طالبوا بمزايا ورواتب دون مراعاة السلم الوظيفي

مواطنون يرفضون وظائف بسبب «مسمياتها»

معظم تساؤلات زوار المعرض تتعلق بالراتب والمسمى الوظيفي وعدد ساعات العمل. أرشيفية

طالب مواطنون، باحثون عن عمل، الجهات المشاركة في معرض رأس الخيمة للتعليم والتدريب والتوظيف، بتقديم عروض وظيفية بمزايا أفضل من تلك التي قدموا بها وظائفهم.

وقال بعضهم إنهم يتوقعون وظائف معينة، بمسميات مناسبة، فيما وضع آخرون حداً أدنى للرواتب، لا يقل عن 25 ألف درهم، نظراً لاعتبارات غلاء المعيشة.

وعلقت جهات عارضة على هذه الطلبات بأنها «تكشف عن عدم معرفة بمتطلبات السوق، أو ضرورة الالتزام بسلم الدرجات الوظيفية»، مطالبة المؤسسات التعليمية المعنية بتوعية طلابها بأهمية العمل وتدريبهم، وغرس حب العمل في نفوسهم.

وأكدت جهات خاصة مشاركة في المعرض رفض عدد من الشباب وزوار المعرض الوظائف الفنية، والسكرتارية، والمهنية، وعدم اهتمامهم بالاستقرار الوظيفي.

وقالت إن معظم تساؤلاتهم الوظيفية تتعلق بالراتب، والمسمى الوظيفي، وعدد ساعات العمل.

وتفصيلاً، ذكر محمد الشحي، وعبدالعزيز البلوشي، وياسر سالم، وهم من حَمَلة شهادة الثانوية العامة، أن المؤسسات الخاصة لا تقدم عروضاً وظيفية تناسب تطلعات الشباب المواطنين.

وأوضحوا أن «المؤسسات تطالب بإخضاع الباحثين عن عمل لدورات تدريبية، دون مقابل مالي، وتطالبهم بالالتزام بالدوام الكامل من الصباح حتى الفترة المسائية، براتب لا يتجاوز 10 آلاف درهم»، لافتين إلى أنهم يتوقعون فرص عمل أقل تطلباً، وذات مزايا أفضل مما تتيحه لهم معظم الوظائف المعلن عنها في المعرض.

وأكد فهد عبدالله، وسيف الزعابي، ومحمود الأنصاري، أن تدني الرواتب في المؤسسات الخاصة، وعدم وجود فرصة للترقية الوظيفية لحَمَلة شهادة الثانوية العامة، تندرج ضمن الأسباب الرئيسة لرفض المواطن فكرة العمل في المؤسسات الخاصة.

وأضافوا أنهم سيقبلون بفكرة العمل في القطاع الخاص، إذا فكّرت المؤسسات في تعديل مواعيد العمل، ومنحت المواطنين امتيازات وظيفية حقيقية.

من جانبه، أفاد مدير عام «رؤية» لتنظيم المعارض والمؤتمرات، الجهة المنظمة لمعرض رأس الخيمة للتعليم والتدريب والتوظيف، عبدالناصر الذهب، بأن معظم «المواطنين الباحثين عن عمل لا يرفضون مبدأ التدرج الوظيفي، لكنّهم يفرضون شروطاً مسبقة على المؤسسات الخاصة لقبول الوظائف المعروضة، منها تعيينهم على درجة رئيس قسم، أو مدير إدارة، والحصول على الراتب الذي يحدده الباحث عن العمل، وليس المؤسسة نفسها».

وأوضح أن معظم المؤسسات الخاصة تعاني رفض الباحثين عن عمل إجراء المقابلات الشخصية المباشرة، ورفضهم الحضور إلى مقر المؤسسة لإجراء امتحان تحديد المستوى.

وأضاف أن المعرض رصد، خلال السنوات الماضية، عدم امتلاك كثير من الشباب المواطنين أدنى فكرة عن أهمية معارض التوظيف التي تعمل على الحد من البطالة، وتسهم في توفير فرص عمل مناسبة، دون تكليف المواطن عناء الذهاب إلى المؤسسات للبحث عن عمل.

وأوضح أنه ينبغي على المواطنين دراسة الشواغر المتوافرة لدى الجهات الخاصة، والموافقة على الوظيفة التي تناسب مستواهم التعليمي، ومهاراتهم الشخصية، والقبول بمبدأ التدرج الوظيفي للحصول على المنصب المناسب.

وأشار إلى أن الجهات الحكومية والخاصة في المعرض، رأت أن المواطنات أكثر جدية من المواطنين في البحث عن عمل، وأنهن يقبلن بالوظيفة المتوافرة والتدرج الوظيفي، وإن كان لا يتناسب مع مستواهن التعليمي والجامعي.

وذكر أن معظم طلبات التوظيف، التي استقبلتها الجهات الحكومية والخاصة، كانت لمواطنات من حملة شهادة الثانوية العامة، والشهادات الجامعية الإدارية.

من جهته، قال مستشار المدير التنفيذي في شركة «ستراتا» لصناعة هياكل الطائرات، محمد البلوشي، إن المؤسسة تعاني رفض الشباب المواطن العمل تحت مسمى «فنّي» في الشركة.

وأكد وجود عزوف من الشباب المواطنين عن العمل في القطاع الخاص، مضيفاً أن الشركة قدمت في معرض رأس الخيمة للتوظيف 120 وظيفة فنية، لخريجي المرحلة الإعدادية، وحملة شهادة الدبلوم، ممن يجيدون اللغة الإنجليزية، إلا أن بعضهم يطرحون شروطاً تعجيزية لقبول الوظائف الفنية.

وأضاف أن الشركة تسعى لتوطين 50% من الفنيين، وقدمت امتيازات وظيفية مغرية، لاستقطاب مزيد من المواطنين؛ منها مكافأة مالية بـ8000 درهم، خلال ستة أشهر من فترة التدريب والتأهيل، وراتب 10 آلاف درهم، خلال أول سنة عمل، فيما يحصل الموظف في السنة الثانية من العمل على راتب 15 ألف درهم.

وأكد البلوشي رفض الشباب عرض العمل في الشركة، عند معرفتهم بوجود مقرها في مدينة العين، إلا أن المواطنات طرحن فكرة السكن بالقرب من مقر الشركة، للموافقة على العمل.

وذكر أن الشركة ستدرس تلبية طلبات المواطنات، وتوفير مسكن لهن في مدينة العين، لضمان موافقتهن على العمل بوظيفة فني هياكل طائرات، مشيراً إلى أن 85% من الكادر المواطن في الشركة من فئة الإناث.

ورأى مدير مكتب هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية في رأس الخيمة، خلفان محمد غيث، أن السبب الرئيس لعزوف المواطنين عن العمل في المؤسسات الخاصة، وفرض شروط مسبقة لقبول العمل بها، يعود لعدم تلقيهم محاضرات في الإرشاد المهني، خلال فترة دراستهم، ما أدى إلى عدم جديتهم للعمل بالقطاع الخاص.

وأوضح أن شركات خاصة تعاني رفض الشباب المواطن الحضور لإجراء المقابلات الوظيفية، أو الرد على الهاتف لتحديد موعد إجراء الاختبارات الوظيفية.

وأضاف أن المواطن يذهب للمؤسسة الخاصة، للتفاوض على المنصب الوظيفي، والراتب.

تويتر