الأوقاف: الإمارات لديها من الوعاظ ما يغني عن اللجوء للمتسترين بغطاء الدين

«الأوقاف» تنفذ خطوات عملية لتوطين أئمة المساجد. تصوير: إريك أرزاس

أنهت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف خلوة للعصف الذهني عقدتها على مدار يومين في جزيرة صير بني ياس، استمرت يومين، شارك فيها رئيس الهيئة، الدكتور محمد مطر الكعبي، والمدراء التنفيذيون ومدراء الإدارات وفروع الهيئة في الدولة كافة، وافتتح الدكتور الكعبي أعمال جلسات العصف الذهني، مبرزاً الأهداف والتطلعات والمبادرات المنتحة، ومذكراً با توحي إليه هذه الجزيرة، التي وقع عليها الإختيار، إذ أن عبقرية حضارية تنموية، طافت في أرجائها، فأحيتها، وجعلتها محمية طبيعية، تقتنى فيها الأشجار والنباتات، والأنواع الحيوانية الطبيعية التي عرفتها شبه الجزيرة العربية سابقاً، بل جعلتها تعيش الحياه وتعود إليها، دورتها الطبيعية، إنها عبقرية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايدب بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهذا ما تسعى إليه الهيئة، حيث نستوحي من هذه الخلوه، ما يحفزنا للإرتقاء بأدائنا وإعادة الحياة للهيئة وأن ننشد مستوى من الإبتكار والتميز غير المسبوق، في الثقافة والمرجعية الإسلامية.
 
وشددت جلسات العصف الذهني التي تعد الأولي من نوعها التي تنفذها جهة حكومية بعيداً عن العمل التقليدي والوظيفي، على أن المرحلة المقبلة مهمة للغاية، والتي تتطلب توافر الجهود خاصة فيما يتعلق بمواجهة الأفكار المتطرفة، والمنحرفة، ووقاية المجتمع من الإنزياحات الفكرية المحلية أو الإقليمية، والتصدي لكافة التنظيمات أو الجماعات التي تستغل الدين، تحت أي عطاء، وأجمع المشاركون في جلسات العصف الذهني، على أن العمل الذي ينتظر الهيئة بكافة العاملين فيها من أئمة ووعاظ وخطباء، كبير، وأن الوطن ينتظر من العاملين في الهيئة إبراز الصوررة الحقيقية عن الإسلام، بعيداً عن التطرف المذموم، أو التفريط، والعمل على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في إستمرار نهضة وتقدم الإمارات في كل الميادين.
 
وأشاد الكعبي بما توفره القيادة الرشيدة من دعم متواصل لكل مشاريع الهيئة، وخططها الإستراتيجية، مما جعلها هيئة رائدة بكل المقاييس الريادية، ودعم لا محدود من جانب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للحكام.
 
وتناولت الجلسة الأولى للعصف الذهني التي أقيمت على شاطئ الجزيرة في إجتماع غير مألوف، رؤية المشاركين وتطلعاتهم بحلول عام 2021، التي رأسها الدكتور الكعبي، وقدم المشاركون كافة مقترحات ورؤى وتطلعات وطموحات مزودة بأفكار وحلول، معربين عن تطلعاتهم في أن تحتل الهيئة المكانه الأولى عالمياً، في عدد المبادرات والممارسات، من أبرزها إمتلاك الرؤية الإستشرافية، لمواجهة التحديات، وأدوات وآليات التغلب عليها، والتوسع في رصد الإنزياحات الفكرية والسلوكية محلياً وإقليمياً، وعالمياً، وإبطال مفعول تلك الإنزياحات الفكرية، من خلال الإعتماد على نشر الفكر الوسطي المنضبط، إعلامياً وفي المؤتمرات وفي الندوات، وفي صناعة المعرفة التكنولوجية الذكية، وتزويدها وتنقيتها، وتحديثها، بالفكر الوسطي المنضبط، والفتاوى الرصينه، ورسالة المسجد المستنيرة بثوابت الدين ومستجدات العصر.
 
كما ناقشت الخلوة في جلسة عصف ذهني بورشة مختبرات الإبتكار، والتميز، أهم المحاور المطروحه على مدراء فروع الهيئة، واستحسن المشاركون تجربة الإمام الجامع التي دخلت حيز التنفيذ، والتي أطلقتها الهيئة، وحظيت بترحيب كبير، حيث حققت العديد من المفاهيم، وأثمرت عن نجاحات متعددة شملت الرقابة الذاتية، والضبط والتوجيه، والتواصل المجتمعي والإداري والشرعي، حيث يشرف الإمام الجامع الأعلى كفاءة وخبره على مجموعه من زملائه أئمة المساجد المحيطة به، مجمعين على أن هذه الفكرة المبتكرة والكمتميزة أثمرت إلى حد كبير في توفير الوقت والجهد، وسرعة صيانة المساجد، ومتابعة شؤون الأئمة، وصقل المهارات، وخلق التنافسية المطلوبة، وارتأى المشاركون أهمية تزويد هذه المساجد المختارة. بمكاتب مزودة بما يلزم لإعانة الأئمه على القيام بدورهم.
 
وأكدت الورشة التي عقدت داخل غابات محمية صير بني ياس، على أهمية التوسع في مراكز تحفيظ القرآن الكريم، والتي تحظى بمتابعة ودعم من القيادة الرشيدة، ووجه الكعبي بالتوسع الأفقي والعمودي، وزيادة عدد المراكز لتغطي كافة مناطق الدولة، لخدمة أبناء المجتمع، في كل حي أو تجمع سكاني على مستوى الدولة، وأنه تم إعتماد نموذج يجري العمل عليه، وبناء المراكز النموذجية بحسب إحتياجات كل إمارة، مع توفير الكوادر المواطنه للعمل بها، وتوفير المواصلات لنقل الدارسين والحفظة من وإلى تلك المراكز، وتوفير الخدمات المساندة لهذه المراكز.
 
وأكدت الهيئة في خلوتها، إلتزامها بخدمة قضايا الدين الحنيف، وتوفير كل الوسائل الداعمه لذلك وعدم السماح لأي جماعات أو أفراد بممارسة أي نشاط تحت غطاء ديني، لا في المساجد ولا في غيرها داخل دولة الإمارات العربية، وأن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف لديها من العلماء والمفتين، والوعاظ والأئمة والخطباء ما يغني مجتمع الإمارات عن تلك الجماعات، وأنه من غير المقبول ممارسة أي أنشطة متعلقة بالدين الإسلامي الحنيف في وجود هيئة تملك من المقومات وأوجه الدعم ما تملكه.
 
كما أقرت الخلوة تشكيل لجنة دائمه لإختيار فرش المساجد المناسب، ووجهت بسرعة إنهاء إجراءات تعيين المواطنين الراغبين في شغل وظيفة الإمام أو الخطيب، ورفع معدل التوطين في تلك الوظائف. كما تم مناقشة 21 بنداً تتعلق بكافة الإدارات والمكاتب، وتم تدوين المقترحات لدراستها وإدخالها حيز التنفيذ، وتخللت الخلوه ممارسة عدد من الأنشطة الرياضية والثقافيه، التي تخدم روح الفريق وتعزز الهوية الوطنية والولاء والإنتماء، للوطن  المنيع وللقيادة الرشيدة.

 

تويتر