المرشد الأسري

يشكو أب عدم التزامه بما يعد به أبناءه، ولا ينفذ ما هددهم به على مخالفتهم لأوامره.

 

يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:

الآباء تجاه هذه القضية ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، من ينفذ قبل أن يعد، ويعاقب قبل أن يهدد، وأوسطهم من إذا قال لا يتخلف عن قوله، وإذا هدد أدرك الجميع أنهم لا يسلمون من عقابه إذا خالفوا أمره. وآخرهم وهو من إذا وعد نسي ما وعد به، أو انشغل بأمر آخر، وإذا هدد أخذته الشفقة والعاطفة.

ومن كان من هذا الصنف، يجب أن يبتعد عن أي نوع من أنواع الوعود، أو أي شكل من أشكال التهديد، لأن ما يقوم به يضر أبناءه، ويضر شخصياتهم، ويربيهم، بلا قصد، على الكذب والنفاق. ولعله لا يقصد الكذب ولا يتعمد أي سلوك سلبي، لكن الأبناء يتعلمون من خلال سلوك الوالدين.

إذا استمرت التربية بهذه الطريقة فإن الأب يفقد شخصيته وهيبته ومكانته، ويصبح أمره لا يلتفت إليه، وقوله لا يسمع بآذان أبنائه أو بقلوبهم، وسلوكه لا يقتدى به. الأبناء كالعجينة تتشكل من خلال سلوكيات الآباء والأمهات، وكما أن الآباء أقسام، فالأبناء تجاه سلوك الأب، الذي لا ينتظر منه أمر، ولا يلتف إليه بتهديده ووعيده، أصناف، أولهم من ينكر سلوكه بسبب شخصيته الفطرية التي تكره هذا السلوك السلبي، والثاني لا يتأثر به لأنه يجد نفسه شبيهاً بأبيه في هذا السلوك، وهو أول من يقتدي به في هذا السلوك عند الكبر، وآخرهم من يحزن إذا تخلف أبوه عن تنفيذ وعده لمصلحة في ذاته، ويفرح إذا لم ينفذ ما هدد به لفائدة ذاتية ومصلحة شخصية بدوافع داخلية تبحث عن الفائدة والمنفعة.

يجب أن ندرك أن تربية الأبناء مهارة وفن، وأن أقوالنا وأفعالنا مسجلة في ذاكرتهم، كالصدق في القول، والأمانة في المسؤولية، والعدل في المعاملة، والإخلاص في العمل، والمبادرة والتضحية في السلوك.

تويتر