«طرق دبي» تستخدم برامج ذكية لتأهيلهم

«المركز الذكي» يدرّب 13 ألف سائق أجرة وليموزين في دبي خلال 9 أشهر

موقع للتدريب العملي على قواعد الأمن والسلامة. تصوير: عبدالله حسن

أفاد المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، الدكتور يوسف آل علي، بأن عدد السائقين المتدربين في المركز الذكي لتدريب السائقين، التابع للهيئة، وصل خلال الشهور التسعة الماضية الى 3000 سائق مركبة أجرة، إضافة الى 1500 سائق ليموزين و8000 سائق مضى على عملهم أكثر من عامين، فضلاً عن 75 سائقاً أعيد تدريبهم بعد ورود شكاوى تتعلق بأدائهم.

برامج متخصصة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/8ae6c6c54aa0819a014c6134044c5e33.jpg

يدير مركز تأهيل السائقين مجموعة من المدربين المتميزين المدربين على القيادة وتقديم الدورات، ممن يجيدون لغات مختلفة. وهم مؤهلون من منظمات عالمية مختصة في تقليل الحوادث والقيادة الآمنة من قبل الجمعية الملكية البريطانية RoSPA.

وتعد الجمعية برامج متخصصة وفق أفضل الممارسات العالمية، وتعقد ورش عمل مختلفة مع شركات الامتياز، وتجري مقابلات مباشرة مع الجمهور للوقوف على مجالات التطوير اللازمة لسائقي مركبات الأجرة ومركبات الأجرة تحت الطلب.

وقال آل علي لـ «الإمارات اليوم» إن المركز يطبق برنامج تدريب يتكون من ثلاث دورات محورية، تتضمن الدورة الأساسية الخاصة بالسائقين الجدد، إضافة الى الدورة التكميلية للسائقين المزاولين للمهنة، المطلوب منهم إنجازها كل سنتين، وكذلك دورة إعادة تأهيل سائقي مرتكبي المخالفات.

وأضاف أن مركز تأهيل السائقين يختص بتدريب سائقي مركبات الأجرة من شركات الامتياز، وسائقي مركبات الأجرة تحت الطلب للشركات الفخمة المعروفة باسم الليموزين في إمارة دبي، تحت مظلة إدارة شؤون السائقين في مؤسسة المواصلات العامة، موضحاً أن برامج تدريب السائقين تركز على تنمية الكفاءات الشخصية باستخدام أحدث التقنيات والأنظمة الذكية، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية المطبقة في الدول المتقدمة، في هذا المجال، وذلك ضمن محيط متقدّم ومبتكر ومرن وملائم للتدريب.

وزارت «الإمارات اليوم» المركز الذي افتتح منذ نحو تسعة شهور، وجالت في مرافقه التعليمية التي تعتمد أحدث التقنيات الذكية المستخدمة في مجال التدريب.

وشرح مدير ادارة شؤون السائقين في مؤسسة المواصلات العامة، المهندس محمد مسعود جناحي، خلال الجولة، تفاصيل المنهج التدريبي العملي المطبق في المركز، الذي يتوزع على عدد من القاعات تستخدم في كل منها أدوات تعليمية متطورة تكفل وصول وترسيخ المعلومات والمهارات المختلفة للسائق.

وقال جناحي إن كل دورة تدريبية لأي سائق جديد تبدأ في قاعة «ام هرير» وهي بمثابة عيادة للطب النفسي، يتعرف فيها الطبيب إلى ملامح شخصية السائق، ويقيم وضعه، ونسبة هدوئه، واستقراره الداخلي، ومدى قابليته لتحمل الضغوط، ليتأكد من أهليته للتعامل والتفاعل مع النماذج المختلفة من العملاء بطريقة ودية وآمنة.

وأضاف أن كل سائق يحتاج إلى اجتياز تقييم الطبيب النفسي بنجاح قبل أن يحصل على تصريح «سائق»، مشيراً إلى أن دور جلسات الطبيب النفسي لا تقتصر على تقييم السائق، بل هي أساسية لتثقيفه وتوعيته، إذ يستفيد السائقون من إرشادات وتوجيهات الطبيب في ما يتعلق بطريقة التعامل مع نوعيات وسلوكيات بشرية متباينة سيصادفها خلال ساعات عمله الطويلة في نقل الركاب.

أمّا قاعة «برج النهار» فهي موقع للتدريب العملي على قواعد الأمن والسلامة المتعلقة بحماية السائق والركاب، ومن أهمها التعامل مع حالات الطوارئ، وكيفية استعمال أدوات الإسعافات الأولية، وظروف الطقس المختلفة، واستخدام طفايات الحريق للتعامل مع أنواع الحرائق، ومنها الحرائق الناشبة عن ماس كهربائي، أو المشتعلة في محرك المركبة.

ويجري المتدرب تجربة عملية محاكياً حريقاً يصور أمامه على الشاشة، يتمرن على إطفائه بالطريقة والوقت المناسبين، على أن يقيم أداؤه في كل مرة عبر نقاط معينة تبين مدى استيعابه للمهارة، وقدرته على تأديتها بكفاءة.

ومن بين القاعات الرئيسة في المركز «قاعة مردف» التي توفر نظام محاكاة لقيادة المركبة نفسها، ليتم رصد أهم نقاط الضعف والأخطاء المرتكبة من السائق حتى يتولى المدربون تطوير قدراته تحديداً في الجزئية التي أخطأ فيها عبر الوسائل المختلفة، ومن بينها نظام المحاكاة نفسه الذي كشف عن أخطائه.

أما قاعة «الصفوح» فتختص بالتقنيات الذكية المستخدمة في تدريب السائقين على تحديد المواقع والتخطيط لرحلاتهم بين المناطق المختلفة. وتحتوي القاعة على عدد من الشاشات الذكية التي تعرض عليها خرائط تفاعلية لمدينة دبي، يتعلم المتدرب من خلال الرسم عليها بواسطة اللمس كيف ينتقل بالمركبة من منطقة إلى أخرى، سالكاً أسرع وأفضل الشوارع المرورية.

أما بالنسبة لقاعة «البرشاء» فتم تخصيصها لتدريب السائقين على النظام المعروف باسم D8 وهو نظام ذكي لديه قدرة على تقسيم المناطق بصورة سهلة، تُسهل على سائقي المركبات استيعاب المناطق والمواقع، إذ يستطيعون الربط ما بين حدود المناطق والمعالم الجغرافية الأخرى، التي تشكل حافة كل منطقة.

كما يعتبر النظام مرجعاً مهماً للحصول على بيانات رحلات مركبات الأجرة، المالية والتشغيلية، إذ يوفر قاعدة بينات ضخمة، تعتمد عليها قطاعات عدة في هيئة الطرق والمواصلات.

ويتدرب السائقون في القاعة على كيفية قراءة المعلومات بواسطة النظام، وتلقي طلبات الحجز، إضافة الى استخدام نظام الـ GPS لتحديد المواقع المختلفة، فضلاً عن التمكن بواسطته من تسلّم رسوم الرحلة بواسطة البطاقات الائتمانية.

يذكر أن الهيئة اعتمدت سياسة لتدريب وتأهيل سائقي مركبات الأجرة ومركبات الأجرة تحت الطلب، تعمل على تطبيقها إدارتا شؤون السائقين والامتياز والرقابة في مؤسسة المواصلات العامة في الهيئة.

وتتضمن السياسة شروط وأحكام اختيار وتأهيل سائقي مركبات الأجرة، ومركبات الأجرة تحت الطلب في دبي، بما يكفل نقلاً آمناً بحد أدنى من الحوادث والمخالفات المرورية.

 

تويتر