طلاب في «التقنية العليا» يبتكرون «خرسانة» من مواد معاد تدويرها

تمكّن فريق من طلبة قسم الهندسة المدنية في كلية دبي التقنية للطلاب، من تصنيع «مادة خرسانية» شديدة الصلابة، من مواد معاد تدويرها، يمكن استخدامها في صناعة الأبنية والجسور بكفاءة عالية، وجودة تضاهي الخرسانات التقليدية.

ووفقاً للطالب طارق محمد، الذي تحدّث لـ«الإمارات اليوم» نيابة عن فريق العمل، فإن المادة الخرسانية التي ابتكروها، صُنعت من مواد صديقة للبيئة، كانت عديمة الفائدة قبل أن يستخدموها في صناعة هذه المادة، مشيراً إلى أن «أهم ما يميزها أن كُلفة صناعتها أقل بكثير من الخرسانة التقليدية المستخدمة في عمليات البناء المختلفة».

وأضاف أن «الفريق المكوّن من طلبة في السنة الرابعة من دراستهم بكالوريوس الهندسة المدنية، يعمل على صناعة نماذج مختلفة لهذه المادة الخرسانية المكوّنة من مواد مطاطية معاد تدويرها، للوصول إلى النموذج الأمثل، وعرضه ضمن المشروعات الطلابية المتميزة، التي يقدمها طلبة كليات التقنية العليا، خلال دراستهم مبادئ التعلم بالممارسة».

وطالب طارق برعاية اختراعهم وتنفيذه على مستوى الدولة، للاستفادة منه في أعمال البناء المختلفة، كونه يوفر كثيراً من المال، وبجودة أعلى بكثير من أنواع الخرسانة الأخرى، واعتبر ما توصل إليه هو وزملاؤه ثمرة النظام التعليمي المتطوّر الذي تطبقه كليات التقنية العليا، وتدعمه الدولة، مؤكّداً قدرتهم على المنافسة في سوق العمل بقدرة وكفاءة عاليتين.

وأوضح أن «المادة المعادة التدوير، التي تم استخدامها في تنفيذ الخرسانة الجديدة، متوافرة في الأسواق، وأن آلية التصنيع لن تكون صعبة على أي مصنع، لأنها ستنفذ من خلال دليل صناعي سيقوم الطلبة بوضعه بعد الانتهاء من المراحل الكاملة للبحث».

وقال مدير كليات التقنية العليا في دبي، الدكتور سعود الملا، إن «الفريق الطلابي استطاع الوصول إلى طرق متقدمة لتصنيع خرسانة مطاطية عالية الجودة، من مواد معادة التدوير من مواد أولية متوافرة في الأسواق»، لافتاً إلى أن «البحث العلمي للطلبة حول ذلك المشروع حصل على دعم من إدارة الكليات، لتحفيزهم على مواصلة العمل للوصول إلى نموذج مثالي لهذه المادة، خلال الأيام القليلة المقبلة».

وأوضح الملا أن «فريق طلاب الهندسة المدنية في كلية دبي التقنية طبّق مبادئ التعلم بالممارسة في الدراسة والبحث العلمي، بما يتواءم مع أصول المنهاج الذي تتبناه كليات التقنية العليا، الأمر الذي يساعد الطالب على البحث العلمي بيسر، وإجراء الاختبارات للأفكار المطروحة في أجواء من التعاون بين الطالب والمدرس وإدارة الكليات».