أطلقت مبادرة تربط كبار السن بجيل المستقبل

«تنمية المجتمع» تنقل خبرات الماضي إلى الطلبة بـ «تواصل الأجيال»

الشامسي يروي تجاربه لطلبة مدرسة الجاحظ للتعليم الأساسي. من المصدر

أطلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي، أمس، مبادرة «تواصل الأجيال»، التي تهدف إلى ترسيخ علاقة حوار ورابطة إنسانية بين أبناء الإمارات الأوائل من كبار السن، وجيل المستقبل من طالبات وطلاب المدارس، يتم عبرها نقل خبرات الماضي وتاريخ وثقافة البلاد التي شهدت مراحل ومفاصل بارزة في مسيرة بناء دولة حديثة، خلال فترة وجيزة نسبياً.

6.6 % كبار السن

تقدّر نسبة كبار السن حالياً في إمارة دبي بنحو 6.6% من إجمالي عدد السكان المواطنين، وذلك بناءً على تقديرات مركز دبي للإحصاء للعام الماضي، ويتوقع لهذه النسبة أن ترتفع تدريجياً لتراوح بين 10 و15% بحلول عام 2030.

وتعمل هيئة تنمية المجتمع في دبي على تطوير مبادرات وبرامج نوعية لدمج فئة كبار السن في الأنشطة الحياتية اليومية، واستثمار خبراتهم ومعارفهم للإسهام في بناء شخصيات شابة متوازنة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وتختص إدارة خدمات كبار السن في الهيئة برعاية قضايا كبار السن، وإدارة الأنشطة الاجتماعية التي تفعّل دمجهم في الأسرة والمجتمع، كما تعمل على ضمان توافر الخدمات الاجتماعية لكبار السن، مثل الرعاية المنزلية، والرعاية النهارية، والإيواء لأسباب غير صحيّة.

وتأتي مبادرة الهيئة، التي أعلن عنها تزامناً مع اليوم العالمي للمسنين، الذي يُصادف الأول من أكتوبر من كل عام، وتحدّث أحد المنتسبين لجيل الأوائل، شامس الشامسي (72 عاماً)، عن عادات وتقاليد الدولة، خلال فترة الأربعينات والخمسينات، موجهاً كلامه إلى مجموعة من طلاب مدرسة الجاحظ للتعليم الأساسي، الذين تسابقوا على طرح الأسئلة حول حياة الماضي وتفاصيلها.

ووصف الشامسي، الذي قضى معظم حياته في العمل العسكري والأكاديمي، الحياة في تلك الأيام من حيث وسائل الانتقال وطرق التواصل، وعلاقة الصغار بالكبار ونوع الألعاب، وكذلك الأعمال والحرف التي مارسها الأجداد في الماضي.

ومضى في إعطاء الأمثلة، فأشار إلى قطع المسافة بين حتا ودبي بواسطة الجمال عبر طرق وعرة وصعبة تستغرق أربعة أيام، كانت تسلكها القبائل لزيارة الأهل والقيام بالواجبات الاجتماعية وحضور الأعراس، مداعباً الصغار بقوله: «من كان يملك مطيّة (دابة للتنقل) في تلك الأيام كأنه يملك سيارة (رولزرويس) في أيامنا الحالية».

من جهته، أكّد المدير العام لهيئة تنمية المجتمع، خالد الكمدة، حرص الهيئة على تمكين شريحة كبار السن في المجتمع، واستثمار خبراتهم التراكمية في تثقيف الأجيال الناشئة، وتعزيز وعيها بالهوية الوطنية.

وقال إن «الوعي بالتراث والثقافة المحلية يتراجع في خضم التطوّرات الحضارية المتسارعة والكبيرة، كما يغيب أو يُغيب مجموعة كبيرة من العادات والتقاليد الأصيلة في خضم نمط الحياة العصرية»، مشدداً على ضرورة نقل الموروث الثقافي المهم والثمين إلى الأجيال الشابة بشكل عملي وملموس، عبر تواصل حقيقي ومباشر مع من عاشوا هذا الموروث بتفاصيله ومارسوا هذه التقاليد لعقود.

وتتضمّن مبادرة «تواصل الأجيال»، التي تستمر طوال شهر أكتوبر، 16 محاضرة يقدمها 13 من كبار السن الأعضاء في نادي ذخر الاجتماعي، حيث سيتم تقديم تسع محاضرات للطلاب، وسبع محاضرات للطالبات، تقام ست محاضرات في مقر النادي، و10 في المؤسسات التعليمية، وسيستفيد من المحاضرات طلاب 14 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية، إضافة إلى جامعة زايد، وكليات التقنية العليا.

وتضم قائمة كبار السن المحاضرين كلاً من: خميس عبيد العيالي، وسيف علي المنصوري، وعبدالله أحمد المدحاني، ومحمد صالح العوضي، وجاسم علي بن عدي، وعبدالله سلمان الجزيري، ومحمد يوسف عباس، وكلثم خميس محمد، وخديجة محمد علي، وعوشة علي محمد، وسهام صلاح الدين توفيق، وحليمة علي شانبية.

 

تويتر