المؤتمر عقد برعاية حمدان بن محمد وشارك فيه 500 خبير

«الموارد البشرية الدولي»: الابتكار والتكنولوجيا أبرز مقومات استقطاب الكفاءات

المشاركون أكدوا أهمية إنشاء جسر من الثقة بين قيادة المؤسسات وموظفيها. تصوير: أحمد عرديتي

أكد المشاركون في مؤتمر الموارد البشرية الدولي الخامس، الذي عقدته الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أمس، في دبي، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن الابتكار والتكنولوجيا من أبرز مقومات استقطاب المواهب والكفاءات، مشدّدين على ضرورة مواكبة إدارات الموارد البشرية في الجهات والمؤسسات الحكومية التغيرات التكنولوجية، وما يرتبط بها من تغيرات أخرى على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وانعكاسات ذلك على استقطاب المهارات والاستثمار في العنصر البشري.

تسخير التكنولوجيا

قدّم رئيس خدمات الأفراد في شركة «غوغل»، دي إن براساد، ورقة عمل حول كيفية تسخير التكنولوجيا في خدمة الموارد البشرية، أكد فيها أن التغيرات التكنولوجية تعد من أبرز التحديات التي ستواجهها المؤسسات في العالم خلال الأعوام الخمسة المقبلة، لافتاً إلى أن (غوغل) تؤمن بضرورة تحليل قدرات الأفراد في منظومة الموارد البشرية لدى أي مؤسسة، من أجل إطالة أمد عمل الموظفين لديها، ما ينعكس إيجاباً على مستوى الإنتاجية.

واستعرض تجربة شركة «غوغل» في إدارة الموارد البشرية، معتبراً «الثقافة أهم محرك للإبداع في الشركة، والتي من شأنها أن تسهم في مواجهة التحديات ومعالجتها، إذ تسعى الشركة لأن تكون إبداعية على الدوام، من خلال الاستماع لموظفيها وأفكارهم الإبداعية».

وقالوا، خلال المؤتمر، الذي شارك فيه 20 مختصاً في الموارد البشرية من 10 دول، إضافة إلى 500 خبير دولي، إن «التغيرات التقنية أحدثت نقلة نوعية في ما يتعلق بتعيين واستقطاب المواهب والكفاءات حول العالم، خصوصاً في ظل وجود عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، تتبوأ دوراً مهنياً لافتاً في الأعوام السابقة، إذ باتت تشكل منصة مهنية مثالية للتواصل بين المهنيين والمختصين، فيما يعتبر الابتكار حالياً بمثابة رهان للمؤسسات المختلفة، وركيزة أساسية تسهم إيجاباً في بيئة العمل والإنتاجية للمؤسسات».

وتطرق مشاركون إلى أهمية إنشاء جسر من الثقة بين قيادة المؤسسات وموظفيها، لما لذلك من تبعات وتأثيرات مباشرة في بيئة العمل في المؤسسة، لعل أهمها شعور الموظفين بالاستقرار الوظيفي، وتعزيز الولاء المؤسسي لديهم، لاسيما أن انعدام الثقة بين قيادة المؤسسة والموظفين يعد بمثابة السبب الرئيس وراء هجرة الكفاءات والمبدعين لهذه المؤسسات.

وتفصيلاً، أكد وزير التربية والتعليم رئيس الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، حسين بن إبراهيم الحمادي، أن «الدولة أولت العنصر البشري أهمية خاصة، وواصلت العمل بهذا النهج منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حتى الوقت الحالي، الذي وضعت فيه الإنسان في صلب اهتمامها، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي».

واعتبر أن ما تشهده الدولة من تقدّم وريادة، جاء نتيجة حتمية لهذا الاهتمام برأس المال البشري، ودعم مفهوم التنمية البشرية والاستثمار الأمثل في الإنسان، وتشجيع ثقافة الابتكار والإبداع، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على الصعد كافة.

وأكد مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، الدكتور عبدالرحمن العور، أن «الإمارات حازت مكانة مرموقة دولياً، بسبب رهان القيادة على الكوادر البشرية المواطنة المؤهلة، وأولتهم ثقتها وسخرت لهم الإمكانات والموارد كافة، على اعتبار أنهم ركيزة التغيير الحقيقي، ومحرك الإنجاز والعطاء الذي يحقق رؤية الإمارات 2021، وأجندتها الوطنية».

وتابع: «انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والتزاماً بتحقيق التوجهات الاستراتيجية لقيادتنا، ورؤية الإمارات 2021 وأجندتها الوطنية، ولغايات تحقيق ممكنات الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية، عملت الهيئة على إطلاق أنظمة وسياسات وتحديث تشريعات لها علاقة بالموارد البشرية، تستند إلى فهم البيئتين الداخلية والخارجية ومتطلباتها الأساسية، إذ عدلنا قانون الموارد البشرية، وأطلقنا استراتيجية الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية في دورتيها 2011-2013 و2014».

إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي للمعهد البريطاني العالي للموارد البشرية (CIPD)، بيتر شيز، إن «العالم يشهد تغيراً متسارعاً أكثر من أي وقت مضى، كما أن الإمارات تعد من الدول الرائدة في مواكبة هذه التغيرات على الصعد كافة، الأمر الذي خلق بيئة خصبة لظهور فرص أعمال كثيرة فيها».

وأشار إلى أن «الإمارات تحتوي على فرص عمل جديدة ومتنوعة، نتيجة مواكبتها التغيرات الطارئة على المستويات كافة، وفوزها باستضافة (إكسبو2020)، في الوقت الذي تشهد فيه كثير من الدول نقصاً في المهارات الوظيفية».

تويتر