المرشد الأسري

المستشار الأسري عيسى المسكري

■ ابني نجح في الثانوية العامة بنسة 85%، ويجد صعوبة في اختيار التخصص الجامعي، فكيف أساعده في ذلك؟

★ يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، قائلاً: يفضل دائماً تحديد التخصص الجامعي قبل ثلاث إلى خمس سنوات من الثانوية العامة، وقد اعتدنا أن نسأل أبناءنا وهم في بداية أعمارهم عن تخصصهم الجامعي، ماذا يودّ أن يكون عند الكبر، نظراً لأهمية هذا القرار، ووضوح الرؤية، فيتم توجيهه مبكراً نحو التخصص المفضل لديه في المستقبل، ويحدد الوجهة حتى لا يتعثر في وسط الطريق عندما يودّ أن ينتقل من مرحلة مدرسية إلى مرحلة جامعية، فكل طفل له رغبة وميول، نستطيع نحن الآباء والأمهات أن نساعده على اختيار تخصصه الجامعي على قدر مهاراتنا في معرفة المواهب، وتحديد القدرات، وتحليل الشخصيات، وقد يتم تحديد تخصصهم الجامعي عندما نختار لهم المدارس التخصصية، فهناك مدارس تجارية، وأخرى فنية صناعية، وبعضها معاهد إسلامية أو أدبية، وكليات للشعر واللغة، تغذي ميولهم وتنمي قدراتهم وموهبتهم على حسب التخصص المنشود وهم في الصف الخامس أو السادس، وهناك وسائل تساعد أبناءنا على تحديد التخصص الجامعي، وهي سهلة ناتجة من خلال الدرجات النهائية، فمثلاً من كانت درجاته عالية في مادة الرياضيات يختار الهندسة، أو يختار الطب على حسب درجاته، والتخصصات الأدبية على حسب درجاته في اللغة العربية والتربية الإسلامية.

ويجب ألا نجبرهم على تخصص جامعي حسب رغباتنا وميولنا، فكم من مختص في مجال ما كانت وظيفته مختلفة عن تخصصه، وكم منهم من بدأ بعد التخرج بتخصص آخر، التخصص الأول من أجل إرضاء الوالدين، والثاني من أجل تلبية رغباته الذاتية، كما أن هناك وسائل تحتاج إلى تنويرها وتوضيحها، فلو قال لك طالب ما أودّ أن أكون مهندساً معمارياً، فأسهل وسيلة للمواجهة طرح سؤال سهل، ماذا تعرف عن هذا التخصص؟ فإذا وجدته يتحدث بطلاقة عن هذا التخصص وبكل وعيٍ وإدراك فاترك له حرية الاختيار، وإن وجدته جاهلاً لا يفقه شيئاً عن هذا التخصص، فافتح له خيارات مختلفة وناقشه عن تخصصات تناسب ثقافته ومستوى تفكيره ومواهبه حتى يصل إلى قرار صائب قبل الاختيار والتسجيل، وقد تمرّ على أبنائنا فرص فيجب اغتنامها، كبعثات تعليمية، أو وظائف تخصصية، كأن تقوم بعض الشركات بتوظيف بعض الطلاب مع تحمل تكاليف الدراسة كاملة، فيعود بعد التخرج ووظيفته جاهزة، وكلما توسّع الطالب في معرفة الفرص، وسعى بهمة، وأخذ الأسباب، وتوكل على الله بعد استشارة واستخارة كان التوفيق من نصيبه، والمستقبل مشرقاً أمامه.

تويتر