النعيمي: «المشروع» خطوة لتسليح الشباب العربي بالمعرفة

الإمارات تصل إلى المحطة الأهم في تكنولوجيا الفضاء

الدكتور حميد مجول النعيمي : رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك مدير جامعة الشارقة،

اعتبر رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك مدير جامعة الشارقة، الدكتور حميد مجول النعيمي، مشروع الفضاء الإماراتي قومياً حقيقياً قادراً على تسليح الشباب الإماراتي والعربي بالمعرفة، كما اعتبره «خطوةً جريئة ومهمة»، لأنه لم يقتصر فقط على الدراسة النظرية، إنما تجاوزها إلى مرحلة البناء أو التصنيع، التي تعد أهم مراحل تكنولوجيا الفضاء.

وأضاف النعيمي لـ«الإمارات اليوم» أن «هذا المشروع ينقل الدولة من حيز الاستهلاك واستيراد معدات الفضاء الجاهزة من الخارج، إلى مرحلة بناء المختبرات التي لا يقتصر دورها على ورش تصنيع الأجهزة فقط، إنما توفر بيئة عملية مهمة لتدريب الشباب الإماراتي والعربي على أهم تكنولوجيا في التاريخ».

وقال النعيمي إن «تكنولوجيا الفضاء حالياً تعد معيار تقدم الأمم، ولا يمكن أن يتقدم مجتمع إلا إذا قطع شوطاً حقيقياً في هذا المجال، وهو ما لا يتحقق إلا باقتحام السباق العالمي، والدخول في مجال البناء والتصنيع».

رافد تكنولوجي

اعتبر رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك مدير جامعة الشارقة، الدكتور حميد مجول النعيمي، أن «تأسيس مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، يمثل رافداً علمياً وتكنولوجياً وبحثياً وثقافياً وتراثياً يخدم الفئات كافة، بداية من المدارس والجامعات حتى الباحثين والأساتذة»، لافتاً إلى أن «مؤسسات الدولة المعنية بعلوم الفضاء ستعمل على تعزيز ودعم المشروع القومي».

وتابع: «متفائل بالمشروع الذي يعد قومياً حقيقياً قادراً على تسليح الشباب الإماراتي والعربي بالمعرفة، والقدرة على المنافسة الحقيقية، لأن تكنولوجيا الفضاء أصبحت عاملاً أساسياً في مختلف المجالات التي تمس المجتمع».

وأشار إلى أن «مشروع إنشاء وكالة فضاء إماراتية، وإطلاق مسبار إلى المريخ يتم وفق أجندة زمنية محددة، وهذا أحد عوامل التفاؤل، فضلاً عن أنه جاء مصحوباً بخطوات عملية، تمثلت في بناء المرافق الأساسية لتصنيع المعدات والأجهزة المطلوبة».

وحول جاهزية النظام التعليمي في الدولة لتخريج أجيال قادرة على تحمل هذه المسؤولية، قال النعيمي: «تحرص الوكالات الدولية العريقة على متابعة عملية التعليم منذ مراحل الطفولة المبكرة، لأن الحصول على كادر بشري مؤهل لخوض سباق الفضاء يستلزم القيام بسلسلة من الخطوات تبدأ من الطفولة، بحيث يتم انتقاء الأطفال حسب فئاتهم ومعدلات ذكائهم، ومن ثم إعداد مساقات دراسية تناسب كلاً منهم حسب مؤهلاته وقدراته الذهنية».

وأوضح أن «هذه الأمور لا تتم بصورة عشوائية، ولكن يعكف عليها خبراء علم نفس واجتماع، يدرسون هذه المساقات ويتابعون الأطفال لقياس قدرات استيعابهم، ومن ثم يتم إعداد ذوي المهارات الاستثنائية وتجهيزهم بشكل جيد للمستقبل».

وقال النعيمي: «أعتقد أننا تنقصنا هذه الخطوة، ونحتاج، في ظل إطلاق مشروع عملاق مثل وكالة الفضاء والوصول إلى المريخ، إلى الاهتمام بالأطفال في سن مبكرة، فمثلاً وكالة مثل (ناسا) تطور برامج للأطفال في مرحلة الحضانة»، متوقعاً أن يتم الالتفات إلى هذه الجوانب في ظل اهتمام الدولة بالمنافسة في هذا المجال.

وأضاف أن «تكنولوجيا الفضاء هي مشروع الساعة وستظل كذلك حتى لو بعد 2000 عام، لذا من الضروري أن نغطي الجوانب كافة التي تضمن نجاحنا في تحقيق قفزة مهمة، والمنافسة بشكل حقيقي لوضع قدم عربية في الفضاء».

ولفت إلى أن «هناك مؤشرات تثير التفاؤل، أهمها أن الدولة بدأت بطريقة علمية سليمة في مجالات متوازية، مثل تكنولوجيا الطاقة النووية السلمية، وبدأت إنشاء أربعة مفاعلات، ما يعكس رغبة حقيقية في نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى الأجيال الحالية والمقبلة».

وشرح النعيمي أن «تكنولوجيا الفضاء صارت تمثل ركيزة أساسية في اقتصاديات الدول المتقدمة، إذ تتدخل الأقمار الاصطناعية في المجالات كافة تقريباً، فتستخدم في الدراسة، والكشف عن الموارد الطبيعية، مثل مواقع النفط والمياه، وفحص التربة، إضافة إلى المجالات الأخرى الطبية والعلمية»، موضحاً أن «العالم ينقسم في مجال التكنولوجيا إلى مصدّر وصانع ومستهلك، وبإنجاز خطوة مثل إنشاء وكالة الفضاء وإرسال مسبار إلى المريخ، ستنتقل الإمارات إلى شريحة المنتجين المصنعين».

تويتر