تتصور طوال حياتها أن تصبح أماً لشهيد، وأن ما غرسته وزوجها في نفوس أبنائهما آتى ثماره، مشيرة إلى الترابط والتآزر بين أبناء الشعب برز حين توافدت الجموع من مختلف مناطق الدولة، من أجل تقديم واجب العزاء، والوقوف مع الأسرة، وشدّ أزرهم بعبارات الفخر والعزة.

من جهتها، نوهت والدة الشهيد جاسم السعدي، الذي استشهد في مأرب في سبتمبر الماضي، بالتلاحم الوطني بين القيادة والشعب في مختلف الميادين، إذ لم يفارقها مشهد قادة الوطن، وهم يواسون أسرتها، بكل تواضع وحب، مضيفة:«لم أرَ في حياتي قادة يبكون أبناءهم الشهداء ويحنون على أسرهم ويتوعدون بالثأر.. مثلما رأيت قادتنا».

وقالت: «كان ابني جاسم عموداً من أعمدة منزلنا، ورغم صغر سنه إلا أنه كان معتمداً على نفسه، وتحمل مسؤولياتنا أنا ووالده المريض، إذ كان لا يهدأ له بال، إلا بعد أن يحقق كل ما نريده، ولم يكن من الشباب الذين يلهون مع أصدقائهم طوال الوقت، بل كان شاباً صغيراً بروح رجل ناضج ذي عزيمة قوية وأهداف سامية».

وأشارت إلى أن ابنها الشهيد، كان ينوي الزواج وتكوين أسرة، إلا أن الله اختار له أهلاً خيراً من أهله، وداراً خيراً من داره، حين آثره بالشهادة، مضيفة: «قبل توجه ابني لليمن لم يودّعنا على غرار المهام العسكرية الكثيرة التي كان أدّاها، إذ رفض أن يودّعنا وأوصى ببيع سيارته الجديدة التي كان فرحاً بها، وطلب منا بناء مسجد باسمه بعد استشهاده بسعر مركبته».

وتابعت: «حين وصل جثمان ابني الشهيد محمولاً على الأكتاف، مغطى بعلم دولتي الحبيبة، أدركت في تلك اللحظات أن ابني أهداني أثمن شيء في الدنيا، فابني الشهيد ألبسني ووالده أوسمة الولاء والفخر».

 

من جانبها، قالت عائشة الحفيتي، والدة الشهيد خليفة اليماحي، وجدة الشهيد راشد اليماحي من منطقة الطويين في الفجيرة: «أنا على استعداد تام أن أقدم جميع أبنائي فداءً للوطن، فقد رزقنا الله بشهادة ابني خليفة، وحفيدي راشد، في اليمن دفاعاً عن الحق والشرعية، إذ توجّها لأداء مهمتهما العسكرية، ونالا معاً الشهادة، وقد كانا صديقين على الحلوة والمرة منذ طفولتهما، بل كالأخوين اللذين حملتهما بطن واحدة، ففارق العمر بينهما لا يزيد على ثلاثة أعوام».

 

وأضافت: «كان خليفة مثالاً في بر الوالدين، فكان يحرص يومياً قبل أن أنام أن يطمئن عليّ ويتأكد بأني لا أحتاج إلى أي شيء، كما كان يحرص على أن يُقبّل هو وجميع أبنائه رأسي من أجل نيل رضائي». وقالت: «دعم حكامنا وقادتنا ربط على قلبي وقلوب زوجته وأبنائه»، مشيرة إلى أن استشهاد ابنها في خدمة الواجب الوطني شرف عظيم سيتوارثه الأجيال، لاسيما أن أسماء الشهداء ستظل في قلوب كل أبناء الإمارات الأوفياء.

وفي منزل مجاور من منزل والدة الشهيد خليفة اليماحي، تجلس والدة الشهيد راشد اليماحي بجسد نحيل نال منه المرض، إذ تغسل كليتيها ثلاث مرات أسبوعياً، إلا أنها كانت تستقبل الزائرين لمواساتها بابتسامة.

وقالت لـ«الإمارات اليوم»: «كان ابني الشهيد راشد اليماحي من بين أشقائه التسعة مختلفاً تماماً، كان ذا طبع هادئ وخفيف الظل، وكنا نفتقد وجوده كثيراً في حال لم يكن معنا في رحلة أو على مائدة الطعام، فكيف الآن وقد رحل بلا عودة محققاً حلمه بالشهادة».

وأضافت: «في آخر مكالمة للشهيد روى لزوجته عن رؤيته لنفسه في المنام يأكل فاكهة من الجنة، وكان مستمتعاً بها، وبالفعل أطعمه الله إياها من خلال الشهادة التي وهبت له»، واصفة إياه بالشجاع، إذ لم يكن ممن يتقاعسون عن العمل، بل كان يقدم عليه بكل حماسة.

 

وأوضحت أنه عندما تم اختيار خاله خليفة للالتحاق ضمن قوات التحالف العربي لتحرير اليمن الشقيقة، حاول جاهداً أن يكون معه وبالفعل تحقق مراده، مشيرة إلى أنه في مكالمته الأخيرة مع زوجته أخبرها بأن الله حقق له جميع أمنياته في الدنيا، باستثناء أمنية واحدة وهي الشهادة، متمنياً من الله أن يحققها له، وكان يردد باستمرار إني أراها قريبة.

 

من جهتها، قالت فريدة، والدة الشهيد علي عبدالله الظنحاني، من مدينة دبا الفجيرة، لم يتجه أبناؤنا الشهداء لنصرة المظلومين، إلا لما غرسه فيهم القادة من حب ووفاء وولاء للوطن، مشيرةً إلى أنه رغم استشهاد ابنها عام 2007، إلا أن رائحة سيرته العطرة مازالت تملأ كل زاوية من أرجاء المنزل، لافتة إلى أنه مع سماعها لكل نبأ استشهاد أحد جنودنا البواسل تتذكر ابنها ووجهه البشوش الذي كان يعرف بالبشاشة وبالابتسامة الدائمة.

 

والدة النقبي لا تعلم باستشهاده

 ترقد أم الشهيد سيف عيسى عبيد النقبي، داخل قسم العناية المركزة في مستشفى خورفكان، تتلقى العلاج بسبب إصابتها بمرض في القلب، وذلك قبل استشهاد ابنها الذي لم يتم إخبارها به حتى الآن، خوفاً على صحتها.

 وذكر أفراد عائلتها لـ«الإمارات اليوم»، أن للشهيد مكانة خاصة في قلب والدته، فكان أقرب أبنائها إليها، وأصغرهم عمراً، وكان يلازمها في رحلات علاجها طوال الوقت، وهي من شجعته على الذهاب إلى اليمن وشدّت من أزره.

تويتر