أكدوا أن العملية تؤسس لتوازن قوى في المنطقة

سياسيون: «عاصفة الحزم» أول تحرك يكسر العجز العربي

مشاركون في «البحوث الاستراتيجية»: طموحات الحوثيين صعّدت الموقف في اليمن. من المصدر

اتفق أكاديميون وسياسيون، مشاركون في المؤتمر السنوي لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الـ20، أمس، تحت عنوان: «الشرق الأوسط: تحولات الأدوار والمصالح والتحالفات»، في أن «عاصفة الحزم» تعد أول تحرك يكسر قاعدة العجز عن المبادرة من جانب العرب، مؤكدين أنها تؤسس لأرضيةٍ لتوازن قوى في المنطقة.

الانتصار على «داعش» في المعركة الأيديولوجية

قال المدير الإداري بمركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية في المملكة المتحدة، السفير ريتشارد ميكبيس: «نحن نواجه الآن تحدي (داعش) واليمن، وفي الأحوال جميعها لابدّ من التعامل مع الواقع والعمل معاً»، مشيراً إلى أن «الحل في يد دول المنطقة، وسيتحقق النصر في المعركة الأيديولوجية ضد (داعش) في المنطقة، لكن النصر في المعركة العسكرية يتطلب مزيداً من الدعم الدولي».

وقال نائب رئيس ومدير مركز شنغهاي للدراسات الدولية، الدكتور بان جوانج، في ورقته بعنوان: «الدور الصيني وتوازنات القوى في الشرق الأوسط»، إن «علاقات الصين بالمنطقة جيّدة تقليدياً، ويتمثل موقف الصين تجاه الدول التي تعيش حالة حرب أهلية في الحفاظ على العلاقات مع الحكومات المعترف بها، مع محاولة التعامل مع الطرفين من أجل الحوار والسلام». وتابع «تحافظ الصين على علاقات طبيعية مع تركيا وإسرائيل، وتُعدّ دولة الإمارات أفضل صديق للصين، والعلاقات مع السعودية جيّدة بسبب الحرص على أمن الطاقة، ولم يحدث أي تغيّر قوي في علاقات الصين مع أي دولة من دول الشرق الأوسط».

وتفصيلاً، عقدت أمس الجلسة الرابعة في اليوم الثاني لمؤتمر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، قدم خلالها أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت والأستاذ الزائر في جامعة جورج واشنطن، الدكتور عبدالله الشايجي، ورقة عمل بعنوان: «مستقبل العلاقات البينية العربية».

وعزا الشايجي صعود «داعش» والتطرف الشيعي إلى «ضعف النظام العربي، وأخطاء أميركا بتدخلاتها الخاطئة في هذا النظام، وأيضاً السياسات والممارسات التي تغذي هذا التطرف، سواء من جانب الميليشيات السنية أو الميليشيات الشيعية، وهذا يزيد استضعاف العالم العربي».

وأكد الشايجي أن «عاصفة الحزم» تعد أول تحرك يكسر قاعدة العجز عن المبادرة من جانب العرب، لافتاً إلى أن «هذا التحرك فاجأ الجميع، كما فاجأ الأميركيين، كذلك فاجأ الأداء العسكري العالي للتحالف العربي الأميركيين».

وتابع أنه «من المبكر أن نحكم على نجاح (عاصفة الحزم) أو فشلها، لكنها ستؤسس لأرضيةٍ توازن قوى، وهذا هو المطلوب، إذ يجب أن تكون هناك ندية وتوازن قوى بين الدول العربية والمتربصين بها، لأن هذا التوازن يردع الآخرين، ويمنعهم من استغلال الضعف».

وأشار الشايجي إلى أن «عملية عاصفة الحزم تشير إلى تراجع الاعتماد على الولايات المتحدة في أمن منطقة الخليج، لقد اشترينا كمية كبيرة من الأسلحة طوال السنوات الماضية، وحان وقت استخدامها، نحن شببنا عن الطوق، ونستطيع اتخاذ قراراتنا باستقلالية وقوة».

واعتبر أنه «إذا كانت الدول المشاركة في (عاصفة الحزم) هي نصف الدول العربية، فإن الدول الداعمة والمؤيدة والمتعاطفة هي كل الدول العربية، والعراق هي الدولة الوحيدة التي خرجت عن الإجماع، وهي التي تتحفظ على القوة العربية المشتركة».

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور أحمد يوسف أحمد، في ورقته بعنوان: «دور مؤسسات العمل الجماعي العربي ومستقبلها»، إن «الخطأ الذي ارتكبته الدول العربية، في تعاملها مع الأزمة الليبية هو طلب التدخل الأجنبي، إذ أوكل مجلس الجامعة مهمة التدخل إلى المنظمة الدولية، لتنتهي الحال إلى تدخل أطلسي مدعوم عربياً، يتحمل في جانب منه المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في ليبيا الآن».

وتابع «في ما يتعلق بالأزمة اليمنية كان التدخل خليجياً، ونجح في البداية في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة من خلال (المبادرة الخليجية)، لكن طموحات الحوثيين ورغبة إيران في التمدد دفعت إلى تصعيد الأمور إلى ما آلت إليه من تدخّل عسكري سعودي غير مسبوق، على رأس تحالف عربي إقليمي في الأزمة اليمنية، على نحو سرّع عملية إقرار القوة العربية المشتركة في قمّة شرم الشيخ، وأعاد الأهمية إلى فكرة القوة العربية الموحدة».

وأعتبر أنه على الرغم من أهمية التطورات التي شهدتها الأزمة اليمنية، من خلال عملية «عاصفة الحزم»، فإنه من المبكر الحكم على نجاح هذه العملية وتأثيراتها الإيجابية في منظومة العمل العربي المشترك، قائلاً «أنا غير مستريح لتبسيط الأمور»، معرباً عن أمله أن «تكون النتائج متوافقة مع التوقعات الإيجابية السائدة، كما أن هناك تساؤلات مشروعة حول طبيعة أهداف العملية، فهناك فرق بين كسر شوكة الحوثيين وحل المشكلة اليمنية، فهذه الأخيرة أعقد بكثير، وكذلك حول مدى الجدية اللاحقة للدول العربية، والالتزام بتنفيذ آلية القوة العربية المشتركة».

تويتر