أكّدت أن دعم عائلتها حفّزها على التميّز العلمي والعـــــــملي

إيمان السويدي: العـــــمل الإنساني دليل على تطور المجتــــــــــمع

صورة

بدأت مديرة مركز نموذج دبي، التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، إيمان محمد السويدي، مشوار حياتها العملية، محددة أربعة أهداف رئيسة، سعت إلى تحقيقها، هي: الابتكار، والتطوير، والريادة، والعمل.

ومنذ البداية أدركت السويدي أن سر النجاح هو العمل الدؤوب والتصميم، وأن الابتكار والريادة هما سبيل الأمم إلى التقدم. وإلى جانب ذلك كله، آمنت بأهمية العمل الإنساني وبدوره الإيجابي في النمو، إضافة إلى كونه دليلاً على تطوير المجتمع. ولذلك انطلقت في حياتها حالمة بأن تتاح لها الفرصة لخدمة وطنها، فاجتهدت في طلب العلم والمعرفة، ولم تدخر جهداً في سبيل تطوير ذاتها وصقل قدراتها. وبعد حصولها على الماجستير، شعرت بأنها أصبحت مهيأة للإسهام في العمل من أجل مجتمعها.

الإصرار على خوض التحدي يولد القوة

لولا دعم أهلي وأصدقائي لما وصلت إلى ما أنا عليه.

أحب الأعمال التطوعية خصوصاً ما يتعلق بالجانب الاجتماعي.

التعليم عامل أساسي في رقي المجتمعات وتحضرها.

تقول: «كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو قدوتي منذ البداية، وقد كنت أردد دائماً أنني «بنت زايد». وقد حفزني ذلك على التميز في شتى المجالات»، مشيرة إلى أن «الدولة تدعم المواطنين، وتمنحهم الفرص للعمل وتولي مناصب قيادية، وقد أتاحت لي فرصة إثبات ذاتي، وساعدتني على وضع قدمي على أرض صلبة».

وتتابع أن دعم عائلتها وأصدقائها شكّل دعماً لتميزها العلمي والعملي، لافتة إلى أنهم أدركوا أهمية الرسالة التي تسعى إلى تحقيقها، وقالت: «لولا دعم أهلي وأصدقائي لما وصلت إلى ما أنا عليه»، مؤكدة أن والدتها صقلت مواهبها القيادية في وقت مبكر، إذ كانت تحملها مسؤوليات عدة، على الرغم من صغر سنها، وتترك لها إدارة شؤون المنزل في أحيان كثيرة.

ولدت السويدي بمنطقة الخان، في دبي، ودرست في مدارسها الحكومية، قبل أن تتخرج في كلية التقنية العليا في دبي، بتخصص إدارة أعمال، حاملة شهادة البكالوريوس. ولم تكتف بذلك، بل استكملت دراستها العليا (الماجستير) في جامعة ولونغونغ، وتخرجت في تخصص الجودة.

وفي رحلتها العلمية، تخرجت السويدي في برنامج الشيخ محمد بن راشد لإعداد القادة (فئة القيادات الحكومية، ضمن الدفعة الثانية) سنة 2007. وهو برنامج مبتكر مدته سنتان، يهدف إلى تطوير قيادات وطنية قادرة على تعزيز التنمية المستدامة في الدولة. وتؤكد السويدي، التي تمتلك خبرة عملية تزيد على 19 عاماً، أهمية التعليم في رقي المجتمعات وتحضرها، ودور البحث العلمي في تطور المجتمع ورفعته، لافتة إلى أن دخولها في البرنامج أسهم في تطوير قدراتها القيادية وتنمية مهاراتها الذاتية.

عملت السويدي في القطاع المصرفي في «ستي بنك» بقسم قياس رضا المتعاملين، بعد تخرجها في الجامعة، ثم انتقلت إلى وزارة المالية والصناعة، حيث عملت لتسع سنوات. وانتقلت بعد ذلك للعمل في دائرة دبي الطبية (هيئة الصحة حالياً) رئيساً لقسم قياس الأداء والتطوير، ثم انتقلت مجدداً إلى شركة دبي القابضة بمسمى «مدير إدارة التميز» قبل أن تواصل رحلتها العملية في جمارك دبي، حيث تدرجت في العمل الجمركي من محللة إحصائية إلى مديرة قسم الإحصاء في جمارك دبي، ثم مديرة قسم التعرفة الجمركية. وانتقلت من هذا الموقع إلى منصب مديرة إدارة البيانات الجمركية في جمارك دبي. بعد ذلك توجهت للعمل في المجلس التنفيذي لإمارة دبي، حيث وجدت مباركة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لإنشاء مركز نموذج دبي، الذي تتولى إدارته حالياً.

وعن أهم التحديات التي واجهتها، تقول السويدي إنها واجهت تحديات عدة، تمثل أبرزها في كيفية استغلال الوقت بطريقة تتيح لها أداء واجباتها كاملة تجاه أسرتها من دون أن تتأثر طموحاتها سلباً، لافتة إلى أنها لم تستسلم لهذا التحدي، بل واجهته وأصرت على اجتيازه، لأن «الإصرار على خوض التحدي يولد القوة» كما تقول.

وتتكون عائلة السويدي من ابنتين، تبلغ الكبرى 14 عاماً والصغرى تسع سنوات، وهي تحرص على تربيتهما كما ربتها والدتها، من حيث تحميلهما مسؤوليات عدة في غيابها، لصقل شخصيتيهما. كما تحرص على تنمية روح البحث العلمي فيهما، وتشجعهما على القراءة وممارسة أنشطة مختلفة.

وتؤكد أنها لن تتدخل في قراراتهما المستقبلية، خصوصاً مجال دراستهما الجامعية، وأن دورها سيقتصر على إرشادهما وتقديم الدعم اللازم لهما.

وتقضي السويدي إجازة نهاية الأسبوع مع عائلتها، إذ تحرص على اصطحاب ابنتيها إلى مزرعة العائلة لممارسة هواية ركوب الخيل يومي الخميس والجمعة. أما يوم السبت فتقضيه في العمل التطوعي، حتى لا تجرفها مشاغلها بعيداً عن اهتمامات محيطها، وكي تظل على تماس مع الناس.

وتقول: «أحب الأعمال التطوعية، خصوصاً في ما يتعلق بالجانب الاجتماعي، وأحرص على استغلال أوقات فراغي في التطوع في جهات حكومية وخاصة عدة، لخدمة المجتمع»، لافتة إلى أنها اكتسبت خبرة عملية ومهارات اجتماعية مختلفة من خلال تطوعها المستمر.

وقالت إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أَولى دعم الشباب اهتماماً كبيراً، وحفزهم على تحقيق التميز الوظيفي، والارتقاء بالعمل، لافتة إلى أن «المسار الذي وضعته لنا قيادتنا الرشيدة أسهم في الابتكار والريادة».

وعن فكرة نموذج دبي، قالت السويدي إن الفكرة بدأت حين وجه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بإنشاء نموذج فريد من نوعه على مستوى العالم، خاص بإمارة دبي، بهدف تطوير الخدمات الحكومية، وضمان مواكبتها تطورات العالم، شارحة أن الإمارة كانت تتبع نماذج دولية بعيدة عما تسعى إلى تحقيقه من الريادة والتميز.

وأضافت أن الهدف من النموذج هو تحسين خدمات دوائر حكومة دبي، وضمان تميزها عن بقية الدول، مشيرة إلى أن النموذج يقدم حلولاً مبتكرة لتطوير الخدمات الحكومية.

وتابعت أن سمو الشيخ حمدان بن محمد اطلع على النتائج الناجحة للنموذج، وأصدر قراراً بتشكيل مركز نموذج دبي لتطبيق نتائجه على خدمات الدوائر والمؤسسات الحكومية في إمارة دبي.

ويركز نموذج دبي على خمسة قطاعات رئيسة، هي القطاع الاقتصادي، والاجتماعي، والبنية التحتية، والصحة، والتعليم، وقد استطاع النموذج التأثير إيجاباً في خدمات هذه القطاعات، وتغييرها إلى الأفضل.

وأكدت إيمان محمد السويدي حرص المركز على قياس مستوى التحسن قبل وبعد اتباع المعايير وتنفيذها «فالعملية ليست عشوائية، إنما مدروسة بمنهجية واضحة ودقيقة».

وأوضحت: «أنا عاشقة للعمل والتميز، وأحب أن أرى مركز نموذج دبي الذي عينت فيه مديرة، من المراكز الأولى على مستوى إمارة دبي، من حيث تقديم خدمات رائدة تسهم في تطوير الخدمات الحكومية ورقيها».

تويتر