أكد أنها واجهت تحديات التحولات السياسية والفكرية في المنطقة

أحمد بن طحنون: الخدمة الوطنية جسر الدولة إلى بر الأمان

أحمد بن طحنون في حوار مع المزينة خلال افتتاح المؤتمر. من المصدر

أكد اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، خلال افتتاح المؤتمر العلمي الدولي السابع لأكاديمية شرطة دبي تحت عنوان «الخدمة الوطنية.. حماية للحاضر وضمانة للمستقبل»، أن الخدمة الوطنية تعد الجسر الذي ستعبر خلاله الدولة إلى بر الأمان، متابعاً أن القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 2014 بشأن الخدمة الوطنية يعد خطوة استراتيجية مهمة تستند إلى اعتبارات وأولويات عليا من سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية ووطنية، وهذه الأولويات تشكل في مجملها الأجندة العامة للخدمة الوطنية والأهداف السامية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها على المديين القريب والبعيد، بما يضمن إعداد مواطن صالح ونافع، وبناء مجتمع متلاحم ومتماسك، ودولة قوية ومنيعة قادرة على المحافظة على مكانتها.

تطورات إيجابية

قال اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، انطلقت أخيراً الدفعة الأولى للخدمة الوطنية، وأثبتت هذه التجربة فعاليتها، وسيتم قريباً قطف ثمارها، لافتاً إلى التطور الإيجابي الواضح في سلوكيات المجندين وطريقة تفكيرهم، وسينعكس هذا التطور قريباً على الأسرة الإماراتية لنكون، بعد سنوات عدة، أمام مجتمع أكثر صلابة وتلاحم، وهذا يؤكد الجانبين الوطني والاجتماعي لهذا البرنامج الذي يطغى على الجوانب العسكرية أو الأمنية الأخرى، كما يؤكد تمسك الدولة بمسؤولياتها تجاه إعداد الشباب وتأهيلهم وتنمية قدراتهم ليكونوا قادة المستقبل وحملة راية الوطن والمدافعين عنه وعن ترابه.

وأضاف أن تحقيق هذه الأهداف يواجه تحديات كبيرة أنتجتها التحولات السياسية والأمنية والاستثنائية والخطرة التي تشهدها الساحة إقليمياً وعالمياً، وطالت بآثارها الكارثية أمن واستقرار الدول، وهددت مواطنيها وأضعفت النسيج الاجتماعي، ودمرت الموروث الحضاري فيها، لافتاً إلى أن الحكومة لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه التحديات بل بدأت باتخاذ خطوات جادة وحاسمة للتصدي لها ومن أهمها تطبيق برنامج الخدمة الوطنية الذي سيضمن في المقام الأول تعزيز قدرات الدولة الأمنية وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية وتمكينها من المحافظة على سيادتها وأمنها واستقرارها.

وأوضح أن الخدمة الوطنية تعد الجسر الذي ستعبر خلاله الدولة إلى بر الأمان، فالشباب الإماراتي جزء من شباب الوطن العربي الذي طالته رياح العولمة وعصفت به التحولات الفكرية والثقافية والمعرفية، وأثرت بدورها في ثقافته وهويته الوطنية وعاداته وتقاليده، وغيرت بعضاً من سلوكه ولا ننكر جهود الحكومة المتواصلة للحفاظ على الهوية الوطنية من التأثيرات الخارجية التي من شأنها إضعاف ارتباط المواطن بأسرته ومجتمعه ووطنه، لذا بادرت القوات المسلحة وبالتعاون مع الجهات الأمنية الأخرى إلى تنفيذ برنامج الخدمة الوطنية انطلاقاً من ولائها لله والوطن ورئيس الدولة، وباعتبارها درع الوطن وحصنه المنيع، واستناداً إلى خبرتها العريقة في تنمية الولاء والانتماء والتضحية للوطن وقياداته.

وأكد أن الخدمة الوطنية منظومة متكاملة تسعى إلى حماية شباب الوطن وتحصينهم ضد التيارات الفكرية الهدامة والتطرف الديني الأعمى الذي بات يهدد بآثاره الخطيرة كل المجتمعات بلا استثناء، لذا ركزت على الجانب الوجداني والمعرفي والبدني للمجندين، بهدف إعداد أجيال تنطلق من مبدأ وتنتهي بغاية، أجيال قوية واعية ومثقفة تستنشق الوطنية وتعرف معنى المسؤولية، أجيال لديها رؤية واضحة مستمدة ومتوافقة مع رؤية الدولة، وتسير جنبا إلى جنب قيادتها لرفع الوطن وتقدمه وازدهاره.

إلى ذلك، قال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إن حماية الدولة، والمحافظة على مكتسباتها، واستمرار مسيرتها في طريق التقدم والريادة والتميز، وتحقيق أعلى معدلات النمو، تتطلب أن تكون الخدمة الوطنية فرض عين على كل شاب إماراتي، بما يحفظ مكتسبات الوطن، ويصون أمنه الداخلي والخارجي، مشيراً إلى أن أهمية الخدمة الوطنية لا تقف عند هذا الحد، لكنها، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «ترسخ قيم الولاء والانتماء لدى شريحة الشباب، كما تزرع روح النظام والانضباط والتضحية فيهم، بما يمكنهم من خدمة الوطن على أفضل وجه».

وأضاف أن الخدمة الوطنية بما تغرسه في الشباب من انضباط وتدريب، ولياقة بدنية، واحترام القانون، وتقدير والاعتماد الذات، والتعود على البذل والعطاء، تسهم إسهاماً فاعلاً في خلق جيل واعد وواثق، يكون قادراً على تحمل المسؤولية، ويكون قد ملك مقومات الشخصية القيادية، بما يجعله يسير بخطى واثقة لتحقيق المزيد من العطاء للوطن. وقال المزينة «لعل هذا القانون الذي يعد إنفاذاً لروح ونص المادة 43 من دستور الدولة، التي تنص على أن (الدفاع عن الاتحاد فرض مقدس على كل مواطن، وأن أداء الخدمة العسكرية شرف للمواطنين نظمه القانون)، يمثل أسمى تعبير عن هذه المادة، فهو يوفر الجاهزية الدائمة للدفاع عن الوطن في وجه الأخطار والتحديات أياً كانت، وهو يجعل الخدمة الوطنية واجباً مقدساً، وفي الوقت ذاته هي شرف لكل من يظفر بها، فهي في الحياة عزة وكرامة، وعند الممات فخر وشهادة».

تويتر