تعيد ملامح الوجوه المشوّهة.. وتصنـع أيادي وأرجلاً وعيوناً تعويضية

أشواق تتخصص فـي نحت الأعضاء البشرية لضحايا الحوادث

صورة

كرّست صاحبة مركز «أمنيتي» لنحت الأطراف الاصطناعية، أشواق الهاشمي، حياتها لمساعدة الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم نتيجة حوادث أو أمراض، بهدف تخفيف آلامهم، موضحة أنها افتتحت مركزاً متخصصاً في تقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين يعانون نفسياً جراء فقد أحد أطرافهم، ونجحت خلال عامين في مساعدة أكثر من 300 شخص، وتزويدهم بأطراف اصطناعية، بعدما افتتحت مركزها الخاص عام 2012، من خلال حاضنات أعمال مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة كأول نحاتة مواطنة.

وروت الهاشمي لـ«الإمارات اليوم» قصة افتتاح «أمنيتي» قبل عامين، قائلة إنها تعمل في مستشفى راشد في دبي، في مجال الأطراف الاصطناعية، لذا فكرت في افتتاح مركز لنحت الأطراف التعويضية، لمساعدة أكبر عدد من الذين يعانون فقد أطرافهم إما نتيجة المرض أو الحوادث.

وأضافت «قدمت دراسة المشروع إلى مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة قبل أربع سنوات، إلا أنهم رفضوا المشروع بسبب عدم وجود دراسة سوقية للمقارنة ومعرفة مستوى نجاح المركز، أو حجم الطلب على الخدمة التي سيقدمها».

وأشارت إلى أنها بعد أن استقالت من مستشفى راشد اتصل بها ممثل المؤسسة ليبلغها أن ملف مشروعها لايزال قيد الدراسة، وأنها يجب أن تتقدم بدراسة جدوى للمشروع، متابعة «فوجئت باتصالهم، يقترحون عليّ أن أستكمل الأوراق والدراسة السوقية للمشروع لتقديمه إلى اللجنة المختصة».

صندوق «أمنيتي»

قالت صاحبة مركز «أمنيتي» لنحت الأطراف الاصطناعية، أشواق الهاشمي، إنها أنشأت صندوق «معك» لتغطية تكاليف تركيب الأطراف الاصطناعية للذين لا يملكون المقدرة المالية، مضيفة أنهم يرسمون لوحات تشكيلية، ويصنعون مجسمات صغيرة لبيعها والاستفادة من ريعها في الصندوق.


طفل فقد عينه

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/225954.jpg

أفادت صاحبة مركز «أمنيتي» لنحت الأطراف الاصطناعية، أشواق الهاشمي، بأنها تألمت كثيراً عندما حضر طفل لم يكمل عاماً بصحبة أهله واكتشفت أنه فقد عينه في الحضانة، فصنعت له عيناً اصطناعية، ولاتزال تتابع حالته منذ نحو 15 عاماً، لتغيير العين مع نمو جسده لتتناسب ومحجر العين، لكي لا يصاب بضمور أو التهابات.

وأوضحت أنها عملت على الدراسة لمدة عام كامل في 2011، إلا أنها واجهت صعوبات مالية لتوفير مكان مناسب لممارسة هذه المهنة بظروف مناسبة، مضيفة أن المؤسسة قبلت المشروع في حاضنات الأعمال، ووفرت مكاتب مناسبة بإيجارات أقل من المعتاد لاستيفاء الشروط، وتم افتتاح المركز في 2012.

وأكملت الهاشمي أنها كانت تملك قاعدة بأسماء 30 مريضاً كانوا يراجعون معها في مستشفى راشد، خصوصاً أنهم أرادوا أن يستكملوا العلاج بالطريقة التي بدأوا بها، وتعلم احتياجاتهم كاملة، مضيفة «يجب أن أتابع المريض فترة من الزمن لمعرفة ما إذا كانت الأطراف الاصطناعية مناسبة له أم لا، وفي بعض الأحيان يمكن أن أتابع حالته مدى حياته لاستبدال الأطراف».

وذكرت «بعد أن افتتحت المركز ازداد عدد المراجعين، وفي أحيان كثيرة كانوا يسوّقون إلى المركز داخل وخارج الدولة، إلى أن أصبحوا 120 مراجعاً في السنة الأولى»، مضيفة أن أحد المراجعين أعلن عن المركز في إذاعة الكويت، لوجود أشخاص كثر يستفسرون عن العلاج، بحسب وصفها.

وأضافت أن مركز «أمنيتي» يستقطب عدداً كبيراً من المراجعين على مستوى الخليج، لافتة إلى أن السعودية لديها الخدمة ذاتها، إلا أن عدداً كبيراً من السعوديين يراجعون «أمنيتي»، بعدما وصل إلى مرحلة جيدة من تقديم الخدمات.

وأكملت أن مركز «أمنيتي» يتابع أكثر من 300 مراجع حالياً، ويقدم خدمات لكل أعضاء الوجه، واليد، والثدي، والقدم، إضافة إلى الأصابع، ومعظم هذه الأعضاء تجميلية يتم تصنيعها في المركز منذ بداية مراجعة المريض إلى تركيب العضو الاصطناعي دون الاستعانة بخبرات خارجية.

وشرحت الهاشمي أن الأعضاء يتم صنعها باستخدام مادتين أساسيتين، السيليكون والأكريليك. وأضافت «يجب أن نتابع حالات المرضى الذين يراجعوننا لتغيير الأطراف الاصطناعية، وقد يتغير شكل الوجه إذا تمت إضافة أي جزء له، أو قد يعاني المريض ضموراً في محجر العين إن توقف عن المراجعة ولم يغير حجم العين الاصطناعية، ليتناسب والمراحل العمرية، لافتة إلى أن الأشخاص الذين فقدوا أعضاء بسبب الأمراض أو أي سبب آخر يتعرضون إما للضرر النفسي أو الصحي.

وتابعت الهاشمي أن المركز يقدم خدماته بالتعاون مع هيئة الصحة في أبوظبي، خصوصاً للمواطنين، ما يساعد في تقليل كلفة العلاج، ويستطيع المريض مراجعة المركز بانتظام، مضيفة أن كلفة العلاج للمرضى الذين فقدوا أعضاءً تصل إلى 90 ألف درهم في الخارج، مع احتساب كلفة السفر والإقامة في الخارج، إلا أنه يمكن اختصار هذه التكاليف إلى النصف بوجود مركز «أمنيتي».

ووصفت دخولها المهنة بـ«المصادفة» بسبب ندرتها، موضحة أنها حصلت على وظيفة مؤقتة أثناء دراستها، إذ إنها حصلت على وظيفة إدارية كمساعد علاج طبيعي في مستشفى راشد، وعملت في هذه الوظيفة لمدة ثلاث سنوات، إلى أن تعرفت بمتخصص في تصنيع الأطراف الاصطناعية لديه معمل صغير، ويستقبل حالات قليلة للعيون، وفقد الأصابع واليد، واستئصال الثدي.

وأضافت «انضممت إلى معمله لأساعده في الترجمة للمراجعين من الإنجليزية إلى العربية، وفي بعض حالات النساء التي تتطلب وجود امرأة في المعمل، لضمان راحة المراجعات في أخذ القياسات اللازمة»، مضيفة أنها أحبت العمل في المعمل، وتعلمت الحرفة أكثر.

وأوضحت أنه لا توجد دراسة جامعية متخصصة لصناعة الأطراف الاصطناعية، إذ إن معظمهم نحاتون وفنانون، دخلوا المهنة بعد أن تعلموا حرفة النحت، مضيفة أنها التحقت بدورات تدريبية عدة للحصول على شهادات في تصنيع الأطراف الاصطناعية، إلا أنها شهادات مشاركة وتعلّم جزئية فقط من الحرفة ككل.

وتابعت أنها عملت في مستشفى راشد أكثر من 12 عاماً في نحت الأطراف الاصطناعية للمراجعين، واستقطبت أكثر من 100 مراجع سنوياً، ومتابعة أعداد أكثر من الذين استفادوا من الخدمة، إلا أنها تركت العمل في المستشفى وتفرغت للعمل في القطاع الخاص.

تويتر