ضربات استباقية من الإمارات لـ «قوى التطرف»

تغيير جذري للمناهج الدراسية العام المقبل.. واستراتيجية لتمكين الشباب

صورة

كيف يُصنع المتطرف؟

• «الثقافة»: خطط تنفيذية لإدارة شؤون الشباب في الدولة بصورة تحقق حراكاً وطنياً إيجابياً

• «التربية»: مغرضون يستخدمون منابر «التواصل الاجتماعي» للتأثير في الشباب

• «برنامج وطني»: التصدي للشبهات وتقوية أواصر الترابط المجتمعي يجسد المعنى الحقيقي للمواطنة

تعد الإجابة عن هذا السؤال بداية الخيط في أي مواجهة حقيقية مع «القوى الظلامية»، خصوصاً أنها تجد في أوساط الشباب وصغار السنّ تربة خصبة لنثر بذور الكراهية والتطرف في نفوسهم، وتعمل على تنشئتهم على أفكار ومفاهيم دينية خاطئة، ليصبحوا في ما بعد معاول هدم للأوطان.

في الحلقة الثالثة (الأخيرة) من ملف «الإمارات.. الحداثة لمواجهة التطرف والمناصحة لاحتواء الإرهاب»، تناقش «الإمارات اليوم» ما اعتبره محللون ضربات استباقية من الدولة ضد قوى التطرف، وأبرزها إجراء تغيير جذري للمناهج المدرسية، ووضع خطط لتحصين الشباب ضد التطرف، من خلال آليات حكومية، لتعزيز الهوية الوطنية وقيم الانتماء.

كما تتطرق إلى القانون الاتحادي الصادر في يونيو الماضي، بشأن «الخدمة الوطنية» التي تعد جسر العبور إلى بر الأمان.


تحصين الشباب

لبنى القاسمي: الإمارات أكثر المانحين لمساعدات إنمائية في العالم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/2424141%20(4).jpg

 

 قالت وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيس اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية، الشيخة لبنى القاسمي، إن «الإمارات تساعد المحتاجين، وتغوث المنكوبين، فيما لا تفرق هذه المساعدات ــ بين الحاصلين عليها ــ على أسس دينية أو عرقية أو ثقافية».

وذكرت لـ«الإمارات اليوم» أن «الإمارات سبّاقة في مد يد العون في كل القضايا ذات البعد الإنساني، في أي بقعة من بقاع العالم، بصرف النظر عن البعد الجغرافي أو الاختلاف الديني أو العرقي أو الثقافي، الأمر الذى أكسبها الاحترام والتقدير العميق على مستوى العالم».

وأكدت تبوؤ الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كأكثر الدول المانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية، مقارنة بدخلها القومي لعام 2013، حسب البيانات الأولية التي أصدرتها لجنة المساعدات الانمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية».

وأشارت إلى أنه «على مدار الأعوام الماضية، استطاعت الدولة أن تضطلع بدور رائد في تعزيز التضامن الإنساني، وتحقيق قفزة تاريخية في مجال منح المساعدات الخارجية، الأمر الذي صعد بها إلى مراكز متقدمة جداً، وفقاً لتصنيف لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية».

وقالت: «إن مساعدات الإمارات امتدت إلى دول كثيرة حول العالم، وقدمنا فعلياً مساعدات إنسانية خارجية تقدر بـ16 مليار درهم، خلال ثلاثة أعوام، حتى العام 2012، وسنصدر خلال الفترة المقبلة تقريراً شاملاً عن المساعدات الإنسانية في العام 2013، فيما قدمنا مساعدات لـ10 دول عربية وإسلامية خلال الفترة الماضية».

وتابعت أن «الدول الـ10 الأكثر تلقياً للمساعدات، كانت الأردن وسورية وفلسطين وباكستان وأفغانستان واليمن والسودان ومصر والمغرب وكازاخستان»، لافتة إلى أن «القارة الآسيوية حصلت على أكثر من نصف قيمة هذه المساعدات، فيما تركزت معظم المساعدات في قطاعات الصحة والطاقة والتعليم وإعادة الإعمار والبناء».

بن طحنون: نحصّن أبناء الوطن ضد مخاطر الصراعات الإقليمية

 

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/2424141%20(3).jpg

 قال اللواء ركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، إن القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2014، بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في يونيو الماضي، ارتكز على اعتبارات استراتيجية عدة، منها توعية أبناء الوطن وتحصينهم ضد المخاطر الناجمة عن الأحداث والصراعات السياسية التي تشهدها الساحة الإقليمية والعالمية.

وأضاف بن طحنون، أن «الأهداف التي يسعى القانون إلى تحقيقها تتنوع بين الاجتماعية والدينية والأمنية والسياسية والاقتصادية، ومنها: التنشئة الوطنية السليمة لأبناء الوطن، وغرس قيم الولاء والانتماء والتضحية وترسيخها في نفوسهم، وربط هذه القيم الوطنية بمبادئ ديننا الحنيف، وتهيئة جيل قوي واثق يمتلك مقومات الشخصية القيادية من حيث الانضباط والالتزام وتحمل المسؤولية، والاعتماد على النفس، والقوة البدنية، واحترام القانون، وتقدير الوقت».

وقال إن «حكومة الإمارات، انطلاقاً من تمسكها الثابت بمسؤولياتها تجاه حماية أرضها وشعبها ومقدراتها ومكتسباتها وإنجازاتها الوطنية، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام التحديات التي أنتجتها التحولات السياسية والأمنية والاستثنائية الخطرة التي شهدتها الساحة الإقليمية، وطالت بآثارها الكارثية أمن واستقرار الدول، وقد اتخذت الدولة خطوات حاسمة للتصدي لذلك، أهمها تطبيق برنامج الخدمة الوطنية، الذي سيضمن تعزيز قدرات الدولة الأمنية وتعزيز مكانتها الإقليمية، وتمكينها من المحافظة على سيادتها وأمنها واستقرارها».

وأكد بن طحنون، أن «الخدمة الوطنية تعتبر الجسر الذي ستعبر خلاله الدولة إلى بر الأمان».

الأنصاري: «أمراض التطرف» تحتاج إلى تحصين ثقافي وديني

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/2424141%20(1).jpg

اعتبر الباحث القطري، الدكتور عبدالحميد الأنصاري، أن «الإمارات تحتاج إلى إيجاد استراتيجية توعوية على مستوى الدولة والمجتمع، تتعاون فيها المؤسسات والأجهزة الرسمية والمجتمعية كافة، في تحصين الشباب ثقافياً ودينياً ضد أمراض التطرف، تماماً مثلما توجد استراتيجية للرعاية الصحية، يتم فيها تحصين أبنائنا ضد الأمراض والأوبئة المختلفة».

ودعا إلى «مواجهة الخطاب التحريضي المشحون بالكراهية العميقة لقيم الحداثة، الذي له منظروه ومفتوه وخطباؤه وأعلامه ومناهجه وممولوه ومفاهيمه الدينية المغلوطة، أبرزها (مفهوم الجهاد)».

وتابع: «المؤشر العالمي للإرهاب أثبت في تقريره السنوي أن النزعات الانفصالية القومية تسببت في وفاة 13 ألف شخص العام الماضي، بزيادة قدرها 60% على العام الذي سبقه، وتعزى معظمها إلى أربع جماعات فقط، هي: (داعش) و(بوكوحرام) و(طالبان) و(القاعدة)، كما أن 25% من الوفيات المسجلة كانت لمدنيين، و20% للشرطة».

واعتبر أن «الإرهاب انحراف فكري في فهم الجهاد، وعلينا تفكيك مفهوم الجهاد المغلوط، وإعادة النظر في طريقة تدريسه في مناهجنا، فالجهاد الحقيقي ينبغي أن يكون في ميادين العلم والتنمية والعمل والإنتاج لخدمة الدين والوطن، بينما الجهاد بمفهومه العسكري يعدّ من اختصاص ومهمة الجيوش النظامية، دفاعاً عن الوطن، كما أن إعلان هذا الجهاد حق حصري لولي الأمر ــ شرعاً ودستوراً».

وأشار الأنصاري إلى أن «الإمارات تقدمت على مستوى جميع المؤشرات العالمية، على غرار مؤشر تحقيق السعادة والرضا بين شعوب العالم، وتقرير التنمية البشرية، ومؤشر التقدم المجتمعي، والتنافسية العالمي، كما أنها دولة مستقطبة للكفاءات من كل بقاع العالم، ولذلك انعكاسات إيجابية على التنمية والتطوير، وتالياً فإن جهود الدولة مشهود لها عالمياً، بمقاييس دولة ناجحة ومتميزة».

وأضاف أن «هناك تيارات منخرطة في الشأن العام توظف نظرية المؤامرة سياسياً وأيدلوجياً ودينياً لجذب جماهير إليها، في محاولة لاستقطابهم بشكل غير مباشر في صراعهم على السلطة، مثل جماعات الإسلام السياسي التي تخوّن كل من يخالفها في الرأي وتلوي الدين لخدمة أغراضها، بينما اللجوء إلى الفكر التآمري يُعدّ حلاً سهلاً في تبرير المشكلات ومواجهة الأحداث الإقليمية والدولية، ما يوقع بالشباب في شرك نظريات المؤامرة ويجعله هدفاً سهلاً لاحقاً للجماعات الإرهابية، لاعتقاده بأنها تحقق له التوازن النفسي والفكري».

الفلاسي: «شائعات أمن الوطن» أبرز المخاطر

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/2424141%20%282%29.jpg
 

حذّر المدير العام لمؤسسة «وطني الإمارات»، ضرار بالهول الفلاسي، شباب الوطن من «العوامل الخطرة التي تهدد الهوية الوطنية، وأبرزها الشائعات التي تمسّ أمن الوطن، مؤكداً أن «الهوية الوطنية تعكس مشاعر الحب والولاء للبلد والأرض والشعب، وتبدو مظاهرها في الالتزام بالحقوق والواجبات، واحترام القوانين، إضافة إلى العمل على حماية الوطن والحرص على تماسك الدولة وسلامتها».

وأضاف أن «هناك ضرورة لوجود دعائم تحسن من توجيه التحرك الشعبي نحو خدمة الوطن، مثل الاعتزاز بالتاريخ، وتلمس الواقع، والتفاعل بما يسهم في تحفيز الإخاء الوطني»، لافتاً إلى أن «المواطن يفترض أن يتسم بالانتماء إلى الوطن، والولاء لولي الأمر، والمسؤولية الوطنية، فضلاً عن اليقظة والتأهب، إضافة إلى الالتزام والرقابة الذاتية، وحفظ الحقوق وأداء الواجبات، والشرف والأمانة، والتعاون والصبر، والتقيد بالأنظمة».

وتابع أن «أبرز السمات المفترض توافرها في المواطن الصالح، أن يشارك في الأعمال المجتمعية، التي من أبرزها الأعمال التطوعية، إذ إن كل إسهام يخدم الوطن ويرتب عليه مصالح دينية أو دنيوية، مثل التصدي للشبهات، وتقوية أواصر الترابط المجتمعي، وتقديم النصيحة إلى المواطنين والمسؤولين، يجسد المعنى الحقيقي للمواطنة».

كشف وزير التربية والتعليم، حسين بن إبراهيم الحمادي، عن حزمة من التغييرات الجذرية، التي ستشهدها المناهج الدراسية العام المقبل، في إطار ما وصفه بـ«احتياج الأجيال الصغيرة إلى التحصين من الأفكار المتطرفة».

وأضاف الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، أن «جهود الدولة في المناصحة والاحتواء لم تقتصر على النشء والشباب، إنما امتدت إلى مختلف شرائح المجتمع، مؤكداً ضرورة معالجة مناهج التعليم بشكل جذري في المدارس، لتحصين الأجيال الصغيرة من المواطنين ضد الأفكار المتطرفة».

وأشار إلى أنه «سيتم الاعتماد على مناهج جديدة كلياً، تساعد التلاميذ والطلبة على التفكير الإيجابي، وتتيح لهم القدرة على التحليل والابتكار، بدلاً من الوقوف في وضع المتلقي فقط».

وتابع: «ستركز المناهج الجديدة على مواد أساسية مثل اللغة العربية، والتربية الإسلامية، والتربية الوطنية، وهي التي تعرضت للتهميش مع مرور الوقت، بينما الآن سيتم تدريسها بعمق أكبر، وموضوعية من دون مبالغات، فالتعليم يعد بمثابة سفينة كبيرة تحمل الأجيال إلى المستقبل، وينبغي أن نهتم بهذه المنظومة اهتماماً مكثفاً في تلك الفترة الزمنية الفارقة».

وقال الحمادي: «لن تتوقف الهيكلة على المناهج والكتب الدراسية، إنما سيكون مثلث الرهان في الأعوام المقبلة على المدرسة والأسرة والمجتمع الكبير، لضبط المعادلة من خلال التفاعل البنّاء مع ذوي الطلبة، وإشراكهم في العديد من الأنشطة والفعاليات المختلفة، فالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتمت علينا أن نراعي المتغيرات التي طرأت علينا من خلال المناهج الدراسية المتطورة».

وحسب الحمادي، فإن «الوزارة شكلت ست لجان متخصصة في قطاعات العمل التربوي لتطوير المعلمين والمناهج واللغات، والوسائل التعليمية، والأنشطة، والعمل التطوعي، بصورة تضمن تطوير المخرجات الوطنية القادرة على الإبداع والتنافس العالمي، والوصول بها إلى أرقى المستويات العالمية»، مشيراً إلى أن «الدولة تتمتع بالتشريعات القابلة للتطوير، بما يحقق الحماية الدائمة للتعليم والطلبة وجميع العاملين في الميدان التربوي».

وأكد أن «تطوير المنظومة التعليمية خطوة على طريق الوصول في مدارس الدولة إلى العالمية، كما أنها مهمة وطنية تستوجب تكاتف الجميع، لاسيما إذا كان الوصول إلى نظام تعليمي من الطراز الأول يحتاج إلى تطوير شامل للمنظومة التعليمية وعناصرها الأساسية من البنية التحتية، والمناهج، والمعلم، وأساليب التعليم، وطرق التدريس، والإدارة التربوية، وغير ذلك من مكونات المجتمع المدرسي في الدولة».

ولفت إلى أن «الوزارة تمر بمرحلة فاصلة ومهمة، إذ يتعرض الأطفال في مراحل التعليم المختلفة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ومعظم الأطفال لديهم حالياً حسابات على موقعي (فيس بوك) و(تويتر)، بينما يستخدم بعض المغرضين مثل هذه المنابر للتأثير في جيل الشباب، ولذا نضطلع بدور توعوي مهم لتثقيف الشباب بصورة تمكنهم من إعمال عقولهم والتفكير الإيجابي غير المتطرف».

ركائز الهوية

وأعلن الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عن «إشراك الشباب في تطوير استراتيجية وطنية للتمكين، تسهم في احتوائهم وحمايتهم من الأفكار المتطرفة، وتعزز لديهم ركائز الهوية الوطنية».

وقال إن «الوزارة تعمل على تدعيم وتعزيز ركائز الهوية الوطنية لدى فئات المجتمع كافة، خصوصاً فئة الشباب الذين يتيح تمكينهم فرصاً أمامهم للعمل المنتج، والإسهام في تحقيق الرخاء الاقتصادي لأنفسهم ومجتمعهم، ما يعمق من ارتباط الشباب بمجتمعهم ووطنهم».

وأوضح أن «التمكين سينمي الحماسة لدى شباب الوطن بمسيرة مجتمعهم، والقضاء على أي شعور بالتهميش أو الإحباط، ويتيح لهم الانفتاح على العالم، وإرساء دعائم نموذج رائد في الإمارات، للدور الوطني الحقيقي للشباب، في مسيرة المجتمع والدولة».

ولفت إلى أن «الوزارة تطلق في سبيل ذلك الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب، التي تؤدي إلى وحدة الفكر وتكامل الجهود، وتمثل إطاراً للعمل الشامل، وتعكس رؤية مشتركة للمجتمع، وستحتوي على تحديد واضح وتفصيلي لعلاقة الشباب بمجتمعهم، ولدورهم ومكانتهم في تحقيق أهداف الوطن».

وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أنه «سيتم من خلال الاستراتيجية الاتفاق على قيم ومبادئ وأهداف أساسية في قضايا الشباب واحتياجاتهم وآمالهم وطموحاتهم، وقد حددنا الشباب بأنهم سكان الدولة بين أعمار 15 و34 سنة، أي ما يعادل نسبة 45% من المواطنين».

وتابع: «سننفذ إلى جانب الاستراتيجية خططاً تنفيذية تشمل الآليات التنظيمية المناسبة لإدارة شؤون الشباب في الدولة بصورة فاعلة، وسنتبنّى حزمة مبادرات وبرامج بهدف تنميتهم، وتحديد الأدوار المتعلقة بمؤسسات الدولة والمجتمع، بصورة تحقق حراكاً وطنياً مهماً لرعاية الشباب وتعزيز دورهم المجتمعي».

وأكد أن «الشباب أنفسهم سيتم الاعتماد عليهم في إعداد الاستراتيجية، وسنأخذ اهتماماتهم وطموحاتهم في الاعتبار، ونفذنا وننفذ في سبيل ذلك عدداً من اللقاءات مع مؤسسات وفعاليات عدة في المجتمع».

وتابع: «ستتم دراسة هذه المجالات، وتحديد استراتيجيات التعامل معها، في إطار عدد من العوامل والقيم السائدة في المجتمع الإماراتي، مثل مكانة الدين الإسلامي الحنيف في حياة الشباب والمجتمع، ودور المرأة، والعادات والتقاليد والتراث الوطني، واستشراف الأوضاع الاقتصادية في الدولة والعالم، والتنسيق في أدوار الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، والتركيبة السكانية، والعلاقة بين المواطنين والمقيمين».

فضاء إلكتروني

واعتبر الناشط الإلكتروني المدون الإماراتي، إبراهيم بهزاد، أن «تجربة الإمارات مع التنظيمات المتطرفة فكرياً، أسهمت في رفع مؤشرات الوعي لدى شرائح كبيرة من المجتمع، بحجم المخاطر التي كدنا نقع فيها، فزاد التواصل بيننا ــ كمغردين ــ وبين طلبة الجامعات والمدارس، من خلال وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة، لنشر الفكر المعتدل، وتنبيه الجيل الجديد بمخاطر الأفكار السلبية».

وقال بهزاد: «قبل عامين، وتحديداً مع ذروة نشاط التنظيم السري إلكترونياً، قوبلت دعوتي للفكر الوسطي المعتدل ونبذ التطرف، بحملة شرسة من أعضاء في التنظيم على الإنترنت، لم تخلُ من التجريح والإهانة»، مضيفاً: «ينبغي على كل شخص وطني أن يحرص على زيادة جرعات الوعي لدى فئات المجتمع كافة، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، فهذا واجب علينا، كما ينبغي التصدي لحملات التشوية الإلكترونية التي تحدث بين حين وآخر».

وتابع: «من خلال وجودي على مواقع التواصل الاجتماعي، توصلت وأصدقائي إلى أن كثيرين يروّجون لأفكارهم المتطرفة، وكان كل منهم ينشئ أكثر من حساب إلكتروني، تصل في بعض الأحيان إلى 10 حسابات، وينسبون لأنفسهم أسماء قبائل وعائلات معروفة لترويج أفكارهم، بينما يتيح تتبع هذه الحسابات اكتشاف أنها وهمية ولشخص واحد، وهدفها فقط الإساءة وبثّ الأخبار والأفكار المغلوطة».

مؤشر الأمان والرخاء

احتلت‭ ‬الإمارات‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬عربياً‭ ‬والخامسة‭ ‬عالمياً،‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬«مستويات‭ ‬الرضا‭ ‬عن‭ ‬المعيشة»،‭ ‬ضمن‭ ‬تقرير‭ ‬امؤشر‭ ‬الرخاء‭ ‬العالميب،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬ليغاتوم‭ ‬البريطاني‭ ‬للعام‭ ‬2014،‭ ‬الصادر‭ ‬مطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬إذ‭ ‬صنفت‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬عينة‭ ‬أدلت‭ ‬بآرائها‭ ‬في‭ ‬استبيانات‭ ‬وزعت‭ ‬عليها‭.‬
وعبر‭ ‬92‭ ‬%ممن‭ ‬شملتهم‭ ‬الاستبيانات‭ ‬عن‭ ‬أنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بالأمان‭ ‬المطلق‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬عبر‭ ‬90‭ ‬%من‭ ‬العينة‭ ‬ذاتها‭ ‬عن‭ ‬رضاهم‭ ‬بالمستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬الذي‭ ‬توفره‭ ‬الدولة،‭ ‬فيما‭ ‬صعد‭ ‬ترتيب‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬المحور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمؤشر‭ ‬من‭ ‬المرتبة‭ ‬13‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬إلى‭ ‬المرتبة‭ ‬10‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الادخار‭ ‬الإجمالي‭ ‬المحلي‭.‬

للإطلاع على المساعدات الإنسانية والخيرية الإماراتية شملت أكثر من 10 دول ، يرجى الضغط على هذا الرابط.

 

تويتر