شقيقه: كان أشدّنا تعلقاً بالوالدة

البلوشي قضى شهيداً بعد 25 يوماً من إصابته الخطرة

صورة

قضى أحمد هيبتان البلوشي (30 عاماً)، من سكان إمارة أم القيوين، شهيداً الأسبوع الماضي، في مستشفى بألمانيا، نتيجة تدهور حالته الصحية، بعد 25 يوماً من إصاباته الخطرة، إثر حادث مأرب الإرهابي، في سبتمبر الماضي، الذي وقع أثناء مشاركته مع القوات الإماراتية الباسلة ضمن التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن.

 

واستشهد البلوشي وقلبه معلق بوالدته، إذ يقول شقيقه الأكبر سناً، عبدالواحد، لـ«الإمارات اليوم» إنه كان يدخل غرفتها خلسة في منتصف الليل، ليتفقدها، ويطمئن عليها، كما كان يتصل به يومياً، ليوصيه برعاية أبنائه والاهتمام بهم، في حال استشهاده.

ويروي عبدالواحد جانباً من مسيرة حياة الشهيد، مستعرضاً طيفاً من الذكريات التي تركها وراءه، واللحظات الأخيرة من حياته قبيل استشهاده، مبيناً أن الشهيد بدأ عمله في القوات المسلحة قبل أربع سنوات، وكان هادئاً وخلوقاً وصاحب ابتسامة.

وأوضح أن الشهيد تميز بطبيعته الإنسانية المؤثرة مع الوالدة، إذ إنه الشخص الأكثر حناناً في العائلة، وكان لا يتناول طعامه إلا بحضورها، ولا يمد يده إلى الطعام قبل أن تكون أول من يضع الأكل في فمها.

وأضاف عبدالواحد أن الشهيد بعد زواجه رفض الانتقال للسكن في منزل آخر، بعيداً عنها، وبقي في منزل الوالدة، حيث جعل غرفة نومه مقابل غرفتها، ليظل قريباً منها.

وأشار إلى أن الشهيد متزوج ولديه (مزنة) البالغة من العمر خمسة أعوام، و(مروان)، وعمره ثلاثة أعوام، مضيفاً أن «الشهيد اشتهر بتدليله طفليه، وعدم النوم قبل أن يتفقدهما، وحينما تم اختياره ضمن القوات المشاركة في قوات التحالف العربي في اليمن، أوصاني بهما وطلب مني رعايتهما».

وأوضح أن «أحمد كان يشعر بأنه ذاهب إلى الحرب لتذوّق الشهادة، حيث كان يتصل بي وبزوجته يومياً، من أجل الاطمئنان على والدته وطفليه»، مضيفاً: «آخر مكالمة بيني وبينه كانت قبل إصابته بأربع ساعات فقط».

وذكر عبدالواحد أن الشهيد قال في آخر مكالمة له إن مناوبته العسكرية انتهت، وإنه سيذهب للنوم، وسيعاود الاتصال بزوجته بعد صلاة الفجر، موضحاً أن «الميليشيات الحوثية الإرهابية بدأت بقصف المكان، فور استيقاظه لأداء صلاة الفجر».

وتابع أن «أحمد أصيب بإصابات بليغة في مختلف أنحاء جسده، منها كسر في رجليه، ونزيف في القلب، وشظايا في الرئة، وقد نقل إلى أحد المستشفيات العسكرية في مدينة الرياض، ومنه إلى مستشفى ألماني في برلين، لمواصلة العلاج».

وأضاف: «رافقت الشهيد طوال فترة علاجه في الرياض وألمانيا، حيث كانت حالته الصحية مستقرة، وقد وضع تحت المخدر المستمر، لأن الطبيب المعالج قال إنه لن يتحمل الألم في حال استيقاظه».

وأشار إلى أن الطبيب الألماني المعالج استغرب بقاء أحمد على قيد الحياة، على الرغم من إصاباته الخطرة، وقال إنه توقع أن يتوفى بعد يومين من وصوله إلى ألمانيا، إلا أن الشهيد كان متمسكاً بالحياة، على الرغم من صعوبة وضعه الصحي. وقد ناضل جسده نحو 25 يوماً، إلا أنه لا رادَّ لقضاء الله وقدره.

وأضاف: «كنت قد أبلغت الطبيب بأن جميع أفراد الأسرة سيشعرون بالسعادة لاستشهاده، لو قدر له الله ذلك، وأن جميع المواطنين في الدولة يتمنون أن يكونوا في مكانه، وأن يستشهدوا في سبيل الدفاع عن الوطن والأمة العربية، فاستغرب كلماتي كثيراً، ولم يعرف بِمَ يعلق عليها».

 

وأشار إلى أن «أحمد استشهد نتيجة انتشار بكتيريا سامة في جسده ناجمة عن تعرضه لكثير من الشظايا، ما تسبب في تراجع سرعة دقات قلبه، وعدم تفاعل جسده مع الأدوية المضادة للبكتيريا، لكن قلبه ظل يخفق حتى اللحظة الأخيرة ببطء، كأنه يودعنا».

تويتر