بدأ بمتجر واحد قبل 20 عاماً وبات يمتلك أكــــبر مجموعة للسلع الفاخرة في المنطقة

محمد عبدالرحيم الفـــــهيم: النجاح لا يتحقق مصادفة.. والوصــول للعالمية هدفي

صورة

قبل ما يزيد على 30 عاماً، كان الطالب المواطن، محمد عبدالرحيم الفهيم، يخرج من مدرسته ويتجه إلى السوق المركزي في الشارقة ليساعد والده في متجر بيع العطور، وفي هذا المتجر المحدود تعلم أمور التجارة، وكانت تغمره السعادة حين يتميز في خدمة الزبائن.

بعدها سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية، ودرس إدارة الأعمال في جامعة كنتاكي، ليعود بعد تخرجه إلى الوطن، وكله أمل في أن يستفيد من دراسته في إنشاء مشروع كبير بأيدٍ إماراتية.

وبالفعل تحقق حلمه، وأنشأ مع أشقائه «باريس غاليري» التي أصبحت في أعوام قليلة واحدة من أهم المجموعات المتخصصة في تجارة السلع الفاخرة في الإمارات والشرق الأوسط.

محمد بن راشد مثلي الأعلى

يقول محمد عبدالرحيم الفهيم إن والده هو مثله الأعلى في حياته الشخصية، وعلى المستوى العملي والقيادي فإن مثله الأعلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

ويضيف: «نظرتي على المدى القريب تتلخص بشكل عام في اغتنام الفرص المتاحة قبل فوات الأوان لتطوير الأعمال، إذ لا وقت للتأخير ولا مكان للاستهتار، خصوصاً أن دبي تمتلك بيئة تنافسية في غاية القوة، وهي لاتزال تتقدم وتسير نحو مستقبل زاهر مليء بالاستثمارات وريادة الأعمال، وبالتالي من حجز لنفسه مكاناً، عليه الاستمرار في تطوير أعماله والارتقاء بها وإلا سيفوته الركب.

أما على المدى الطويل، فطموحنا لا حدود له، وهدفنا كبير للغاية، فنحن نتطلع إلى أن نتحول من شركة وطنية محلية إلى شركة عالمية توجد في أهم عواصم العالم، فنحن موجودون الآن في بعض دول الخليج العربي، ونحن بصدد افتتاح فروع أخرى في العراق وأذربيجان ومصر.

نحن نسير بمجموعتنا الإماراتية بخطى ثابتة نحو العالمية، ومع وجود العزيمة والعمل الجاد سيغزو اسم «باريس غاليري» معظم أرجاء العالم.


القراءة والصيد

يهتم محمد عبدالرحيم الفهيم بممارسة الهوايات، ويخصص وقتاً كبيراً من أنشطته الأسبوعية لممارسة رياضة كرة القدم، إلى جانب أنشطة اجتماعية متنوعة.

ويقول إن «الصيد شغفي الأكبر، أقضي فيه أوقات فراغي، وأحب الطبيعة التي تساعدني على الاسترخاء، إضافة إلى شغفي بالقراءة التي أنهل منها ما يثري خبراتي الحياتية والعملية، خصوصاً تلك المؤلفات التي تتحدث عن سير الشخصيات القيادية والناجحة، على مختلف الصعد، كما أحب أيضاً متابعة الرياضات العالمية على كل أنواعها، في الوقت المخصص لذلك، خلال اجتماعي مع أصدقائي».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/260005.jpg

عن قصة النجاح التي حققتها المجموعة يقول الفهيم لـ«الإمارات اليوم» إن النجاح لا يتحقق مصادفة، بل يبنى على أسس علمية بعيداً عن العواطف والمجاملات، وهذا سبب تزايد أفرع (باريس غاليري) الإماراتية التي نطمح إلى الوصول باسمها لكل مدن العالم، فبعد عودتي من الولايات المتحدة عملت بعض الوقت في مشروع تجاري للعائلة في السعودية، ثم اتجهت إلى تأسيس شركة لبيع الهواتف في التسعينات مع بعض الأقارب، وحققت هذه الشركة نجاحا لافتاً.

ويضيف «كان لوالدي حلم كبير بإنشاء مجموعة من محال بيع بالتجزئة للقطاع الفاخر، فأخذت على عاتقي تحقيق هذا الحلم، وتعاونت مع شقيقيّ إبراهيم وإسماعيل في وضع اللبنات الأولى لمجموعة باريس غاليري».

ويوضح: «بحثنا عن اسم يعكس طابع السلع الفاخرة، وعنواناً يحمل طابعاً تجارياً لا عائلياً، واقترح علينا موظف آسيوي اسم (باريس غاليري) الذي لاقى إعجابنا، فأصدرنا رخصة تجارية بهذا الاسم، ووضعنا هدفاً أمامنا أن يكون هذا المشروع عملاقاً».

ويكمل: «بدأنا بتأجير محل في مركز برجمان عام 1994، وكان هذا المتجر هو البداية التي انطلقت منها المجموعة، وتباعاً تم التوسع بافتتاح متجر بالاسم نفسه في ديرة سيتي سنتر، ثم تم ضم متجري العطور، اللذين كان يملكهما الوالد بالسوق المركزي في الشارقة، للمجموعة، ومازلنا حتى الآن نحتفظ بهما ومعهما كثير من ذكريات بدايتنا، وتضم باريس غاليري 80 متجراً تنتشر في دول الخليج العربي، تقدم أكثر من 550 علامة تجارية».

ويؤكد الفهيم أن لوالده الدور الكبير في إنجاح المشروع، من خلال «مباركته وتشجيعه لنا لدخول السوق التجاري، «وقد استقينا كثيراً من خبرته الكبيرة في هذا المجال، إضافة إلى التعاون الوثيق على صعيد العائلة عبر المشاورات وتبني مختلف الآراء، ما زودنا بالقدرة المطلوبة على مواجهة مختلف تحديات السوق في بداياتنا».

وعن أسباب النجاح يقول: «منذ البداية قررنا الابتعاد عن منطق العائلة في الإدارة، بل حددنا لكل شخص مكانه ومساحته، ومسؤولياته، وإسهاماته، ونسبة ملكيته المئوية، واتفقنا على أن كل شخص مطالب ببذل الجهد وتأدية المهام المطلوبة منه، لتحقيق الأهداف، وعليه أن ينظر إلى نمو الشركة بعين الفخر».

ويرى أن من أهم أسباب نجاح «باريس غاليري» أنها نشأت في ظل تطور كبير للبنية التحتية للدولة، وعاصرت نمو الإمارات بشكل عام، ودبي على وجه الخصوص، وتحولها إلى منطقة جذب سياحي كبيرة، ومركز لمهرجانات التسوق المتميزة، وتزايدت فيها المراكز التجارية العملاقة.

وتولى الفهيم في عام 2006 منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة، فوضع استراتيجية جديدة للعمل أثمرت عن زيادة عدد المتاجر، وزيادة الأرباح وعدد الموظفين العاملين.

وقال «حرصت على تطبيق مفهوم الحوكمة في إدارة المجموعة، باعتبارها العنصر الذي يحفز على الابتكار، ويدعم التفكير الخلاق ويغذي الروح الإبداعية لدى الموظفين».

ويرفض الفهيم التعامل معه في الشركة بنوع من التمييز، بل يعتبر نفسه موظفاً تطبق عليه اللوائح والأنظمة كافة، حتى إنه «حين يسافر للخارج تحجز له الشركة تذكرة سفر على الدرجة السياحية، ولو رغب في السفر على درجة رجال الأعمال فعليه أن يسدد فارق السعر على نفقته الخاصة.

ويضيف «من يَزُرْ المقر الإداري للشركة في دبي يكتشف أن المقر خالٍ من المكاتب المغلقة، وهو عبارة عن قاعات كبرى والجميع يعملون من دون حواجز تفصل بينهم، ليعملوا ضمن فريق واحد، ومكتبي بينهم مساحته بضعة أمتار مربعة».

وحرص الفهيم على أن يكون موقع المقر الرئيس للشركة متوسطاً لمناطق سكن معظم الموظفين، إيماناً منه بأن توفير مناخ العمل المناسب للموظفين يضمن الحصول على إنتاج جيد، مؤكداً أن هذا النظام مد الموظفين بطاقة إيجابية نحو العمل.

ويطبق محمد الفهيم مبادرة غير تقليدية لتوفير مواقف سيارات للموظفين في مقر العمل، إذ يعرض المواقف بمقابل مالي في مناقصة سرية ترسو على الأعلى سعراً، ويدفع هو أعلى مبلغ ممكن، ثم تُجمع المبالغ المالية لتنظيم أنشطة ترفيهية للموظفين، وشراء الفواكه وتوزيعها يومياً عليهم تلطيفاً لأجواء العمل، ويذهب جزء من هذا المال لمساندة الموظفين الذين يتعرضون لأية أزمات حياتية.

ويؤكد الرئيس التنفيذي للشركة أنه «ضد فكرة أن يحصل الأبناء على مناصب رفيعة في الشركة لمجرد أنهم أبناء ملاكها، ولا نسمح للجيل الجديد بالتفكير بمبدأ (إن هذا المال لي ولأسرتي)».

ويوضح «نكرس في أبنائنا مبدأ الاستحقاق، فمن يجتهد ويؤهل نفسه بشكل جيد يتم منحه الفرصة لتولي منصب إداري».

ويرى الفهيم أن للشركات دوراً كبيراً في خدمة المجتمع، مشيرا إلى مشاركة المجموعة بفعالية في العديد من المبادرات الإنسانية ودعم مؤسسات خيرية مثل مؤسسة دبي للعطاء، إضافة إلى دعم مؤسسة الجليلة للأبحاث الطبية، وغيرها من المؤسسات.

تويتر