بلدية دبي: التدقيق عليها قبل مباشرة البناء

الخرسانة الخضراء إلزامية بدءاً من الأربعاء

الخرسانة الخضراء تسهم في المحافظة على البيئة والسلامة والصحة العامة. من المصدر

قررت بلدية دبي، إلزام شركات المقاولات والمكاتب الاستشارية، بتطبيق استخدام مواد إسمنتية صديقة للبيئة (خرسانة خضراء) في تشييد المباني، اعتباراً من الأربعاء المقبل، وذلك في إطار مبادرة تسهم في تحويل مباني الإمارة إلى خضراء صديقة للبيئة مستقبلاً، وتتوافر فيها شروط الاستدامة بنسبة 100%.

وحسب البلدية، فإنه سيتم التدقيق على الخرسانة المستخدمة قبل الشروع في البناء، حيث ستكون شرطاً لمنح ترخيص البناء لشركات المقاولات والمكاتب الاستشارية، وفي حال اكتشاف عدم استخدامها، سيتم توقيع غرامة على المخالف.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/288161.jpg

المهندس حسين ناصر لوتاه.


نوعان للخرسانة الخضراء

ذكر مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والتخطيط، عبدالله رفيع، أن «الخرسانة الخضراء ستتوافر بنوعين ـــ حسب طلب الفرد ـــ فهناك نوع بنفس أسعار الإسمنت البورتلاندي إن لم تكن أقل، والثاني أعلى سعراً، وهما متوافران في السوق المحلية، ويتميزان بقدرة كبيرة على مقاومة الأملاح، ودرجة صلابة أفضل».

وتفصيلاً، قال المدير العام لبلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، إن «الخرسانة أهم عنصر يدخل في البناء، ومن مكوناتها مادة الإسمنت، الذي ينتج عن صناعته انبعاث ثاني أكسيد الكربون ومواد أخرى سامة تضر بالبيئة والصحة العامة والسلامة، وانطلاقاً من سياسة التشييد والبناء أجرت إدارة المباني دراسة لتوضيح تلك الأضرار ومعالجتها باستخدام إسمنت صديق للبيئة في صناعة الخرسانة المستدامة».

وأضاف أن «الدراسة كشفت أن إنتاج طن من الإسمنت البورتلاندي يصاحبه انبعاث (1.1 طن تقريباً) من غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات وأبخرة أخرى ضارة، علاوة على ذلك فإن إنتاج طن من الإسمنت يؤدي إلى انبعاث 164 كيلوغراماً من الغبار، ما ينتج عنه زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، إضافة إلى الأضرار البيئية والصحية، وزيادة نسبة أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو، والتحجر الرئوي، وسرطان الرئة، والفشل الكلوي، وغيرها من الأمراض الخطرة».

وحسب دراسة بيئية عالمية، فإن مصانع الإسمنت تعدّ ثاني مسببات الوفاة بسرطان الرئة بعد التدخين، وبناءً على أبحاث ودراسات من جمعية NRMCA الأميركية ومؤسسة ECO-SMART الكندية، فإن مصانع الإسمنت وحدها تنتج 50% من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون لجميع المصانع. من جهته، أكد مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والتخطيط، عبدالله رفيع، أن «البلدية حرصت على الاطلاع على ممارسات عالمية في استخدام بدائل عن الإسمنت البورتلاندي، وتبيّن أن دولاً متقدمة بدأت استخدامها منذ سنوات، لما لها من أهمية كبرى في الحفاظ على البيئة، والحدّ من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالصحة العامة والسلامة والبيئة». وأضاف أن «عدداً من الهيئات والمراكز العلمية والبحثية أوصت باستخدام مواد إسمنتية صديقة للبيئة، إذ يمكن استخدام المواد الإسمنتية الخضراء في كل العناصر الإنشائية، وأعمال البلاستر، والطابوق، والإنترلوك، والطرق، وأنابيب الصرف».

وتابع رفيع أن «الدراسة أثبتت أن المواد الإسمنتية الخضراء لها خصائص تميزها عن الإسمنت البورتلاندي، أهمها أنها تزيد من عمر الخرسانية بما لا يقل عن 20 سنة، وتقلل كمية انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80%، وتالياً ينتج عن استخدامها خرسانة خضراء صديقة للبيئة، كما أنها تقلل نسبة تشقق الخرسانة أثناء عملية الهدرجة (في الساعات الأولى من الصب)، وتقلل من نفاذ الرطوبة والمياه في الخرسانة، ومن ثم تخفض احتمالية صدأ حديد التسليح، وتحسّن درجة العزل الحراري ودرجة مقاومة الخرسانة للحريق، وتحافظ على قوة تحمُّل الخرسانة للضغط بنفس فاعلية الإسمنت البورتلاندي».

إلى ذلك، قال مدير إدارة الدراسات في البلدية، أحمد سعيد البدواوي، لـ«الإمارات اليوم»، إنه «سيتم التدقيق على الخرسانة المستخدمة قبل الشروع في البناء، حيث ستكون شرطاً لمنح ترخيص البناء لشركات المقاولات والمكاتب الاستشارية، وفي حال اكتشاف عدم استخدامها، سيتم توقيع غرامة على المخالف». وأشار مدير إدارة المباني في البلدية، خالد محمد صالح، إلى أن «البلدية بتطبيقها الخرسانة الخضراء ستسهم في المحافظة على البيئة والسلامة والصحة العامة»، لافتاً إلى أن «البلدية وضعت جدولاً يوضح النسب المئوية لتلك المواد بناءً على كودات عالمية، وحسب مواصفات الخرسانة المطلوبة، وبما يتوافق مع بيئة ومناخ دبي، وسيسهم هذا المشروع في دعم مسيرة البناء المستدام والأخضر».

تويتر