50% من الأمراض العقلية تبدأ بعد سن الـ 15

اختُتمت أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر الدولي الثالث للصحة النفسية والسلوكية للطفل الذي تم تنظيمه الأسبوع الماضي بمقر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، حيث أوضحت أعمال المؤتمر أن هناك 25% من الأطفال لديهم مشكلات نفسية، و50% من الأمراض العقلية تبدأ في سن ما تحت 15 عاماً.

وحظي المؤتمر بحضور كثيف تجاوز 550 مشاركاً من أكثر من 50 دولة، إلى جانب ممثلين ومحاضرين من المنظمات الدولية والإقليمية والجامعات الأمريكية والأوروبية في مجال الصحة النفسية.

وأكد المؤتمر، الذي ضم أخصائيين وأطباء في مجال الصحة النفسية من كل أنحاء العالم، على العديد من القضايا العلمية والبحثية التي تتعلق بسلامة الطفل، مثل العنف الجسدي والجنسي، كما تطرق إلى العقوبات التي تعمل على الحد من تلك الجرائم، مثل "قانون حماية الطفل"، بالإضافة إلى مناقشة العديد من الأبحاث التي تتطرق إلى الأمراض النفسية التي قد تكون نتيجة الإهمال والعنف ضد الأطفال، مثل القلق والاكتئاب واضطراب الأكل وفرط الحركة، من منطلق أن تربية جيل من الأطفال يتمتعون بالصحة العقلية والنفسية هي السبيل لبناء مجتمع صحي وقويم، وهي السبيل لبناء مستقبل آمن للأوطان، خاصة مع تزايد أبعاد وأعباء الأمراض النفسية والعقلية عالمياً، حيث باتت تكلف العالم نحو 2.5 تريليون دولار سنوياً، كما جاء في أعمال المؤتمر.

وحفل المؤتمر بمجموعة كبيرة من الأنشطة تضمنت عرض نحو 100 بحث جديد وورقة عمل، تتعلق بالصحة النفسية لأفراد الأسرة عموماً وبالطفل خصوصاً، فقد شهدت أروقة المؤتمر اجتماعات وورش عمل ونقاشات مستفيضة حول الأمراض النفسية التي قد يتعرض لها الطفل والأسرة، باللغتين العربية والإنجليزية.

وكان من اللافت للنظر في هذا المؤتمر الدولي الكبير أنه لم يقتصر على دراسة وبحث التطور في مجالات الصحة النفسية للطفل والأسرة فقط، بل تطرق أيضاً إلى موضوعات تدور في إطار رؤية شاملة وواسعة للموضوع، حيث تم على سبيل المثال تقديم أوراق عمل عن قوانين حماية الطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة، والأثر النفسي عند الأطفال اللاجئين السوريين في لبنان، والصحة المدرسية، والحقوق القانونية للطفل وغيرها.

كما قُدمت أوراق بحثية تدرس حالات نفسية وسلوكية واجتماعية في دول خليجية، مثل المملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، ومملكة البحرين، كما قدمت دراسة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما قُدمت دراسات عن العلاقة بين السلوك وتعاطي المخدرات. وسلط المؤتمر الضوء على مرضى "التوحد" وغيرهم من الأطفال الذين يعانون تأخراً عقلياً وتأخراً في مهارات النمو والتطور وكيفية التعامل معهم وطرق دعمهم.

وخلص المؤتمر الدولي للصحة النفسية والسلوكية للطفل، في نهاية دورته الثالثة، إلى أهمية التطوير المستمر لأساليب الرعاية في المؤسسات التي تقدم الخدمات النفسية والسلوكية للأطفال والأسرة، مع تأكيد التكامل فيما بينها. وأكد المشاركون أهمية البُعد الوقائي في التعامل مع المشكلات النفسية والسلوكية للفرد والأسرة، لتجنب الآثار السلبية الناجمة عنها.

تويتر