«فلس بلانيت» قدم 40 دورة لـ 800 طـــــــفل في الدولة

زوجان يغرسان الثقـــــــــافة المالية في نفوس الأطفال

صورة

أطلق سعد الربيعان وزوجته، أروى القاسم، مركز «فلس بلانيت» المعني بغرس الثقافات المالية لدى الأطفال، وقدم 40 دورة تدريبية لأكثر من 800 طفل على مستوى الدولة، وتعليمهم أربع مهارات أساسية في الادخار والاستثمار ومساعدتهم على معرفة كيفية التصرف بمصروفهم الشهري وغرس الثقافة المالية لديهم.

وروى الربيعان قصة تأسيس المركز لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً إنه خطط للمشروع منذ 2007، وتمكن من افتتاحه عام 2013، موضحاً أن الفكرة راودته من خلال تجربته الشخصية، بعد استقلاله عن أهله، موضحاً أنه خلال دراسته في إحدى الجامعات اضطر إلى الاعتماد على نفسه في إدارة شؤونه.

دور الآباء

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/287017.jpg

أفادت الشريكة في تأسيس مركز «فلس بلانيت»، أروى القاسم، بأن الآباء يمكنهم أن يحاوروا أبناءهم ويشاركوهم في التخطيط المالي للعائلة، خصوصاً في الأمور المتعلقة بهم، مثل الإجازة الصيفية والتخطيط للرحلات، وحتى عند بناء المنزل أو أي أمر آخر يمكن أن يقلل من مصروفات أبنائهم، موضحة أنه ينبغي اطلاعهم على التغيرات المادية التي قد تصيب العائلة لكيلا ينهكوا آباءهم بالمصروف الأكثر من حاجاتهم أو دون أن يساعدوهم على الادخار.

وأوضحت أن المركز تمكن منذ افتتاحه في 2013 من إجراء 40 دورة مختلفة عن الثقافة المادية، استهدفت 800 طفل ممن شاركوا في هذه الدورات، والجولات التي يقيمونها.


ثقافات مختلفة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/287015.jpg

قال مدير مركز «فلس بلانيت»، سعد الربيعان إنه يسعى للوصول إلى الأطفال والشباب من مختلف الجنسيات في الدولة، إذ إنهم يأتون من 200 جنسية ولديهم ثقافات مختلفة يمكن أن يفيدوا بها غيرهم من الأطفال، موضحاً أنهم سيقدمون الدورات باللغتين الإنجليزية والعربية.

وأضاف أنه «في المنزل الخليجي يعتمد الأبناء على آبائهم في الحصول على ما يريدونه، ولا يعرفون كيف لآبائهم الحصول على هذه الأموال»، موضحاً أنه كان يحاول إدارة مصروفه الذي يحصل عليه من والديه، ويضع لكل احتياجاته نسبة معينة للصرف، إلا أنه كان يعاني قلة المصروف.

وأكمل الربيعان «كنت أشعر بالحرج من طلب المزيد من الأموال من والدي شهرياً، والذي زاد من الأمر هو تعطل سيارتي الخاصة»، موضحاً أنه اضطر إلى بيع أثاث الشقة التي كان يعيش فيها أثناء الدراسة، متابعاً «فكّرت فيما حدث لي واكتشفت، بعد حصولي على الوظيفة، أنها ليست مسألة أموال، بل إدارة هذه الأموال وادخارها إن لم أكن أحتاج إليها».

وأضاف أن عدداً كبيراً من الخليجيين يعانون الديون، مع أن الدول الخليجية توفر كل شيء، سواء كانت الخدمات الصحية أو الإسكانية، في حين أن الأجانب لا يواجهون صعوبات في إدارة أموالهم، مضيفاً «يتعلّم الأطفال عدم الادخار لأن آباءهم ينفذون طلباتهم فوراً».

وتابع الربيعان أنه خطط لإنشاء المركز منذ 2007، إلا أنه بدأ العمل به فعلاً في 2013، موضحاً أنه سافر إلى خمس دول حول العالم للاطلاع على أفضل الممارسات في تعليم الأطفال كيفية إدارة أموالهم والادخار، مضيفاً أنه زار الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة وغيرهما.

وأكد «الثقافة المالية غائبة عن مناهجنا المدرسية، إذ إننا نتعلم مختلف العلوم التي يمكن ألا نستخدمها في حياتنا، في حين أن الثقافة المالية مهمة لتعلم إدارة الأموال»، مضيفاً أن الأطفال لا يتعلمون الطرق الصحيحة في إدارة أموالهم لذا ينقلون الأمور الخاطئة التي تعلموها من آبائهم، متابعاً «في بعض الأحيان يحاول الآباء مكافأة أبنائهم مالياً ليتموا أعمالهم وواجباتهم ما جعلهم ينظرون إلى المال كأفضل إنجاز لهم وهذا خطأ».

وأوضح أن بعض المؤسسات تحاول تغيير مفهوم استخدام الأموال والمصروف الشخصي، وإعادة بناء الثقافة المالية لدى الأشخاص، لكن بعد أن يكبروا ويمكن أن يقعوا في ديون عدة قد تؤثر في مستقبلهم، إلا أن «فلس بلانيت» يركز على الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين سبعة و17 عاماً، لأنها المرحلة العمرية التي يكتسب فيها الأطفال عاداتهم.

من جهتها، قالت شريكته في تأسيس المركز وزوجته، أروى القاسم، إن فكرة المركز تعتمد طرقاً ممتعة لتعليم الأطفال الادخار وأهمية المصروف الذي يحصلون عليه من والديهم، مضيفة أن المركز يقدّم دورات تفاعلية وبرامج أساسية للثقافة المالية عند الأطفال.

وأضافت «نركز على أربع مهارات أساسية ليكتسبها الأطفال، وهي كسب وجني المال، بمعنى أن مصروفهم لا يأتي من خلال (بطاقة سحرية) أو ينزل من السماء، لكنه يأتي بالجهد»، مضيفة أن المهارة الثانية هي التوفير والادخار، إذ إن المركز يركز على تعليم الطفل مهارة ادخار جزءٍ بسيط من أمواله والاتفاق مع أفراد عائلته أنه سيشتري ما يريده من خلال الادخار.

وتابعت أن المهارة الثالثة هي الصرف الحكيم للأموال، بحيث يفكر منتسبو المركز قبل صرف أموالهم، هل يحتاجون إلى شراء بعض الأشياء أم انها تعتبر من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، ويتعلمون، كذلك، مهارات العطاء والمشاركة مع الغير، والتبرع للمحتاجين، إذ إن هذه الأموال ليست حكراً على أشخاص معينين بل لابد من مساعدة الغير.

وأضافت القاسم أن المهارة الأخيرة هي الاستثمار، بحيث يفكر الأطفال والمراهقون في كيفية إيجاد فرص لتنمية أموالهم بطرق مناسبة، ويخصص الطفل جزءاً منه للاستثمار في المشروعات، وجزءاً آخر للصرف في الأمور التي يحتاج إليها. وأكملت أن الدورات التدريبية للأطفال غير كافية لإكسابهم هذه المهارات، إذ إنهم يمكن أن يعودوا إلى الثقافة المالية السائدة في منازلهم، لافتة إلى أن المركز يحاول التحاور مع الأهالي ومساعدتهم على غرس هذه الثقافة، إذ إنه يقدم دورات في تعليم أبنائهم كيفية التصرف في مصروفهم بطريقة صحيحة.

تويتر