"استشاري الشارقة" يقر مشروع موازنة حكومة الإمارة لعام 2015

أقر المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة مشروع موازنة حكومة الشارقة لعام 2015، بحضور رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس الدائرة المالية المركزية الشيخ محمد بن سعود القاسمي. كما ناقش المجلس سياسة هيئة الانماء التجاري والسياحي في الإمارة. حيث تستهدف الهيئة استقطاب ثلاثة ملايين سائح إلى الإمارة بحلول العام 2020، بزيادة 50%، ووصول عدد الغرف الفندقية إلى 15 ألف غرفة، مما يوازي 25 فندقا جديدا. فضلا عن إحلال كل المنشآت الفندقية القديمة التي بنيت قبل أكثر من 40 عاما بأخرى جديدة.

جاء ذلك خلال جلسة المجلس السابعة ضمن أعماله لدور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثامن، والتي عقدت الخميس الماضي بمقره في مدينة الشارقة برئاسة عبدالرحمن سالم الهاجري رئيس المجلس.

وتضمن جدول الأعمال بعد التصديق على مضبطة الجلسة السادسة مناقشة مشروع توصيات المجلس بشأن سياسة دائرة شؤون البلديات والزراعة في إمارة الشارقة والتقرير الوارد من لجنة إعداد مشروع التوصيات. واستعرض المجلس أربعة عشرة توصية تم بحثها من قبل أعضاء وعضوات المجلس ومن ثم تم إقرارها وتصب مجملها في إطار تمكين البلديات من القيام بدورها في تنفيذ مختلف المشاريع وإيصال خدماتها للقاطنين في إمارة الشارقة .

وتفصيلا حول مشروع موازنة حكومة الشارقة لعام 2015، قال الشيخ محمد بن سعود القاسمي عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس الدائرة المالية المركزية، أن دائرة المالية المركزية تعمل على التطوير  المستمر للمنظومة المالية الحكومية التي تتبنى التقنيات الحديثة في تطوير الاعمال والعمليات وخصوصا في الأطر والاساليب المالية والاقتصادية.

مؤكدا أنها تعمل باستمرار على ابتكار أحدث المنظومات التي تتوافق وخصوصية إمارة الشارقة وبيئتها الاقتصادية والاجتماعية، ما أدى إلى تعزيز الدور الريادي للدائرة في العمل على تطبيق هذه الممارسات وبالاعتماد بشكل رئيسي على الموارد البشرية المواطنة، والتي تميزت بامتلاكها مهارات وقدرات نوعية ساهمت في بناء وتطوير العديد من المجالات التي حققت قيمة نوعية ومضافة للحكومة.

وأشار إلى أن "دائرة المالية ومن خلال التوجيهات السامية لصاحب السمو حاكم الشارقة وبمتابعة سمو ولي العهد إنما تعمل على تقديم أفضل الخدمات المالية الحكومية والمساهمة في تحقيق الرفاهية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي". موضحا أن "الدور الريادي الهادف الذي يبذله المجلس الاستشاري ولجانه وبالذات لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية في إثراء موضوع الموازنة والملاحظات الجوهرية التي تقدم بها أعضاء المجلس وخلال المناقشات السابقة، عزز من قدرات دائرة المالية المركزية وتوجهاتها في إعداد الموازنة والرقابة على تنفيذها وتوجيهها نحو المجالات التنموية في الإمارة".

سياسة هيئة الإنماء التجاري والسياحي

من جهة أخرى كشف رئيس هيئة الانماء التجاري والسياحي في الشارقة محمد علي النومان خلال مناقشة سياسة الهيئة في الجلسة عن أن خطط الهيئة في رسم سياسة المشاركة بالمعارض والفعاليات المحلية والإقليمية والدولية أثمرت عن العديد من الفوائد لقطاع السياحة والسفر والقطاع التجاري في الشارقة.

مبينا أن هذا كان هذا ملموسا وجليا في زيادة معدل توافد السياح إلى الإمارة، حيث استقبلت الشارقة 1.9 مليون نزيل في العام 2013 مسجلة زيادة بنسبة 13% مقارنة بالعام 2012، في الوقت الذي كانت الإمارة تستقبل فيه 600 ألف نزيل سائح في العام 2000، ليتراوح معدل الزيادة السنوية بين 5 و 10% كل عام. كما تجاوز العدد المليوني سائح في العام الماضي 2014،  بينما يتراوح معدل نسب إشغال الفنادق السنوية بين 75 و 80%.

وأضاف النومان أن هذا القطاع شهد خلال السنوات الماضية تدفق المزيد من الاستثمارات، حيث سجلت آخر الدراسات مساهمة القطاع السياحي بالإمارة بـ 7 مليار درهم، والتي تشكل نسبة 8.5% من اجمالي الناتج المحلي لإمارة الشارقة الذي بلغ 83 مليار درهم.

وتابع أنه بفضل المشاركة المستمرة والدائمة في هذه الفعاليات، استطاعت الشارقة أن تحجز مكانا مرموقا لها في العديد من الوجهات العالمية، وقد حصلت من خلال هذه المشاركات على العديد من الجوائز العالمية، والتي تضاف إلى رصيد الهيئة وإمارة الشارقة.

مشيرا إلى أن الهيئة ضمن جهودها الترويجية تقوم بإطلاق حملات إعلانية ترويجية في كل عام تسلط الضوء على مناطق الجذب السياحي في الإمارة، عبر الصحف والمجلات العربية والعالمية وعبر المحطات الإذاعية المحلية والإقليمية، لا سيما خلال فترة المهرجانات العالمية، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي. كما تحرص كذلك على الترويج للإمارة عبر عدد من الإصدارات السنوية التي تصدر بعدة لغات عالمية.

 وكذلك أطلقت الهيئة العام الماضي تطبيق الخريطة التفاعلية لإمارة الشارقة على الشبكة العنكبوتية وكتطبيق على الهواتف النقالة، وأطلقت موقع "الشارقة هي وجهتي" الجديد وتطبيق الشاشة التفاعلية العاملة باللمس وذلك على هامش مشاركتها في معرض جايتكس 2014. واستكمالا لحملاتها التسويقية تتعاون الهيئة مع مكاتب ترويجية خارجية في كل من ألمانيا وروسيا، لتحقيق ترويج أفضل في دول أوروبا واتحاد الدول المستقلة، والتي تعد من كبرى الأسواق المصدرة للسياح إلى الإمارة.

وعلى الصعيد المحلي أضاف النومان أن الهيئة تمكنت من تسليط الضوء على مقومات ومعالم الإمارة السياحية والثقافية والعمرانية عبر تنظيم فعاليات ترفيهية ومهرجانات عالمية، تستقطب عشرات آلاف العائلات والسياح من المنطقة والعالم أبرزها مهرجان أضواء الشارقة، و مهرجان الشارقة المائي.

وقال "إننا نعمل وفق استراتيجية الهيئة وبذل كافة الجهود في الترويج محليا وإقليميا وعالميا، والعمل على الارتقاء بالقطاع السياحي المحلي بما يتماشى مع أعداد السياح المتزايد، وبحلول العام 2020 نسعى  لاستقطاب ثلاثة ملايين سائح إلى الإمارة بزيادة 50%، ووصول عدد الغرف الفندقية إلى 15 ألف غرفة مما يوازي 25 فندقا جديدا ، علما أن هذه التحديات تحتاج إلى دعم مادي وتعاون كبير من كافة القطاعات الحكومية والخاصة العاملين في القطاع".

لافتا إلى أن مجموع المنشآت الفندقية بالإمارة بلغ في العام الماضي 105 منشأة فندقية بواقع 51 فندقاً و 54 منشأة شقق فندقية تضم أكثر من 10 آلاف غرفة. وأن الهيئة قامت بإطلاق برنامج تدريب وترخيص المرشدين السياحيين ووصل عدد المتخرجين حتى الآن إلى 130 مرشدا سياحيا.

ولفت النومان إلى أن قطاع السياحة البحرية في الإمارة يشهد تطورا ملحوظا ينعكس في أعداد الرحلات المتزايد عاماً بعد عام، حيث زار الإمارة  أكثر من 238 ألف نزيل على متن رحلات بحرية عالمية فاخرة، وضعت موانئ الإمارة لا سيما ميناء خورفكان على قائمة وجهاتها السياحية المفضلة،  في ظل إطلاق عدد من المشاريع السياحية والفندقية وخطط تطوير شبكة المواصلات والبنى التحتية أبرزها مشروع ذا شيدي خورفكان السياحي، ومشروع كلباء للسياحة البيئية الأضخم من نوعه في المنطقة.

مضيفا أن الهيئة عملت خلال السنوات الماضية على تقديم ملف إنجازات ومقومات إمارة الشارقة السياحية ضمن المرشحين للقب عاصمة السياحة العربية من خلال منظمة السياحة العربية، وقد تم اختيار الشارقة من قبل وزراء السياحة العرب لتكون عاصمة للسياحة العربية للعام 2015، والتي تعد شهادة لإنجازات الشارقة في القطاع السياحي على المستويين العربي والعالمي.

وأوضح أن "الهيئة لم تغفل تطوير الكادر الوظيفي لها عددا وعدة، حتى أصبح الكادر الوظيفي للهيئة يتألف اليوم من مجموعة من الكفاءات المواطنة والوافدة التي تعمل بجهد لتحقيق أهداف الهيئة في الترويج للإمارة، وقد وصلت نسبة التوطين فيها إلى  أكثر من 70%. وتحرص الهيئة على بذل كافة الجهود للارتقاء بخبرات ومهارات موظفي الهيئة بحضور الدورات التدريبية والندوات في مختلف المجالات التي تخدم تخصصاتهم و مراكزهم الوظيفية، وأبرزها البرنامج التدريبي لإدارة السياحة والذي نظمته الجامعة الأمريكية بالشارقة نتيجة اتفاقية للهيئة مع الجامعة في العام 2012 ، واستمر لمدة عام ونصف وتضمن محاضرات وورش عمل وفق المعايير الدولية للسياحة".

وأشار إلى أن "ميزانية الهيئة للعام الماضي توزعت في مجملها على 35 % مصاريف إدارية ، 24 % فعاليات ، 31 % معارض تجارية وسياحية، 10 % دعاية وإعلان، حيث تواصل الهيئة ضمن هذه الإمكانيات المتاحة العمل على فتح أسواق جديدة ترفد القطاعين السياحي والتجاري في الإمارة بالمزيد من السياح، ويبدو هذا جليا في كل عام، حيث تضاف وجهات جديدة على قائمة أعمال الهيئة الترويجية من خلال المشاركة في معارض مختلفة على مدار العام".

مداخلات الأعضاء

تداخل خلال الجلسة خمسة عشر عضوا وعضوة طرحوا أسئلتهم واستفساراتهم  حيث تناول العضو  وليد بن فلاح المنصوري عدداً من الرؤى والأسئلة مشيراً إلى تركيز الهيئة فقط على استقطاب السائح الأجنبي من الخارج  دون الاهتمام بالترويج الداخلي وضعف مستوى الفنادق في الشارقة.

وأجاب النومان أن الهدف الأساسي من تأسيس الهيئة هو استقطاب السائحين من الخارج إلى الإمارة لزيادة أعداد السائحين وهناك جهات آخرى تتولى أمر الترويج محلياَ .وأضاف أن الهيئة تعتزم خلال الفترة القادمة إحلال كل المنشآت الفندقية التي وجدت قبل أكثر من 40 سنة بآخرى جديدة .

وحول سؤال من أحد الاعضاء عن سبب تقاعس هيئة الكهرباء في الشارقة عن تقديم خدماتها للمنشآت الفندقية بسرعة، شدد على أهمية الحاجة إلى تعاون بين الجهات الرسمية كهيئة الكهرباء والمياه .

وردا على سؤال ورد من عضو حول أهمية استحداث جهة تنظيمية واحدة تشرف على كل مهرجانات الشارقة وفعاليتها أوضح النومان أن إيجاد جهة موحدة أمر صعب لا يمكن بسبب عدد الفعاليات الكبير والمهرجانات في الشارقة ، ولكن يمكن تحديد 4 مهرجانات أو فعاليات مهمة على مدار السنة لتنظيمها من قبل جهة واحدة خلال الصيف الشتاء والربيع.

وكشف عن برنامج سيتم إطلاقه قريبا يستهدف توظيف العاطلين عن العمل من المواطنين من خلال استقطابهم العام الجاري للعمل داخل الهيئة مقابل مكافأة شهرية تمهيدا لتوظيفهم، موضحا اعتزام الهيئة الانتقال إلى مقر جديد في منطقة اللية.

وردا على سؤال من العضو عدنان الحمادي حول تراخيص المنشآت الفندقية التي يجب أن تقدم من قبل الهيئة وليس التنمية الاقتصادية على غرار الإمارات الأخرى كدبي، أجاب النومان أن السعي خلال الفترة المقبلة سيكون من أجل استخراج التراخيص من جهة موحدة ألا وهي الإنماء لتسريع الحصول عليها وتسهيل إجراءات استخراجها.

وتم خلال الجلسة الكشف عن مصنع تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة الذي تعمل على بناؤه شركة الشارقة للبيئة "بيئة"، والذي سيتمكن من تحويل ما يقارب 400 ألف طن من النفايات سنويا، ليصل إجمالي إنتاجه إلى 85 ميجا وات من الكهرباء يتم تحويلها إلى الشبكة الوطنية، وبما يعادل توفير الطاقة لنحو 50 ألف منزل في الشارقة.

 

تويتر