اجتماع في عدن يحدد التوجه المقبل في عمليات «نصر الحالمة» لفك حصار تعز

التحالف يدمر إمــدادات للحــوثيين.. والمقاومة تتقدم في إب والبيضاء

مقاتل من القوات الشرعية في إحدى مناطق مأرب. رويترز

شهدت المنطقة العسكرية الرابعة التي تتخذ من العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، مقراً لها، وتضم تعز وعدن ولحج وأبين والضالع، اجتماعات مغلقة لقيادات المنطقة والقيادات العسكرية والمدنية لمحاور تعز، بمشاركة قيادات قوات التحالف العربي المرابطة في عدن، لمناقشة مستجدات وخطط العمليات العسكرية، بعد مرور أكثر من 10 أيام على عمليات «نصر الحالمة» لفك حصار تعز. في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، سلسلة غارات استهدفت تعزيزات عسكرية للمتمردين الحوثيين في محافظة الضالع، وكذلك الإمدادات العسكرية في منطقة يعيس وجبل ناصة شمال مدينة دمت، كما قصفت موقع ألوية الصواريخ في منطقة عطان، غرب العاصمة صنعاء، وكذلك مراكز للميليشيات في القصر الجمهوري ومعسكر لقوات الأمن الخاصة شرقي مدينة تعز. من جهة أخرى، سيطر مسلحو المقاومة الشعبية على مواقع عدة كانت في قبضة المسلحين الحوثيين في محافظتي البيضاء وإب.

وتفصيلاً، ذكر مصدر عسكري في المنطقة لـ«الإمارات اليوم»، أن الاجتماع ناقش خطط وأهداف المرحلة المقبلة من عملية «نصر الحالمة» في ضوء معطيات معارك الـ10 الأيام الماضية، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

إلى ذلك، قال مصدر عسكري في مدينة الراهدة بمحافظة تعز، جنوب اليمن، إن معركة المدينة سُلمت لطيران التحالف العربي، بقيادة السعودية، الذي يقوم بعمليات استهداف مباشر لمواقع ميليشيا الحوثي وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، التي تم استحداثها أخيراً، في المناطق بين جبل حمالة والراهدة، وصولاً إلى منطقة ورزان، في حين ذكر المحلل العسكري اليمني، العميد محسن خصروف، أن قيادة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، للمعركة تعطي معنويات كبيرة للمقاتلين لتحقيق مكاسب على الأرض.

وأضاف المصدر العسكري لـ«الإمارات اليوم» أن قوات الشرعية والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف العربي، البرية والجوية، تراجعت من محيط مدينة الراهدة إلى مواقعها التي استحدثتها بين المدينة ومنطقة الشريجة، لإفساح المجال أمام مقاتلات التحالف لاستهداف تعزيزات ومواقع الانقلابيين في المناطق المحيطة بمدينة الراهدة، خصوصاً منصات صواريخ الكاتيوشا التي تم نصبها في مناطق جغرافية.

وأوضح المصدر أن قوات الشرعية والمقاومة تمارس في جبهة الراهدة سياسة إخراج العدو من مخبئه، مشيراً إلى أن الميليشيات استقدمت، خلال اليومين الماضيين، تعزيزات ضخمة إلى المناطق الواقعة بين الشريجة والراهدة وورزان ودمنة خدير، وقامت بنشر منصات صواريخ ومدفعية ثقيلة في تلك المناطق الجغرافية ذات التضاريس المعقدة، المتمثلة في الجبال والتلال الصغيرة والوديان، وذات الغطاء النباتي الكثيف، الأمر الذي يستدعي التعامل معها عبر مقاتلات التحالف لتمهيد الطريق أمام القوات البرية للتقدم نحو تحقيق أهدافها في فك حصار تعز.

وأكد المصدر أن الأمور في مدينة الراهدة هادئة نسبياً رغم الانتشار الكبير للميليشيات التي نصبت نقاطاً على الخطوط الواصلة إلى المدينة، خصوصاً منطقة الميهال.

وقال المصدر لـ«الإمارات اليوم» إن هناك معارك بين الجانبين في مناطق «مفرق زيت ومنطقة سبرة وبيت حاميم والضلعة»، وهي مناطق ما بين الراهدة والشريجة، مؤكداً أن انسحاب قوات الشرعية والمقاومة من مشارف إلى الراهدة باتجاه تلك المناطق «انسحاب تكتيكي بحت»، ولم يكن نتيجة تفوق العدو كما يدعون، بل كان وفقاً لخطط وأوامر من القيادات العسكرية المشرفة التي تقود المعركة، لأغراض عسكرية لا يمكن الكشف عنها.

على الصعيد ذاته، أشاد المحلل العسكري اليمني، العميد محسن خصروف، في تصريح لـ«الإمارات اليوم» بزيارة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إلى جبهات القتال، وتلمس أحوال المقاتلين فيها، فضلاً عن إشرافه وقياداته المباشرة لمعركة «نصر الحالمة» لفك حصار مدينة تعز، الذي تفرضه ميليشيا الانقلاب.

وقال خصروف إن الزيارة تمثل دافعاً معنوياً كبيراً للمقاتلين على الجبهات، وكذا تعطي رسالة واضحة للانقلابيين بأن القيادة الشرعية جادة في سعيها لتحرير البلاد منهم، وحريصة على المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة الحصار منذ شهور.

وأضاف: «الزيارة من الناحية العسكرية تنعكس بشكل كبير على نفسية المقاتلين الذين سيشعرون بأن القيادة السياسة والعسكرية التي تمثل أعلي هرم في السلطة توجد معهم في الميدان، وليست في الكهوف والمخابئ، في إشارة إلى قيادة الحوثي والمخلوع صالح».

كما أشاد بمشاركة أبطال المقاومة الوطنية الجنوبية الذين يقاتلون في تعز، وكذا مشاركتهم لفك الحصار عن العاصمة صنعاء، في ما عرف حينها بحصار الـ70 يوماً.

في الأثناء، كثفت مقاتلات التحالف من غاراتها على مواقع وتجمعات الانقلابيين في إطار إسناد المعركة لها، حيث استهدفت مواقع الجماعة وحلفاءها في الشريجة والراهدة، والطريق الممتد شمالاً إلى الحوبان عند الضواحي الشرقية لمدينة تعز، كما شنت غارات على مواقع تمركز الانقلابيين في محيط القصر الجمهوري ومعسكر القوات الخاصة شرقي مدينة تعز.

وقتل 16 مسلحاً بينهم 10 من المتمردين الحوثيين في اشتباكات مع القوات الموالية للشرعية المدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي في جبهتي الشريجة والراهدة جنوب شرقي تعز، حسبما أكدت مصادر عسكرية موالية للرئيس عبدربه منصور هادي.

وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين يستميتون في الدفاع عن الراهدة، كونها تمثل المدخل الرئيس لتعز، إلا أن التعزيزات الأخيرة المرسلة كفيلة بالدخول إلى الراهدة وفك الحصار عن تعز من المحور الشرقي.

وفي منطقة ذباب الساحلية، غربي تعز، تجددت المواجهات، صباح أمس، بين المتمردين والقوات التابعة للشرعية، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين وفقاً لمصادر عسكرية متطابقة. وسيطرت المقاومة الشعبية على مواقع عدة في محافظتي البيضاء وإب، وطردت الحوثيين منها.

في هذه الأثناء، قصفت مقاتلات التحالف العربي، بقيادة السعودية، أمس، موقع ألوية الصواريخ في منطقة عطان غربي العاصمة صنعاء، وقال سكان محليون إن نحو أربع غارات عنيفة استهدفت معسكر ألوية الصواريخ بفج عطان غرب صنعاء.

من جانب آخر، قالت مصادر بالمقاومة الموالية للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إن مسلحي المقاومة سيطروا، صباح أمس، على مواقع غليس والبركات والغول في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، وطردوا الحوثيين منها.

وأضافت المصادر لوكالة الأناضول أن «السيطرة على هذه المواقع جاءت بعد أيام من المعارك العنيفة التي أسفرت عن سقوط عشرات الحوثيين بين قتلى وجرحى».

وفي الضالع شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات الميليشيات وقوات المخلوع، في جبلي «ناصة» و«يعيس» غربي منطقة مريس شمالي المحافظة، في حين تبادلت المقاومة والجيش الوطني مع ميليشيا التمرد القصف والاشتباكات العنيفة في المنطقة، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بعد هدوء حذر استمر 24 ساعة. وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر في المقاومة بمحافظة إب بأن «11 من مسلحي الحوثي قتلوا في اشتباكات اندلعت، خلال الساعات الماضية، في أطراف مديرية حزم العدين بالمحافظة».

من جانبها، قامت ميليشيا الانقلاب، أمس، بتشديد حصارها الإنساني على مدينة تعز من جميع المنافذ وفقاً لمصدر محلي بالمدينة، وأكد المصدر أن الانقلابيين رفضوا دخول أي مواد استهلاكية حتى وإن كانت بحجم «كيلوغرام» إلى المدينة.

تويتر