تدرس «علم الوراثة» في جامعة «دبلن» الإيرلندية

العوضي تسعى لمواجهة الأمراض الوراثية

بثينة العوضي: «الإيمان بالطموح هو الخطوة الأولى نحو تحقيقه وتحويله واقعاً ملموساً، وقد خضت تجربته وعشت أول تفاصيله، حينما اتخذت قرار السفر من أجل الدراسة».

تتخصص الطالبة المبتعثة بثينة عبدالحميد العوضي (20 عاماً) في علم الوراثة، الذي يدرس الصفات الوراثية وانتقالها من الآباء إلى الأبناء، والبحث في تفسير أسباب التشابه والاختلاف بين الأفراد الذين تجمعهم صلة قرابة، فضلاً عن معرفة نظم انتقال هذه الصفات من جيل إلى آخر، وقالت إنها ستسعى من خلال هذا التخصص إلى مواجهة الأمراض الوراثية في الدولة.

تدرك العوضي، الطالبة في جامعة دبلن بإيرلندا، الحاجة الماسة إلى إعداد كوادر مواطنة متخصصة في علم الوراثة، وفقاً لمتخصصين، وذلك في مقابل زيادة عدد الأمراض الوراثية داخل الدولة «ما يدفع إلى وجوب تشخيص وتحليل وفحص الأمراض الجينية لعلاجها والعمل على الوقاية منها، وإجراء الأبحاث والدراسات التي من شأنها الإسهام في خدمة مهام وفوائد هذا العلم الذي تعمق أيضاً في دراسة الجينات، والعمل في بعض الأحيان على تعديلها لتقديم العلاج للأمراض الوراثية»، وفقاً للعوضي.

تذكر العوضي، المبتعثة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن أبرز ما يثير اهتمامها في «علم الوراثة» فروعه المتعددة ومهامه التي لا تقتصر على المجال الطبي بعينه كاكتشاف الأمراض الوراثية، بل تتعداه لتشمل مجالات أخرى، مثل المجال الزراعي والحيواني والبيئي، «فعلم الوراثة بإمكانه الإسهام في إنتاج محاصيل غذائية ذات جودة عالية، وإنتاج حيوانات معدلة وراثياً ومقاومة للأمراض، إضافة إلى دعم البيئة والعمل على التقليل من مخاطر التلوث التي تحيط بها»، نسبة للعوضي.

وترى العوضي، التي تستعد لبدء عامها الجامعي الثالث في «علم الوراثة»، أن «الإيمان بالطموح هو الخطوة الأولى نحو تحقيقه وتحويله واقعاً ملموساً، وقد خضت تجربته، وعشت أول تفاصيله، حينما اتخذت قرار السفر من أجل دراسة ما أرغب فيه، وأكمل الطريق فيه بتفاؤل وأمل كبير، قائم على إرادة وعزيمة قوية اختصرت المسافات وأزالت العقبات، وذلك في ظل الدعم اللامحدود الذي حظيت به من أفراد عائلتي وأصدقائي المقربين».

تحاول العوضي الاستفادة من الغربة، وقد وجدتها «حقلاً غنياً» تجني من ثماره دروساً عدة، إذ «لعبت دوراً كبيراً في تكوين شخصيتها وإثرائها، فغدت أقوى وأكثر اعتماداً على الذات، تعي ماهية المسؤولية، وتدرك ضرورة تحمّلها، إلى جانب تقدير قيمة الوقت والحرص على استغلاله واستثماره في كل ما هو مفيد وقيّم»، كما تعلمت العوضي من الغربة على المستوى الاجتماعي «احترام الآخر، وتقبّل النقد البنّاء الذي يشكل وسيلة للارتقاء بالأداء والمحافظة عليه، والعمل أيضاً على التواصل مع أفراد ينتمون إلى ثقافات مختلفة، سعياً لتحقيق ما يعرف بكفاءة التفاعل بين الثقافات»، ما يظهر بوضوح في العلاقات الناجحة التي استطاعت تكوينها في الجامعة، وبمناسباتها المتنوعة التي تحرص على المشاركة فيها قدر استطاعتها، أسوةً بالفعاليات المختلفة التي تنظمها سفارة الدولة في العاصمة دبلن. وتقضي العوضي، التي تقطن العاصمة دبلن، أوقات فراغها خارج الجامعة في «القراءة التي تمنح الفرصة للتعلم الذاتي، وتوسيع المدارك وتطوير المهارات، إضافة إلى الرسم الذي تجد فيه ذاتها بالغربة»، التي ستودّعها بعد عامين بشهادة بكالوريوس في علم الوراثة.

تويتر