توقع ألا يحمل أكثر من توترات 2014

فوكوياما: 2015 لن يكون أكثر سوءاً من العام الجاري

فوكوياما قدم عرضا تحليليا لمجرى الأوضاع السياسية على مستوى العالم. تصوير: أشوك فيرما

توقع المفكر السياسي، فرانسيس فوكوياما، ألا يكون عام 2015 أكثر سوءاً من عام 2014، وأنه لن يحمل أكثر من التوترات التي شهدها العالم الجاري، مؤكداً أنه لا مصلحة أميركية لصناعة تنظيم «داعش»، وأن من يتبعه من الشباب المسلم يفعل ذلك بسبب فقدانه الانتماء لأي هوية وطنية جامعة تعبر عن طموحاته ومطالبه الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وقال فوكوياما، في عرضه التحليلي لمجرى الأوضاع السياسية على مستوى العالم، خلال الجلسة الأولى للمنتدى الاستراتيجي العربي الذي عقد في دبي، أمس، إن «نجم داعش سيبدأ بالأفول تدريجياً، لأنه غير مدعوم من أي قوى إقليمية أو دولية، باستثناء استخدامه من قبل بعض الدول، لتنفيذ بعض المصالح المرحلية الضيقة، لكنها ليست بكل الأحوال علاقات طويلة الأمد يمكن أن تمده بمقومات البقاء».

شاشات عرض عملاقة في المنتدى

عرضت مؤسسة «تومبسون ــ رويترز»، وكالة الأنباء العالمية، نتائج دراسة أعدتها عن العالم من الناحية الاقتصادية والسياسية، على شاشات عملاقة خلال المنتدى الاستراتيجي العربي، أمس، ومن أبرز النتائج في الدول العربية التي أجريت عليها الدراسة، كان لليمن والأزمة التي تواجهها، القتال والجدل السياسي، إذ إن الدراسة خلصت إلى أن احتمال حدوثه يصل إلى 80%، إضافة إلى توقعات استمرار حكم بشار الأسد في سورية خلال العام المقبل، وخلصت الدراسة إلى أنه وارد الحدوث بنسبة 80%، ومعدل تأثيره في العالم والمنطقة العربية يصل إلى سبعة من 10. وأظهرت الشاشات نتائج الدراسة في دول حول العالم مثل الهند، إذ إنها ستبدأ مرحلة طويلة الأمد من النمو الاقتصادي الثابت والمتواصل في الناتج المحلي، إضافة إلى أن الصين لن تواجه أي تغييرات رئيسة في السياسات المصاحبة للاستثمارات الأجنبية في 2015.

وأضاف أنه «لا يمكن تجاهل المطالب الاقتصادية للفئات والقوى المجتمعية المطالبة بالمشاركة السياسية، التي حاولت إيصال صوتها إلى أصحاب القرار في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، نتيجة حرمانها من مقومات الحياة الكريمة اللائقة».

وتناول فوكوياما أربع مناطق أساسية في العالم، تشكل بنموذجها السياسي والاقتصادي صورة الوضع السياسي، والتي من خلالها يمكن التنبؤ بما سيكون عليه العالم خلال العام المقبل، وتتضمن الصين وروسيا ومنطقة الشرق الأوسط والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ولفت إلى الدور السياسي الصيني على سبيل المثال في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي نشبت في عام 2008، وكذا السياسة الروسية في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي، ونزوعها مجدداً لاسترجاع دورها القيادي كقوة عظمى، عبر محاولات فاشلة في إعادة جمهوريات السوفييت إلى الحكم الروسي.

وخلص إلى أن عام 2015 لن يأتي بأي مفاجآت أو تطورات سلبية أو صادمة، وذلك بفعل التوازن الذي يغلب على السياسة الدولية في التعامل مع كل الملفات الشائكة والساخنة المحلية والعالمية.

وتابع فوكوياما: «الإدارة الأميركية، بحكم تاريخ الولايات المتحدة، وتجربتها السياسية التي تنطلق من مرتكزات تقوم حكم المؤسسات والقانون، فإنها تذهب إلى دول مثل العراق، وتبدأ في تشكيل مؤسسات ديمقراطية، قبل أن تنتبه إلى أن تلك الدولة تحتاج أولاً إلى خبرة بناء المؤسسة نفسها، قبل أن تكون مؤسسة ديمقراطية».

وأكد أن تراجع أسعار النفط ستؤثر بشكل سلبي في الوضع الاقتصادي في العالم كله خلال السنوات المقبلة، لافتاً إلى أنه بالنسبة للاستقرار السياسي وتحقيق الديمقراطية في دول الشرق الأوسط، فإن الطرف الأقوى والأبقى سيكون الذي يوفر المطالب والاحتياجات الاقتصادية للشعوب.

نهاية التاريخ

 

اعتبر المفكر السياسي، فرانسيس فوكوياما، أن هناك سوء فهم جوهرياً لمعنى السؤال الذي طرحه ووضعه عنواناً لكتابه الشهير «نهاية التاريخ»، موضحاً أن المجتمع الزراعي لا يمكن أن ينتهي بمرحلة الشيوعية ــ كما قال المفكر الشيوعي كارل ماركس ـــ بل بحقبة الديمقراطية الليبرالية التي تسبقها. كما أوضح أن سؤاله كان حول ما إذا كان تحقيق ذلك عالمياً أم لا، وأن الجواب الحالي لهذا السؤال غير معروف برأيه، لأن تطبيق النموذج الديمقراطي الغربي والأوروبي لا يمكن أن يعمم على بقية دول العالم، نظراً لاختلاف الظروف والأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي أدت إلى الوصول إلى الديمقراطية في تلك الدول.

تويتر