بتوجيهات من رئيس الدولة

وصول جرحى عراقيين إلى الإمارات لتلقي العلاج

صورة

وصل إلى أبوظبي عدد من المرضى والجرحى العراقيين المدنيين لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

مفخّخات بين البيوت

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/8ae6c6c549d826350149f26369370675.jpg

قال الطفل سبهان رائد صالح، وهو من منطقة الضلوعية، ويبلغ ست سنوات، إنه كان يلعب مع الأطفال خلف بيته، ليفاجأ وبقية الأطفال بسقوط قذيفة مدفعية هاون عليهم، تسببت في إصابتهم بكسور في المفاصل. وأشار المصاب أحمد إسماعيل خليل، وعمره 26 سنة، وهو من محافظة ديالى، إلى تعرضه لإصابة بعد انفجار إحدى السيارات المفخّخة في قريته، ما تسبب في فقدانه جزءاً من جمجمته ودماغه.

وأكد أن المفخّخات والألغام تنتشر في كثير من المدن العراقية، خصوصاً بين المجمعات السكنية والشوارع والأسواق، وتتسبب في مقتل كثير من المدنيين وجرح وإصابة آخرين بالبتر والتشوهات، وفقد بعض أعضاء الجسم.

ويأتي وصول الجرحى والمرضى العراقيين في إطار المبادرة الإنسانية لصاحب السمو رئيس الدولة، وتأكيداً على ما يربط الشعبين الإماراتي والعراقي الشقيقين من علاقات وثيقة، وامتداداً للجهود الإنسانية التي تبذلها الدولة منذ تفاقم الأوضاع في العراق، للحد من معاناة العراقيين، وتحسين ظروفهم الإنسانية.

ويعاني العديد من الجرحى إصابات كالعجز الجزئي، وبتر في بعض الأعضاء، وفشل في نخاع العظم، وتشوّهات نتيجة للأحداث الدائرة في العراق حالياً.

وتتابع قيادة الدولة تطورات الأحداث في العراق بقلق شديد، نظراً لتداعياتها المأساوية على مختلف قطاعات الشعب العراقي الشقيق، الذي عانى كثيراً من ويلات النزاعات والأزمات.

وتقوم الإمارات بدور إيجابي تجاه الشعوب التي تواجه أزمات أو نكبات، وتقدم لها الدعم، خصوصاً الشعوب الشقيقة منها، انطلاقاً من اهتمامها الدائم بجميع القضايا الإنسانية، وعلى رأسها قضية النازحين.

وبخصوص الجرحى والمرضى العراقيين، فقد حطت طائرة إماراتية، مساء أول من أمس، في مطار البطين، قادمة من مطار أربيل في إقليم كردستان العراق، وهي تحمل على متنها عدداً من المرضى والجرحى من أطفال ونساء ورجال، وكان في استقبالهم في المطار عدد من المسؤولين في الهيئات الطبية في الدولة، ومتطوعو هيئة الهلال الأحمر، الذين قدموا الورد للمصابين، إضافة إلى وجود سيارات الإسعاف التابعة لمستشفيات الدولة والمجهزة بأحدث المعدات والتجهيزات الطبية.

واستعدت مستشفيات الدولة لاستقبال المرضى والجرحى، وتقديم العلاج لهم، وجنّدت كوادرها التطوعية، كما كوّنت عدداً من اللجان للمتابعة والإشراف والتواصل الدائم مع الجرحى ومرافقيهم، وتوفير سبل الراحة لهم خلال وجودهم في الدولة.

وتم توزيع الجرحى والمصابين العراقيين على مستشفيات الدولة لتلقي العلاج، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة، وتسخير الإمكانات كافة لتوفير الرعاية الطبية العاجلة لهم، إلى جانب تقديم كل ما من شأنه أن يحدَّ من معاناتهم، ويسهم في عملية شفائهم، ويوفر سبل الراحة لهم ولذويهم ومرافقيهم خلال فترة إقامتهم في الدولة.

وثمّن الجرحى العراقيون مواقف الإمارات وقيادتها وشعبها، منوهين بهذه اللفتة الإنسانية، التي قالوا إنها ليست بغريبة عن صاحب السمو رئيس الدولة، ولا عن أهل الإمارات، داعين الله العلي القدير أن يحفظ سموه والشعب الإماراتي من كل سوء، ويديم الله عليهم نعمة الأمن والاستقرار.

وقال أحدهم، ويدعى جمال عبدالناصر، وعمره 17 سنة، وهو من منطقة الضلوعية، ومصاب بتهشم في جمجمته، إن مبادرة استقبال أبناء الشعب العراقي المصابين في هذه الظروف الحرجة، التي يمرّ بها، ليست غريبة على الإمارات، منوهاً بأن المواقف الأخوية للإمارات هي محل تقدير واحترام الشعب العراقي، خصوصاً أثناء الحرب.

وأعرب عن سعادته للعلاج في دولة الإمارات، وعن ثقته بأنه سيلقى كل عناية واهتمام، داعياً الله أن يمنَّ عليه وعلى إخوانه المرضى والمصابين بالشفاء، وأن يعودوا إلى وطنهم سالمين معافين.

ووجّهت فتاة عراقية، من محافظة ديالى، تدعى ملاك ماجد، وتبلغ 14 سنة، الشكر والتقدير إلى صاحب السمو رئيس الدولة، على مكرمته بعلاجها داخل دولة الإمارات، وأفادت بأن العديد من المصابين يعانون أمراضاً مزمنة، مشيرة إلى أن هذه المكرمة محل تقدير منها ومن عائلتها، داعية الله تعالى أن تكون في ميزان حسنات صاحب السمو رئيس الدولة وشعب الإمارات.

كما ثمّن والدها مبادرة سموه إلى علاج الجرحى العراقيين المصابين، واستضافتهم في الإمارات، وتوفير الخدمات الطبية اللازمة كافة لهم.

تويتر