أب يرفض الإنفاق على أبنائه.. وأم تمنع زوجها من رؤية أطفاله

عناد آباء يحرم الأبناء من فرحة العيد

فاطمة الكندي : رئيس قسم الدعم الاجتماعي في الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي

قالت رئيس قسم الدعم الاجتماعي في الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، فاطمة الكندي، إن أطفالاً يُحرمون من الاحتفال بالعيد، مثل أقرانهم، بسبب عناد آبائهم وخلافاتهم الأسرية.

وكشفت لـ«الإمارات اليوم» أن بعض الرجال يضغطون على زوجاتهم أو مطلقاتهم في مثل هذه المناسبات لإجبارهن على الإنفاق على أولادهم، خصوصاً إذا كانت الأم موظفة، وغالباً تخضع الأخيرة لأنها تشفق على أبنائها، وربما تستدين حتى تمنحهم العيدية وتشتري لهم ملابس العيد، حتى لا يشعروا بأنهم أقل من أقرانهم.

وأشارت إلى أن الحرمان العاطفي في هذه المناسبة أسوأ من الحرمان المادي في كثير من الحالات، ويكون من جانب الطرفين لعقاب الآخر، لافتة إلى حالة أم ترفض السماح لطليقها برؤية أبنائه في العيد، رغم أن لديه حق الرؤية.

وتفصيلاً، ذكرت الكندي أن العيد يمر بصعوبة على بعض الأسر، خصوصاً الأطفال، بسبب عناد الأبوين أو ابتزاز أحدهما للآخر، لافتة إلى حالة تتعامل معها حالياً لرجل ادّعى عجزه عن الوفاء بإيجار منزله وطلب من زوجته الإقامة مع شقيقتها لمدة شهر إلى أن يوفر مالاً، لافتة إلى أن الفترة امتدت إلى خمسة أشهر، ولم يفِ الأب بالتزاماته.

وأضافت أن الأم لجأت إلى الإدارة، وبالبحث في حالة الأب تبيّن أن لديه دخلاً ثابتاً ويمكنه الوفاء بالتزاماته، لكنه يتهرب منها، مشيرة إلى أن زوجته طلبت أن يسهم ولو بمبلغ بسيط، خصوصاً في ظل دخول العيد والمدارس، لكن لا حياة لمن تنادي.

وأشارت الكندي إلى أن هذه ليست الحالة الوحيدة، إذ يلجأ بعض الرجال إلى ابتزاز زوجاتهم أو طليقاتهم، خصوصاً إذا كانت تنتمي إلى أسرة ثرية أو تعمل موظفة، مدركاً أن الأم لن تقبل بأن يشعر أطفالها بالحرمان، وستفعل كل ما بوسعها حتى تعوض أبناءها، ولا تتركهم يحسون بأنهم أقل من أقرانهم.

وأوضحت أن الأطفال لا يفهمون طبيعة الخلافات، ولن يبرروا موقف الأم الحاضنة لهم، إذا لم توفر لهم مقومات الاستمتاع بالعيد، إلا إذا ضاقت بها السبل فتمر المناسبة حزينة عليهم، مؤكدة أن الجمعيات الخيرية والجهات التي تقدم المساعدات في هذه المناسبات تلعب دوراً تكميلياً، ولا يمكن أن تعوض غياب الأب أو الأم.

وشرحت أن العناد يظهر في هذه المناسبات بصورة مناقضة كذلك، إذ يتنافس الأبوان المنفصلان أحياناً على إغراق الأطفال بالهدايا ليظهر أحدهما أفضل من الآخر، فيمنح الأب عيدية مضاعفة حتى يستميل الأبناء، وهذا يعد تصرفاً خاطئاً كذلك، ويؤثر سلباً في سلوكيات الأبناء.

وأفادت بأن الحرمان العاطفي في مثل هذه المناسبات يعد أسوأ كثيراً من نظيره المادي، مشيرة إلى أن بعض الآباء يتعمدون حرمان الطرف الآخر من الاستمتاع بالمناسبة السعيدة مع الأطفال، مثل أم اختلفت مع طليقها فتوعدت بمنعه من رؤيتهم، رغم أن لديه حق الرؤية، وحاولت إدارة حماية المرأة والطفل بالإدارة العامة لحقوق الإنسان تضييق هوة الخلاف وحل المسألة ودياً، حتى لا يتأثر الأبناء.

وأفادت بأن العناد يدفع بعض الآباء إلى رفض دفع المصروفات الدراسية أو الإنفاق على الأم وأبنائها، لكن الدولة تحافظ على حق الأطفال في التعليم، وتبقى المشكلة في مناسبات مثل العيد تؤثر سلباً في نفسية الأبناء.

وقالت الكندي لـ«الإمارات اليوم» إنها «تحاول عادة استغلال مثل هذه المناسبات لتليين قلوب الآباء وتضييق هوة الخلاف، مركزة على التأثير الإيجابي لذلك في الأطفال»، لافتة إلى أن البعض يستجيب ويدرك أهمية ذلك، فيما يصر آخرون على عنادهم ويكدّروا فرحة الأسرة، رافضين الصلح بكل طرق. وأشارت إلى أنها تتعامل حالياً مع حالة أسرة تضم عدداً من الأطفال الذين يعانون بسبب عناد أبويهما، مشيرة إلى أنها تحدثت مع الطرفين، لكن لايزال العناد مسيطراً، ويرفض الأب الإنفاق على أبنائه.

ولفتت إلى أنها تحدثت معه حول ضرورة التواصل معهم في العيد، مثل بقية الآباء، ومنحهم «العيدية» حتى يشعروا بفرحة أقرانهم بهذه المناسبة، لكنه لم يُبدِ حماسة لذلك.

وشرحت أن الوقت هو عامل الحسم في مثل هذه الحالات، فتحرص على إيجاد حلول سريعة وجذرية من خلال الاتصالات المكثفة مع الطرفين، لكن يعتمد الأمر على استعدادهما للاستماع والاستجابة.

وأضافت أن أي مشكلة تكون ناتجة عن فكرة خاطئة وسلبية، وأهم ما يفعله المستشار أو الاختصاصي الاجتماعي هو تحديد هذه الفكرة، ثم يبدأ العلاج المعرفي وتصحيح المفاهيم، مشيرة إلى أن من المشكلات المتكررة رفض الزوج عمل زوجته وتمسكه الشديد ببقائها في المنزل. وأفادت بأنها تحرص في هذه الحالة على فتح نقاش مطول معه، ومعرفة دوافعه وأسبابه، ثم العمل على علاجها من خلال التوصل إلى حلول وسط، خصوصاً لو كانت حالته المادية تستلزم عمل الزوجة للمساعدة في الإنفاق، ويتم مساعدتهما على تحديد الوظائف المناسبة التي يمكن أن يقبل بها، مؤكدة أن تحقيق التوازن بين مطالب الطرفين كفيل بحل كثير من هذه المشكلات.

تويتر