أكدوا أن لأصواتهم قيمة ولن يهدروها لاعتبارات القرابة والصداقة

ناخبون: أداء الأعضاء السابقين في «الوطني» معيار رئيس في اختيار المرشحين

ناخبون أكدوا أنهم صاروا أكثر نضجاً وقدرة على الفرز وتحديد المرشح الأفضل. تصوير: أشوك فيرما

قال مواطنون شاركوا في الانتخابات المبكرة، أمس، إن أداء أعضاء المجلس الوطني الاتحادي السابقين، خلال الدورة الماضية، سيكون معياراً رئيساً في التصويت أو عدم التصويت لهم، أو حتى في اختيار المرشحين الجدد الذين لم يفوزوا أو يشاركوا من قبل. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إنهم لن يصوتوا لمصلحة أعضاء سابقين فازوا في الانتخابات الماضية، واختفوا عقب فوزهم، أو لم يكونوا على قدر الثقة والطموح اللذين وضعهما فيهم ناخبوهم.

صاحب موقف

قالت مرشحة مواطنة شاركت في التصويت المبكر لـ«الإمارات اليوم»، إنها ورفيقاتها تحمسن لمرشح بعينه لأنه تبنى قضية أثارت جدلاً كبيراً في أوساط المجتمع خلال الدورة البرلمانية الحالية، وتحدث بصوت كثير من المواطنين، مؤكدة أن موقفه سبب لدعمه من قبل عدد كبير من المواطنين، خصوصاً النساء.

صديق والدي

قال المواطن الشاب عبدالله أحمد الهاشمي «بصراحة لم أقرأ البرنامج، وصوَّت لمرشح بعينه لأنه من طرف والدي، هو صديق للعائلة وأعتقد أنه شخص جيد».

فيما حرص ناخبون آخرون على القدوم مبكراً لتأكيد دعمهم لأعضاء سابقين رشحوا أنفسهم مجدداً، وأثبتوا جدارة وفعالية كبيرة خلال الدورة البرلمانية المنصرمة.

وأكد الناخبون أنهم صاروا أكثر نضجاً وقدرة على الفرز وتحديد المرشح الأفضل، وأفاد عدد منهم بأن لديهم أقارب وأصدقاء في قائمة المرشحين لكن لن يصوتوا لهم، لقناعتهم بأن لصوتهم قيمة لا ينبغي أن تهدر لاعتبارات بعيدة عن الكفاءة والمؤهلات اللازمة لعضوية البرلمان.

وتفصيلاً، قالت الفنانة موزة المزروعي «سأصوت للمرشح نفسه الذي منحته صوتي خلال الانتخابات الماضية، لأنه أثبت جدارة واستحقاقاً، ويدرك جيداً كيف يخدم وطنه من خلال هذا الموقع، كما أنه طرح قضايا مهمة تمس المواطن بشكل مباشر مثل مطالب المتقاعدين».

وأضافت: «لا تربطني به علاقة شخصية، وتواصلت معه فقط قبل القدوم للانتخابات عبر خدمة الرسائل النصية، لأستفهم أكثر عن برنامجه وخططه خلال الدورة الجديدة».

وأكدت المزروعي أن أداء الأعضاء السابقين له تأثير كبير في قرار إعادة ترشيحهم من قبل ناخبيهم من عدمه، لافتة إلى أنها تعرف أعضاء آخرين يسعون فقط للحصول على مزايا المجلس الوطني، مثل الراتب والتقاعد، من دون أن يقدموا أي خدمة لناخبيهم، بل إنهم لا يتفاعلون إطلاقاً خلال جلسات وفعاليات المجلس الوطني.

وأشارت إلى أنها غير مستعدة لمنح صوتها لمرشح لكونه قريباً أو صديقاً فقط، وإلا فإنها تهدر وقتها وصوتها، ولا تقوم بواجبها تجاه وطنها.

فيما قال المواطن الشاب سهيل عبدالله بالرفيعة «سأصوت لمرشحي الفائز في الانتخابات الماضية»، مشيراً إلى أنه لم يلتقِ به ولا يعرفه شخصياً، ولا تربطه به صلة أو قرابة، لكنه تابع باهتمام أداءه خلال الدورة البرلمانية السابقة، وقرر القدوم مبكراً للتصويت له.

وأضاف: «لدي أقارب وأشخاص أعرفهم عن قرب يرشحون أنفسهم خلال الانتخابات الحالية، لكن لا يمكن أن أهدر قيمة صوتي وأمنحه لشخص يهوى الشهرة فقط»، وتابع أنه اختار مرشحاً لديه وعي وإلمام بالقانون ويدرك طبيعة الدور الذي يجب أن يقوم به في الإطار التشريعي.

وحول دور البرنامج في تحديد المرشح، أوضح بالرفيعة أن البرامج تتشابه إلى حد كبير، لذا يبقى تاريخ المرشح إن كان عضواً سابقاً، أو مؤهلاته العلمية، ومشواره في العمل العام والاجتماعي فيصلاً في عملية الاختيار.

إلى ذلك، قال محمد عمر الشمري إنه سيصوت للمرشح نفسه الذي انتخبه في الدورة السابقة لأنه يستحق ذلك بجدارة، فلم يختفِ أو يتوارى خلال الجلسات، بل لعب دوراً بارزاً وأثرى النقاش في قضايا كثيرة.

وأضاف: «لم يُخيب ظني فيه، وهذا يمنحني شعوراً جيداً ودفعني إلى القدوم إلى مركز التصويت المبكر في عجمان، رغم أنني من دبي»، لافتاً إلى أنه «على المرشح أن يكون ملماً بطبيعة الدور المنوط به، وليس مجرد شخص يترشح من أجل المشاركة فقط».

في الجانب المقابل، قال المواطن، حميد سعيد المطروشي، إنه لن يصوت لمرشحه السابق، مشيراً إلى أن مرشحه السابق لم يحقق أياً من أهداف برنامجه الذي أعلن عنه.

وأضاف أن «أداء عضو المجلس الوطني، الذي قرر إعادة ترشيح نفسه خلال الدورة الماضية، ينبغي أن يكون معياراً رئيساً لتقييمه، فنحن لا نحتاج إلى قراءة برنامجه لأنه كان محل اختبار عملي، وللأسف فشل فيه بجدارة ولن أعيد انتخابه».

وذكر أحمد علي أنه لن يرشح كذلك العضو الذي صوت له في الانتخابات الماضية، لأنه لم يكن على قدر الطموح، كما أنه اختفى بعد فوزه، معرباً عن اعتقاده أن بعض المرشحين يسعون لمزايا المجلس أكثر من رغبتهم في أداء دور حقيقي.

وأكد أن «التجربتين البرلمانيتين السابقتين كان لهما أثر بالغ في زيادة وعينا، ما جعلنا أكثر قدرة على الفرز والاختيار»، مشيراً إلى أنه يرفض التصويت لاعتبارات الصداقة والقرابة، رغم إدراكه أنها تلعب دوراً كبيراً في حسم النتيجة لمصلحة مرشحين.

إلى ذلك، قال المواطن الشاب، عبدالله الجزيري، إنه شارك في الانتخابات السابقة واختار رجلاً يتمتع بمؤهلات علمية وقدرة كبيرة، لكن في ظل عدم ترشحه في الدورة الحالية، قرر اختيار ابنه الذي رشح نفسه.

وأضاف الجزيري «لم اختر الابن وفاء للأب أو انحيازاً له، لكن لأنه يستحق ذلك، إذ يتمتع بمؤهلات جيدة ولديه قدر كبير من الحماسة والرغبة الصادقة في العمل البرلماني».

وأشار إلى أنه حرص على قراءة برامج كل المرشحين حتى يضمن أن صوته ذهب لمن يستحقه، ولاحظ أن كثيراً من الاختيارات تستند إلى العاطفة والعلاقة السابقة بالمرشح، سواء كانت صداقة أو قرابة، أو حتى لأسباب فئوية متعلقة بطبيعة عمل المرشح، لكنه غير مستعد للاختيار وفق هذه الأسس.

من ناحيته، قال المواطن الشاب عمر درويش الزرعوني «جربنا المرشحين الكبار في السن خلال الانتخابات الماضية، وقررت هذه المرة، في ظل نظام الصوت الواحد، أن أرشح شاباً في سني لديه حماسة واندفاع ويتمتع بمؤهلات جيدة».

وأضاف أنه قارن جيداً بين المرشحين، وأبدى استعداداً للتصويت لمصلحة عضو سابق في الدورة البرلمانية الماضية، لكن الأخير لم يرشح نفسه، ولا يميل إلى الأعضاء السابقين الآخرين الذين أعادوا ترشيح أنفسهم لأنهم لا يتمتعون بالإمكانات التي يتمناها في مرشحه.

 

تويتر