خدمات صحية ودينية وقانونيــة «ذكية» لإسعاد المواطنـين والمقيمــــين

عرضت دوائر وهيئات في حكومة دبي ابتكارات ومشروعات، هي الأولى على مستوى منطقتي الخليج والشرق الأوسط، هدفها إسعاد المواطنين والمقيمين وزوار الدولة، في معرض دبي للإنجازات الحكومية المتميزة في يومه الثاني أمس، في مركز دبي للمؤتمرات.

وتفصيلاً، قدمت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر مشروع قرية العائلة، الذي انتهت من تنفيذه كلياً، ويضم 16 فيلا مجهزة للمعيشة الكاملة.

وقال الأمين العام للمؤسسة، طيب الريس، لـ«الإمارات اليوم»، إن المشروع هو أول قرية متكاملة من فئة خمس نجوم للأيتام وفاقدي الأبوين في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القرية تستعد للافتتاح الرسمي، خلال وقت قريب.

وعرضت المؤسسة مشروع المسجد الأخضر، وهو الأول في المنطقة الذي تم تنفيذه بمواصفات صديقة للبيئة، إذ يرشد في استهلاك الطاقة والمياه، ويحد من الإسراف في استخدام أجهزة تكييف الهواء.

وعرضت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي مجموعة من المبادرات الرائدة والذكية المبتكرة في المجالين الإسلامي والخيري، من بين تلك المبادرات التحول الذكي بنسبة 100% لخدمات الدائرة.

وقال المدير العام للدائرة، الدكتور حمد الشيباني، إن الدائرة بذلت جهوداً كبيرة من أجل تحول مساراتها وآلياتها العملية إلى إلكترونية، وصولاً إلى تقديم خدماتها والتعامل مع الجمهور إلكترونياً؛ إذ أطلقت مجموعة من الخدمات والأنظمة الذكية الشاملة التي تغطي معظم مناحي الحياة الدينية، والإنسانية، والاجتماعية، والمعرفية، والخدمية، من خلال موقعها الإلكتروني.

كما شاركت الدائرة بمبادرة التطبيق الذكي الجديد لمصحف الشيخ مكتوم بنظام «أندرويد»، إذ أتاح للأجهزة الذكية العاملة بهذا النظام؛ خاصية تفسير الآيات الكريمة، وتكرار الآيات، ما يساعد المستخدم على عملية التعلم وحفظ القرآن الكريم، وقد وفرت من خلاله استخدام اللغتين العربية والإنجليزية وخاصية الترجمة.

من جانبه، قال كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في الدائرة، الدكتور أحمد الحداد، إن الدائرة عرضت المنصة الذكية للفتاوى الإلكترونية «إذ اجتهدت الدائرة من أجل تعزيز هذه الخدمة، وإتاحتها للجمهور؛ من خلال المنصات الذكية التي أودعت في بعض مراكز التسوق في دبي ومطاراتها، وهي تتيح للمستفتي توجيه سؤاله إلى المفتين في الدائرة إلكترونياً، وله حق اختيار وسيلة الإجابة عن استفساره؛ إما بالبريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو المكالمة المباشرة».

واستعرضت هيئة الصحة في دبي ضمن مشاركتها في المعرض خدمات جراحة المناظير النسائية في مستشفى لطيفة، كبرنامج متكامل تم اعتماده عالمياً عام 2014، من جمعية الجراحين الأميركية للمناظير النسائية كأول مركز امتياز على مستوى منطقة الشرق الأوسط بعد استيفائه معايير وشروط ومتطلبات الحصول على هذا الاعتماد.

وأوضحت المدير التنفيذي لمستشفى لطيفة، الدكتورة منى تهلك، أن البرنامج الذي حصل، خلال شهر أكتوبر الماضي، على الامتياز من جمعية الجراحين الأميركية، ويركز على ثلاثة محاور أساسية، تتعلق بالجوانب العلاجية والتدريبية والإدارية، وفق أعلى معايير الجودة والممارسات العالمية في هذا المجال، بهدف تحسين مستوى الخدمات التي يقدمها مستشفى لطيفة، لتشمل كل الأمراض النسائية الحميدة والخبيثة.

وأكدت أهمية البرنامج، الذي يأتي ضمن استراتيجية الهيئة لتطبيق منهج الابتكار في تقديم الخدمات الصحية لمحتاجيها من المرضى، مشيرة إلى الدور الفاعل الذي يقوم به البرنامج في خفض نسبة المضاعفات الطبية لدى المرضى إلى أكثر من 60%، مقارنة مع الجراحة المفتوحة، وتقليل فترة مكوث المريضة داخل المستشفى من ثلاثة إلى خمسة أيام سابقاً، إلى يوم واحد أو أقل بعد تطبيق هذا البرنامج، وتقليل عدد أيام الإجازات المرضية من أربعة إلى سبعة أسابيع سابقاً إلى أسبوعين وأربعة أسابيع حالياً، ما يسهم في تسريع عودة المريضة إلى حياتها الطبيعية، وممارسة نشاطاتها اليومية الاعتيادية.

من جانبها، قالت استشاري أمراض النساء والتوليد في مستشفى لطيفة ومركز دبي للإخصاب، الدكتورة أمل الملا، إن مستشفى لطيفة يقوم وفقاً لهذا البرنامج بتقديم الخدمة على مدار الساعة، وهو الأمر الذي يدعم استراتيجية الهيئة، لتحقيق حكومة المستقبل التي تعمل 24 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع.

وأشارت إلى تزايد عدد الحالات المرضية، التي راجعت المستشفى بعد تطبيق هذا البرنامج، والتي تضاعفت إلى ثلاثة أضعاف عن السنوات السابقة لتطبيق البرنامج الذي أسهم في توفير الوقت والجهد والكلف المالية على المرضى والأطباء والمؤسسات الصحية بشكل عام.

فيما أطلقت «محاكم دبي» 80 خدمة ذكية مبتكرة «تحقق سعادة المتعاملين ورفاهية المجتمع»، وقال مدير عام المحاكم، الخبير طارش عيد المنصوري، إنّ الخدمات الجديدة تكتسب أهمية استراتيجية، كونها إضافة نوعية للتطبيق الذكي، الذي يضم الباقة الأولى المكونة من 30 خدمة ذكية، ما يعزز محفظة «محاكم دبي» من الخدمات الذكية، التي يصل عددها إلى 110 خدمات حتى الآن، من أصل 210 خدمات من المقرر توفيرها بحلول نهاية العام الجاري.

ولفت إلى أنّ المحاكم قطعت شوطاً طويلاً في مسيرة التحوّل الذكي، مدفوعةً بخطط طموحة تهدف إلى جعل كل الخدمات القضائية والقانونية ذكية في غضون الأشهر القليلة المقبلة، بما يدعم أهداف خطة «دبي 2021» في بناء حكومة ذكية سبّاقة ومبدعة، تلبي احتياجات المستقبل.

وعرضت نيابة دبي مشروعاتها للتحول نحو حكومة ذكية تصل إلى الناس عبر أجهزتهم الذكية بكل سهولة، إذ قال ممثل نيابة دبي في المعرض، حسين محمد، تعرض النيابة تطبيق المحامي الذكي، الذي يعد من أكثر البرامج فاعلية ويقدم خدمة موجهة خصيصاً لتيسير عمل المحامي، من خلال إمكانية الاستفسار عن كل البيانات المتعلقة بقضية موكلة، واستخراج محاضر التحقيق، ومحاضر المحكمة والأحكام والحجوزات والأوامر والقرارات والرسائل المرتبطة.

وأضاف أن التطبيق يتيح إرفاق صور إلكترونية خاصة، وتوفير إحصائية لمكتب المحاماة بعدد القضايا وعدد المحامين المسجلين في المكتب، ما يوفر الوقت والجهد على المحامي وتخليص مهماته. وذكر أن النيابة تعمل على توظيف الكفاءات المواطنة، وتدريبهم وتأهيلهم واستثمارهم في العمل الحكومي، حتى تميزت في هذا الجانب، وحصلت على أعلى نسبة توطين من بين الجهات الحكومية في الإمارة، والأكثر محافظة على الهوية الوطنية.