تستهدف الفئة العمرية فوق 50 عاماً

«تنمية المجتمع» تحل مشكلات التقاعد بمبادرة استباقية

«تنمية المجتمع» ستعقد الدورات التأهيلية في شهر سبتمبر المقبل. تصوير: أحمد عرديتي

تعتزم هيئة تنمية المجتمع في دبي، تنفيذ مشروع جديد، يُعرف بمبادرة «ما قبل التقاعد»، خلال العام الجاري، بهدف العمل على منع المشكلات قبل وقوعها، وفق مديرة إدارة كبار السنّ في الهيئة، مريم الحمادي، وأشارت إلى أن الإدارة بدأت الخطوات الأولى لتنفيذ المبادرة بالتنسيق مع الجهات المعنية، مثل دائرة الموارد البشرية، وهيئة المعاشات، حيث سيتم إعداد قاعدة بيانات متكاملة عن الأشخاص الواقعة أعمارهم فوق الـ50، وهي الفئة المستهدفة في المبادرة.

الحياة بعد التقاعد

أفادت مديرة إدارة كبار السنّ بهيئة تنمية المجتمع في دبي، مريم الحمادي، بأن كثيراً من كبار السنّ، الذين تعاملت معهم الهيئة، أفصحوا للأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين عن أنهم لو وجدوا من يرشدهم ويعلمهم كيف يخططون للتعامل مع حياتهم بعد الوصول إلى سن التقاعد لما وقعوا في كثير من المشكلات النفسية والصحية والمالية. وتابعت أن «إحدى المشكلات التي يواجهها المتقاعد تدني مستوى الدخل، في وقت يجهل فيه الطرق المُثلى لإعادة ترتيب أوضاعه الحياتية، وفق الموارد المالية المتاحة بعد التقاعد»، مضيفة أن «كثيراً من المتقاعدين تنقصهم المعرفة بالبرامج والنشاطات المجتمعية، مثل التطوّع في خدمة قطاعات وفئات أخرى في المجتمع».

وأوضحت الحمادي لـ«الإمارات اليوم» أن «الإدارة ستتوجه إلى الفئة المستهدفة عبر عدد من الوسائل، لتعريفهم بأهداف المبادرة وأهميتها، وتشجيعهم على المشاركة والانضمام للأنشطة المختلفة التي ستنظمها الإدارة ضمن المبادرة»، مضيفة أن «الهيئة قررت تنفيذ المبادرة على ضوء النتائج والحقائق التي توصلت إليها خلال تقديمها الخدمات في القطاعات المختلفة، وتنفيذها البرامج المختصة بدعم فئة كبار السنّ».

وكشفت أنه لابد من محاولة منع المشكلات قبل وقوعها بدلاً من التعامل معها بعد حدوثها، والتسبب في آثار سلبية في حياة تلك الفئة، موضحة أنه فور توافر قاعدة البيانات بأسماء ومعلومات الأشخاص الواقعة أعمارهم فوق الـ50 سيتم البدء في تصميم وإعداد الدورات المطلوبة لتوعيتهم وتأهيلهم، للتعامل مع جوانب حياتهم في فترة ما بعد التقاعد، سواء في الناحية الاجتماعية أو الصحية أو النفسية أو المالية، وذلك بالاستعانة بخبرات وأفكار الاختصاصيين في تلك المجالات.

وأضافت الحمادي أنه «سيتم البدء في عقد الدورات في شهر سبتمبر المقبل، تستمر حتى نهاية ديسمبر»، مؤكدة أنه سيتم تقييم وضع المشاركين في المبادرة لسنوات عدة، كما سيعاد تقييم أدائهم بعد تقاعدهم، وذلك للتأكد من انهم استفادوا من تلك الدورات.

وأشارت إلى أن دورات التوعية ستتطرق إلى مختلف جوانب الحياة، بما فيها تأهيل المتقاعد للتعامل مع المشكلات الصحية التي قد تظهر مع تقدم العمر، لتجنبها بخطوات استباقية في مرحلة مبكرة من العمر، بإجراء الكشوف الدورية والاعتناء بصحته وفقاً لبرنامج ممنهج.

وأوضحت الحمادي أن «مشكلة المتقاعد تكمن في أنه يعيش حالة فراغ فجائية، تحوّله من إنسان منتج وفاعل ومؤثر إلى إنسان ساكن لا يعرف كيف وأين يقضي ساعات يومه الطويلة، الأمر الذي يؤثر في حالته النفسية والصحية بشكل سلبي، وينأى بنفسه عن الحياة الاجتماعية الطبيعية».

وأضافت الحمادي أن «لمبادرة (ما قبل التقاعد) أهدافاً متوسطة وبعيدة المدى، إذ إنها تحقق استقرار وراحة المتقاعد في نواحي مختلفة في حياته، كما سيعمل على المدى البعيد على التقليص والحد من حجم الإعانات والمساعدات المادية والاجتماعية المقدمة لتلك الفئة».

 

تويتر