«عبيدة»: لا توجد مهن «للرجال فقط»

«عبيدة» تعمل مندوبة معاملات منذ عام 1976 وتتقن الزراعة والأعمال التراثية اليدوية. تصوير: مصطفى قاسمي

ترفض المواطنة الستينية، عبيدة بلال الشحي، عبارة «للرجال فقط»، وسعت كثيراً لاقتحام مجالات عمل معروف عنها تقليدياً أنها للرجال، وآخر ذلك سعيها للعمل مندوبة للمعاملات.

تعوّدت الشحي، التي كرّمها أخيراً مكتب عمل الشارقة التابع لوزارة العمل كأول إماراتية تعمل مندوبة في الدولة، العمل في مهن الرجال، فاتجهت برفقة والدها الغواص إلى مهنة الغوص، ورافقته في رحلاته البحرية، وأجادت حِرفاً يدوية بحرية كصناعة «القرقور» وغزل «الليخ»، إضافة إلى حرف يدوية تراثية متنوّعة، وكانت من بين اللواتي التحقن بأول دفعة تمريض في إمارة الشارقة.

وقالت الشحي لـ«الإمارات اليوم» إنها «تحرص منذ صغرها على إتقان الحِرف اليدوية، واقتحام المهن التي كانت تندرج تحت نمط (للرجال فقط)، الأمر الذي تجسّد بوضوح في مرافقتي لوالدي في سن التاسعة إلى رحلات للغوص، حيث تعلمت على يده أساسيات الغوص، كما أجدت على يديه حرفاً يدوية بحرية كصناعة (القرقور) وغزل (الليخ) المستخدمين في صيد الأسماك».

وقالت الشحي عن العمل كمندوبة: «إن ذلك جاء لإثبات قدرتي على العمل كامرأة إلى جانب الرجل، وفي الوقت نفسه إنهاء معاناة نساء تحول ظروفهن الاجتماعية دون القدرة على القيام بذلك، وقد لمست ذلك فعلاً، وقد كانت أول معاملة قمت بإنجازها لامرأة مُسنة منعتها ظروفها الصحية من الذهاب إلى إحدى المؤسسات الحكومية لإنهاء معاملتها».

وأضافت: «لقد لعب التشجيع الكبير الذي حظيت به من الأهل وأفراد المجتمع دوراً كبيراً في استمراري في هذه المهنة، منذ عام 1976، لاسيما بعد أن حصلت على ترخيص مزاولة هذه المهنة بشكلٍ رسمي في عام 2003، وأخيراً نجحت في افتتاح مكتب خاص في الشارقة لمتابعة المعاملات باسم (التميز)».

كذلك تمارس الشحي مهنة الزراعة وتربية الحيوانات في «العزبة» التي تمتلكها، فضلاً عن حديقة منزلها التي فازت بمسابقة أجمل حديقة منزلية لبلدية مدينة الشارقة في دورتها الـ11، تحت شعار «حديقتي شارقتي».

وللعام الثالث على التوالي تواصل المواطنة عبيدة بلال الشحي، احتفالها السنوي باليوم الوطني، وذلك من خلال استقبالها اليومي لزوّار قريتها التراثية المصغّرة.

 

تويتر