"سوربون أبوظبي" تشارك حملة التوعية بمرض التوحد

نظم مركز تنمية القدرات لذوى الاحتياجات الخاصة تحت رعاية الشيخة سلامة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، وبحضور الشيخ، محمد بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، الحملة السابعة للتوعية باضطراب التوحد ، تحت شعار "معاً نحقق الهدف" بالتعاون مع جامعة باريس السوربون -  أبوظبي.

وتهدف الحملة إلى نشر الوعي بالتوحد تعزيزاً لفهم القضايا المرتبطة بالعجز الناتج عن التوحد، وتوفير فرص التكافؤ بينهم، وإبراز مهارات وقدرات أطفال التوحد ودمجهم في المجتمع ، ولتمكين جميع أطفال التوحد مستقبلا واعدا. وتتضمن الحملة العديد من الفعاليات والأنشطة لنشر الوعي بالإعاقة ودمج المعاق في المجتمع، تزامناً مع اليوم العالمي للتوعية بالتوحد وإلقاء الضوء على هذا الاضطراب وتوعية المجتمع  نظرا لتزايد عدد حالات التوحد سنوياً .

وشارك في الحملة طلبة وطالبات الجامعة، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، تزامناً مع كون شهر ابريل الجاري، شهر التوعية العالمية ضد مرض طيف التوحد، وتهدف الحملة إلى نشر الوعي حول أهمية الفحص، والكشف المبكر عن هذ المرض، لزيادة نسبة تأهيل الاطفال المصابين، ودمجهم في المجتمع والحد من مخاطرة.

واوضحت مديرة مركز تنمية القدرات، سميرة حرز الله، إلى أن عدد الأطفال والأشخاص الذين يعانون من حالات التوحد، آخذ في الارتفاع على مستوى العالم، حيث يُعد التوحد من ضمن أكثر الاضطرابات النمائية انتشاراً، مشيرة إلى أن أحدث البيانات الصادرة عن مركز التحكم والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة (center for disease control - US) اظهرت أن 1 من بين كل 68 طفلا لديه اضطراب التوحد وأن التوحد أكثر انتشاراً لدى الذكور "1 لكل 42 ذكر" ، بينما لدى الإناث "1 لكل 89 أنثي"، وتشكل هذه التقديرات ارتفاعاً بنسبة 30% عن البيانات المسجلة في العام 2012 ، حيث كان كل 1 من 88 طفلا لديه توحد، بالإضافة إلى أن نتائج الأبحاث والدراسات الحديثة اظهرت أن معدل الإصابة باضطراب التوحد يزيد عن معدل الإصابة بمرض السكري والضغط والسرطان مجتمعين ، مما يعد مؤشراً خطيراً يجب على المجتمع الانتباه له .

من جانبه أوضح مدير الجامعة البروفيسور إيرك فواش، أن مشاركة طلبة الجامعة بهذه الحملة، إنما يترجم مدى وعيهم بالقضايا المجتمعية والصحية الهامة، مؤكداً حرص الجامعة على تحفيز الطلاب والطالبات على المشاركة المجتمعية الفاعلة، والمساهمة في العمل التطوعي الذي يشكّل ركيزة أساسية في رسالة وفلسفة وبرامج الجامعة باريس السوربون-  أبوظبي.

وقال "يعتبر مرض التوحد من الأمراض الخطيرة التي تصيب نسبة كبيرة من الاطفال سنوياً وهناك شريحة كبيرة من الناس يجهلون أو ليس لديهم معلومات كافية عن هذا المرض الخطير لذلك قمنا بتنظيم هذه الحملة بالتعاون مع مركز تنمٌية القدرات، لتسليط الضوء على ضرورة زيادة الوعي والتثقيف حول مرض التوحد الذي يشهد معدلات انتشار عالية في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في محاولة لإشراك أوسع شريحة من المجتمع.

فيما أوضحت أماني عطا الاختصاصية الاجتماعية بمدرسة انترناشونال كوميونتي ان المدرسة تشارك في حملة التوعية بمرض التوحد ضمن نشاطها المجتمعي حيث يشارك نحو ٥٠ طالب وطالبة من المدرسة في حفل الافتتاح بالجامعة وفي المعرض والمحاضرات التوعوية كما ستقوم المدرسة باستضافة طلبة المركز في يوم مفتوح بالمدرسة لكسر الحاجز النفسي بين الطلبة الأصحاء وطلبة التوحد.

فيما أشار الأخصائي النفسي، حسام صابر إبراهيم  إلى أن اضطراب التوحد يتمثل بوجود خلل في مجال التواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة الى وجود سلوكيات نمطية متكررة، وتختلف حدته وشكله من فرد الى اخر. وتظهر اعراض التوحد قبل عمر السنوات الثلاث ويستمر التوحد طوال فترة حياة الفرد، غير أن التدخل المبكر المكثف المبني على علم تحليل السلوك التطبيقي يؤدي الى تحسن في تطور الطفل في مختلف المجالات النمائية.

وقال "الطفل المتوحد يعاني من صعوبة في إدراك العالم حوله.  حيث تستطيع أدمغة معظم الناس تفسير المشاهد والأصوات و الروائح، ولكن الأطفال المتوحدين وفقا لدرجة الإصابة يعانون من خلل وظيفي في إدراك العالم من حولهم. فهم يختبرونه بشكل مختلف عن بقية الأطفال، وغالبا ما يكون من الصعب بالنسبة لهم أن يتواصلوا ويتفاعلوا مع الآخرين، وذلك بسبب عدم قدرتهم على استخدام الكلمات التي يعبرون من خلالها عن أنفسهم. فلديهم مشكلة في ربط الكلمات مع معانيها. وبشكل عام، ينزوي الأطفال المتوحدون بأنفسهم،  ويحتاج العديد منهم لمساعدة خاصة للتواصل.


 

تويتر