أسّس «الفجيرة للمزادات» وحقق 150 مليــون درهم إيرادات

«أهلي» من عامــــل نظافة في مكتب والده إلى صاحب شركة عــالمية

صورة

في عائلة تشتهر بالتجارة، نشأ المواطن أحمد مصطفى أهلي، الذي بدأ حياته العملية وهو مازال طالباً في الجامعة في وظيفة عامل نظافة بشركة والده براتب 500 درهم، ومنها تدرج إلى وظائف أخرى، حتى استطاع أن يؤسس مشروعاته الخاصة، أبرزها شركة «الفجيرة للمزادات»، إلى جانب شركات أخرى مختصة في التجارة العامة، والمزادات، والعقارات، والمقاولات.

رقم هاتف بـ 8 ملايين درهم

قال مؤسس شركة «الفجيرة للمزادات»، أحمد مصطفى أهلي، إنه وقع اتفاق شراكة مع شركة الاتصالات المتكاملة (دو) لبيع أرقام الهواتف المتميزة، ونظم، أخيراً، مزاداً لبيع 70 رقماً مميزاً كانت حصيلته 18 مليون درهم، وتم خلاله تحطيم الرقم القياسي في بيع أغلى رقم هاتف محمول بمبلغ ثمانية ملايين درهم، ورقم ثانٍ بمبلغ أربعة ملايين درهم.


شركات

ذكر مؤسس شركة «الفجيرة للمزادات»، أحمد مصطفى أهلي، أنه تمكن خلال 15 عاماً من التوجه إلى العمل الحر من خلال افتتاح عدد من الشركات المختصة في المقاولات، والتجارة العامة، والعقارات، والمزادات، موضحاً أنه افتتح شركة المقاولات في 2013 لبيع البنايات والأراضي والفلل السكنية، إضافة إلى شركة «رويال تارجت» للمقاولات، التي أنجز من خلالها ثمانية مشروعات.


أفضل مشروع ناشئ

أفاد مؤسس شركة «الفجيرة للمزادات»، أحمد مصطفى أهلي، بأنه حصل على جائزة أفضل مشروع ناشئ في قطاع التجارة، خلال العام الجاري، من مؤسسة محمد بن راشد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مضيفاً: «دخلنا المنافسة لأننا أردنا أن نقارن بيننا وبين الشركات التي هي في مثل عمر شركتنا، وتمكنا من النجاح».

وقضى أهلي 15 عاماً في التجارة، وتخصص في بيع أرقام السيارات والهواتف المميزة، والخيول، والمجوهرات، وصار نشاطه عالمياً، وحقق من ورائه 150 مليون درهم.

ففي عام 2002 أسس شركة صغيرة باسم «2000 للتجارة العامة»، وكان يعمل على شراء أرقام السيارات في إمارة الفجيرة وبيعها مباشرة دون تنظيم مزادات، وفي عام 2011 فكر في تغيير استراتيجية الشركة إلى تنظيم مزادات لعدد كبير من الأرقام، وبعد مفاوضات مع الجهات الرسمية في الفجيرة، أنشأ بمباركة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، شركة (الفجيرة للمزادات في 2012)، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن نظم لشرطة الفجيرة 15 مزاداً لأرقام المركبات، إضافة إلى 20 مزاداً عاماً للسيارات، وأرقام الهواتف المتحركة، والعقارات، وغيرها، ووصلت الحصيلة إلى 150 مليون درهم.

وتفصيلاً قال أهلي: «عندما كنت طالباً في الجامعة عملت عامل نظافة في شركة تجارة الشاحنات التي كان يملكها والدي، الذي كان يحرص على مراقبة أدائي عن قرب، وفي نهاية كل شهر كان يمنحني راتباً قدره 500 درهم»، مضيفاً: «عندما كان يلاحظ والدي إتقاني للمهمة الموكلة إليّ كنت أنتقل إلى وظيفة أخرى في الشركة أو معرض الشاحنات أو الورشة الفنية لصيانتها، اللتين كان يملكهما أيضاً، فمن عامل النظافة انتقلت إلى عامل أصباغ، وميكانيكي، وكهربائي، وغير ذلك من الأقسام، وخلال كل هذه المراحل لم يكن والدي يعاملني معاملة خاصة كغيري من العمال، بل كان يحاول تعليمي الالتزام بالعمل من خلال إعطائي راتباً شهرياً محدداً، وقد يخصم منه إذا تغيبت عن العمل لأي سبب حتى لو كان الدراسة».

وتابع: «في الحقيقة كنت أغضب كثيراً عندما يخصم من راتبي، لأنني ابن صاحب الشركة، لكنه كان يؤكد لي دوماً أن لا دخل للعواطف في الحياة العملية، وأن عليّ الالتزام بالمهام الموكلة إليّ».

وأكمل: «تمكنت من إتقان معظم أعمال والدي، لكن بعد حصولي على دبلوم المحاسبة عملت في ميناء جبل علي، وتدرجت في الوظائف الإدارية، ما أكسبني خبرة كافية لافتتاح مشروعي الخاص شركة (2000 للتجارة العامة)، ومن خلالها اشتريت لأول مرة رقم سيارة مميزاً بـ36 ألف درهم، وبعته بعد ثلاثة أسابيع بمبلغ 39 ألف درهم لشخص في دبي، والمفارقة أن لا أحد أراد شراء الرقم في ذلك الوقت، إذ كان شراء أرقام السيارات مجالاً جديداً في السوق».

وذكر: «وضعت رأسمال لهذه التجارة قدره 60 ألف درهم، وكنت أشتري عدداً قليلاً من أرقام السيارات وأعيد بيعها، إلا أنها لم تكن تثمر عن أرباح كبيرة، لأن الرقم الواحد كان يستغرق أسابيع عدة لبيعه، حتى بعد وضع إعلانات عنه في الصحف».

وقال: «عندما أردت تأسيس شركة للمزادات (الفجيرة للمزادات)، واجهت عدداً من التحديات، إذ إن المنافسة كانت شديدة في وقتها، خصوصاً مع وجود عدد من الشركات المتخصصة ذات الخبرة التي تؤهلها للنجاح، إلا أنني تمكنت خلال ثلاث سنوات ونصف السنة من التسويق لشركتي إلى أن أصبحت الوكيل الحصري لبيع لوحات أرقام سيارات في الفجيرة، وقد بيع أغلى رقم صادر عن إمارة أبوظبي وكان يحمل الرقم (9)، فأدخلته المزاد الإلكتروني لمدة أسبوع كامل وحصل على أعلى سعر وقتها 11 مليون درهم، إضافة إلى بيع رقم يحمل الرقم (1) صادر عن إمارة الفجيرة بمبلغ ثلاثة ملايين درهم».

وأضاف أهلي: «التحديات الأخرى التي واجهتني كانت مع التحول الجزئي من المزاد العلني إلى المزاد الإلكتروني، إذ لاحظنا أن الإقبال على المزاد العلني يقل مع مرور الزمن، لذلك حاولنا فتح المجال للمشاركة في المزادات الإلكترونية التي لاقت رواجاً كبيراً، إلا أن تطوير الموقع ليواكب الاحتياجات احتاج إلى عمل أكبر».

وأضاف أنه افتتح ستة فروع لشركة «الفجيرة للمزادات»، أربعة منها في دبي، واثنان في الفجيرة، مضيفاً أنه يخطط لافتتاح فروع أكثر لتغطي الدولة، إضافة إلى أنه بصدد توقيع عقود شراكة مع عدد من الجهات الحكومية في الدولة لعقد المزادات المختلفة، إضافة إلى افتتاح فروع لشركته على مستوى الخليج.

تويتر