الإماراتي الوحيد في جامعة ديلاوير

البلوشي: تخصصت في «المالية والاقتصاد» لخدمة بلادي

سعيد محمد البلوشي: «ثلاث سنوات من الاغتراب، جعلت حياتي رحلة ممتعة بكل المقاييس، أشعرتني بقيمة الوقت، وبأهمية العمل التطوعي».

يستثمر المواطن الشاب سعيد محمد البلوشي (20 عاماً) غربته بالولايات المتحدة الأميركية في التحصيل العلمي والعملي على حد سواء، إذ لا يكتفي البلوشي بما يتلقاه من معارف وعلوم، تتعلق بتخصصه في «المالية والاقتصاد» بجامعة ديلاوير فحسب، بل يتعداه للتدريب العملي في مؤسسات متخصصة «الذي يمنحني فرصاً دورية لاختبار وتطبيق كل ما أتعلمه على أرض الواقع، لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة التي سأسعى إلى تسخيرها لاحقاً في محطتي المهنية، التي أملك فيها طموحات كبيرة»، وفقاً للبلوشي.

يملك البلوشي، المبتعث من قِبَل جهاز أبوظبي للاستثمار، طموحات كبيرة في المجال المالي «تتلاءم وتنسجم مع طموحات الدولة التي تحولت في السنوات العشر الماضية إلى قوة اقتصادية كبرى، شهدت الانتقال من اقتصاد النفط إلى اقتصاد التنوع الإنتاجي الهائل في شتى المجالات بالتركيز على تنمية القطاعات غير النفطية، وعليه تضاعف الناتج المحلي الإجمالي، وتنوعت مصادر الدخل حتى غدت الدولة من أقوى دول العالم اقتصادياً، وأكثرها امتلاكاً للسيولة والفوائض النقدية، الأمر الذي تؤكده الشواهد والتحليلات والتقارير والدراسات المتخصصة»، نسبة للبلوشي.

يعمل البلوشي، بين الفينة والأخرى، على إنجاز بحوث علمية تتعلق بتخصصه، كان أبرزها بحث ركز على الدول الصاعدة التي تمضي قدماً في طريق مصاف الدول المتقدمة، وكانت الدولة النموذج الذي سلط البلوشي الضوء عليه عن كثب، إلى جانب تقارير ميدانية للوقوف على الفرص والسبل التي من شأنها تعزيز النهوض باقتصاد الدولة.

ويرى البلوشي أن المجال الاقتصادي جزء لا يتجزأ من المالي، الذي اختاره تخصصاً أكاديمياً في مرحلته الجامعية، فهما على حد قوله «وجهان لعملة واحدة»، وعليه عمد إلى دراسة الاقتصاد تخصصاً فرعياً، يعينه على دراسته للمالية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالرياضيات، التي برع فيها وفاز بجوائز وحقق مراكز أولى في مسابقات محلية متخصصة. وعليه يسمي البلوشي الجمع بين التخصصين «قراراً صائباً سيأتي بثمار مميزة، تصب مجتمعةً في خدمة محطتي العملية، فور تخرجي، بجهاز أبوظبي للاستثمار، أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم».

ويصف البلوشي، الذي يقيم في ولاية ديلاوير الأميركية، وهو الإماراتي الوحيد بجامعتها، تجربته في الغربة بـ«الفريدة» التي تعلم منها الكثير، ولايزال يتعلم منها ما يزيد من معارفه ويثري خبراته، وجنى على إثرها مكاسب شخصية كبيرة «جعلت منه شخصاً مسؤولاً يواجه الصعوبات والتحديات بمفرده، ويعمل على إنجاز مهامه بشتى الإمكانات المتوافرة، مهما بدت قليلة وضعيفة، كما علمتني الغربة تقدير قيمة الوقت، والحرص على استثماره قدر المستطاع في تنفيذ الواجبات وعدم تأجيلها، حتى لا تتراكم وتصبح عملية إتمامها صعبة»، وعليه وجد البلوشي نفسه أمام متسع من الوقت، يستطيع من خلاله «المذاكرة وأداء الواجبات والفروض الدراسية، وممارسة الرياضة، وإعداد الطعام وغسل الملابس».

ويركز البلوشي في غربته التي قضى فيها ثلاثة أعوام، على الإيجابيات فقط، الأمر الذي جعل منها «رحلة ممتعة بكل المقاييس»، متجاهلاً السلبيات والاختلافات الناجمة عن تنوع الثقافات، ومسقطاً من قاموسه، في الوقت نفسه، كلمة المستحيل «التي تجاوزت بها كل حجر عثرة وقف في طريقي، ومضيت قدماً لتحقيق هدفي من الاغتراب للدراسة، والحصول على شهادة البكالوريوس بتميز».

تويتر