4 دوافع لازمت المغفور له للسعي باتجاه وحدة «الإمارات السبع»

«الاتحاد» استحوذ على فكـــر «زايد» منـذ تولّيـه حكم أبوظبي

الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد كانا متوافقين في الرؤى تجاه ضرورة قيام الاتحاد. أرشيفية

تأتي ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في شهر رمضان من كل عام، لتلقي الضوء على عدد من المحطات في حياة مؤسس دولة الإمارات، سواء خلال فترة حكمه إمارة أبوظبي، أو بعدما صار رئيساً للدولة، وما قدمه خلال تلك السنوات من عمره، لتعزيز روح الاتحاد في نفوس أبنائه.

مسيرة التطوّر بدأت بالمدارس والجامعات

قال أستاذ التاريخ القديم في جامعة الإمارات والباحث في التراث الدكتور حمد بن صراي: «علم الشيخ زايد أنه لبناء مواطن صالح قادر على العمل، ينبغي توفير بيئة صالحة للعيش وتعليم مناسب، لذا توجه إلى إنشاء المدارس النظامية»، موضحاً أن «الإمارات كان فيها مدارس بنتها دولة الكويت، لكنها لم تكن تكفي لمواطني الدولة، وكان لابد من إنشاء مدارس أخرى، وإضافة النشيد الوطني للدولة، والمناهج الوطنية التي تخدم الاتحاد».

وتابع: «بنى الشيخ زايد جامعة الإمارات العربية المتحدة، لتوفر التعليم الجامعي لجميع مواطني الدولة، بمختلف التخصصات في 1977، ومن ثم عمل خريجو الجامعة في بناء الدولة والحكومة الاتحادية، والحكومة المحلية لكل إمارة، وتالياً أثبت مواطنو الدولة انتماءهم الوطني للإمارات والحكومات المحلية».

وأوضح أن «الشيخ زايد اهتم كذلك بصحة المواطن، لذا أنشأ المستشفيات على مستوى الدولة، والتي كانت إحدى أهم النقاط التي ذكرت في الدستور التي ينبغي توفيرها للمواطن الإماراتي».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/334509.jpg

الدكتور حمد بن صراي:

«كانت لدى الشيخ زايد أربعة دوافع لتحقيق الوحدة، أهمها إيمانه بأهمية قيام دولة متحدة تضم الإمارات السبع المتصالحة».


ثقة في نفوس الحكام

قال أستاذ التاريخ القديم في جامعة الإمارات والباحث في التراث الدكتور حمد بن صراي، إن الشيخ زايد أوجد ثقة كبيرة في نفوس إخوانه حكام الإمارات، إذ إنهم كانوا يحكمون إماراتهم بحكمة بالغة، ولديهم من الخبرة ما يؤهلهم لرئاسة الدولة، «إلا أنه لا يمكن الجمع بين سبعة نواخذة (قادة السفينة)، بل ينبغي أن يكون لهم ربّان ماهر يقودهم إلى الطريق الصحيح، وزايد حصل على هذه المواصفات».


منح الدراسة من أبوظبي

أفاد أستاذ التاريخ القديم في جامعة الإمارات والباحث في التراث الدكتور حمد بن صراي، بأن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، حاكم إمارة أبوظبي، كان يمنح أهالي الإمارات منحاً للدراسة في دول الخليج والدول العربية حتى قبل الإعلان عن فكرته في إنشاء الاتحاد، إذ إنه كان يمكنهم من الخروج في بعثات إلى دول مثل مصر والأردن وبريطانيا والكويت، للدراسة والعمل، ومن ثم العودة إلى إمارتهم لبنائها.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/334688.jpg


زايد رئيساً

ذكر الباحث حمد بن صراي، أنه التقى عدداً كبيراً من الإماراتيين عاشوا قبل الاتحاد، بينهم مواطنون عملوا في الكويت والبحرين، وكتب عن اللحظة الأولى لإعلان الاتحاد خلال المذياع، موضحاً «فرح الإماراتيون، إذ إنهم انتقلوا من إمارة إلى دولة ذات سيادة وقوة، وفرحوا أكثر عند علمهم بأن حكام الإمارات اختاروا زايد رئيساً، لأنهم علموا بمناقبه منذ أن كان حاكماً لمدينة العين، وكيف أسهم في تطوير الخدمات فيها وفي أبوظبي».

وبدأ «زايد» نهجه في التواصل مع حكام إمارات ساحل عمان في أواخر ستينات القرن الماضي، وتحديداً في 1968، خلال الاجتماع التاريخي الذي جمعه بأخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، إلا أن احتضانه وإيمانه بفكرة الاتحاد، لازماه منذ تولّيه حكم إمارة أبوظبي في 1966، وأراد في تلك الفترة بناء دولة قوية سياسياً واقتصادياً دون أن تنسى الطابع الاجتماعي الذي جمعها.

دوافع الاتحاد

واستناداً إلى أستاذ التاريخ القديم في جامعة الإمارات، الباحث في التراث، الدكتور حمد بن صراي، فإن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، كانت لديه أربعة هواجس منذ توليه حكم إمارة أبوظبي في 1966، لإنشاء دولة الاتحاد، إذ إن تولّيه حكم أبوظبي يعد نقلة نوعية في العلاقات التاريخية بين إمارات ساحل عمان آنذاك.

وأضاف «كانت لدى الشيخ زايد أربعة أهداف أو دوافع لتحقيق الوحدة، أهمها الدافع النفسي بأهمية قيام دولة متحدة تضم الإمارات السبع المتصالحة».

وتابع «فكر الشيخ زايد بأن بريطانيا بتفكيرها في الانسحاب من شرق السويس، ستنسحب كذلك من عدد من الدول الأخرى في الخليج، خصوصاً أن الكويت أعلنت استقلالها في وقت سابق»، مضيفاً أنه عند انسحاب بريطانيا ستقع المنطقة في فراغ سياسي وينبغي ملؤه بوحدة وطنية.

وأوضح بن صراي أن الدافع الثالث الذي شغل الشيخ زايد كان اجتماعياً، إذ إن دول إمارات الساحل متشابهة اجتماعياً وأخلاقياً ودينياً، من أبوظبي حتى الفجيرة. وأخيراً الدافع السياسي، إذ إن وحدة دولة الإمارات تعطيها قوة لا تملكها الإمارات كلٌ وحدها.

الدوائر الأربع

وأفاد بأن الشيخ زايد توجه في البدء لأخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، الذي كان الأقرب بحسب المسافة لأبوظبي، وأراد أن يخصه بموضوع الاتحاد، لذا كان اجتماع سيح السديرة التاريخي الذي جمعهما، مضيفاً «وجد الشيخ زايد الفكر ذاته والدوافع الأربعة ذاتها لدى الشيخ راشد، ما سهل فكرة الاتحاد».

وأوضح «فاتح الشيخ زايد الشيخ راشد بفكرة الاتحاد، لأن دبي كانت الأقرب، وإن لم توافق على الاتحاد ولم تقتنع فلا يمكن إقناع الإمارات الخمس الأخرى».

ولفت بن صراي «يمكننا أن ننظر إلى الاتحاد بطريقة الدوائر: الأولى بداية تكونه في أبوظبي وفكرة الشيخ زايد، والثانية نقل الفكرة إلى دبي التي تقبلتها بقبول حسن، والثالثة نشر الفكرة بين الإمارات الخمس الأخرى التي تشاطر أبوظبي ودبي الحالة الاجتماعية والسياسية، وهو ترتيب منطقي للأحداث».

وأضاف أن الدائرة الرابعة والأخيرة كانت بالنقاشات التي حصلت لضم مملكة البحرين ودولة قطر إلى الاتحاد، ودعوتهما إلى الاجتماع التساعي، مضيفاً «كانت هناك عقبات كثيرة لانضمام الدولتين إلى الإمارات، ما جعلها تتأخر فترة ما بعد الاتحاد، ومن ثم إلغاء الفكرة».

رأس الخيمة

وقال بن صراي إن الشيخ زايد أراد للإمارات السبع أن تدخل في الاتحاد وفق منهجها الخاص، لتكون قوة من قوى الاتحاد، خصوصاً أن رأس الخيمة أخذت وقتها في الموافقة على البنود.

عقبات الاتحاد

وأشار إلى أن المغفور له الشيخ زايد وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات واجهوا عدداً من التحديات، منها: احتلال إيران للجزر الثلاث، وكيفية بناء المواطن الإماراتي وجعل انتمائه للدولة ثم القبيلة، مضيفاً «احتلت إيران الجزر الثلاث في 30 نوفمبر من عام 1971، أي قبل إعلان الاتحاد بـ48 ساعة فقط، وكانت من أشد العقبات ثقلاً على الدولة الوليدة في تلك الفترة».

وأضاف أن الشيخ زايد اهتم بقضية احتلال الجزر طوال فترة رئاسته لدولة الإمارات، واسترجاعها لتصبح تحت مظلة الاتحاد، كما اهتم بها حكام المجلس الأعلى للاتحاد.

وأوضح أن العقبة الثانية كانت في بناء مواطن إماراتي منتمٍ للدولة، إذ إن الإمارات كانت دولة ضعيفة تقنياً ومادياً، وكل إمارة تبعد مسافة طويلة عن الأخرى، موضحاً «كيف يتواصل الإماراتي من الفجيرة مع المواطن من دبي، إذ إنه شكل صعوبة عليهم في التواصل مع بعضهم، وعلى الشيخ زايد بناء هذا المواطن بحيث ينتمي لكل إمارة وللدولة بغض النظر عن قبيلته».

وتابع بن صراي «فكّر الشيخ زايد في صهر شخصية المواطن القبلي في تلك الفترة لتصبح شخصية المواطن الإماراتي المنتمي لدولة متحدة، خصوصاً أن كل إمارة كان لها الطابع المحلي الخاص الذي لا يمكن تجاهله»، مضيفاً أنه كان ينبغي أن يكون المواطن منتمياً لقبيلة تعيش في إمارة ذات ولاء تام لدولة الاتحاد.

وأضاف أن الشيخ زايد فكّر في كيفية الاستفادة من خبراتهم، وطاقاتهم، خصوصاً أنهم عاشوا في دول أخرى واكتسبوا خبرة على مدى 15 عاماً، وعملوا في ظل الوظائف التي تسهم في بناء الدولة.

للإطلاع علي حياة الشيخ زايد، يرجي الضغط علي هذا الرابط.

للإطلاع علي أهم الاجتماعات التي نتج عنها قيام الاتحاد، يرجي الضغط علي هذا الرالط.

تويتر