مواقع إلكترونية تحذِّر من شتاء لم تشهده المنطقة منذ 40 عاماً

«الأرصاد»: تعرُّض الخليج لأعاصير وأمطار شديدة «مجرد تخمينات»

«الأرصاد» تؤكّد أنه لا يمكن الوثوق بالنماذج العددية التي تحاكي تغيرات الطقس لفترات فصلية. أرشيفية

اعتبر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في الدولة أن ما تداولته بعض صفحات ومواقع الأرصاد على شبكة الإنترنت، حول احتمال تعرض منطقة الخليج لأعاصير وأمطار شديدة جداً خلال الشتاء القادم «مجرد تخمينات»، موضحاً أنه لا يمكن الوثوق بالنماذج العددية، التي تحاكي تغيرات الطقس لفترات فصلية.

يأتي ذلك على خلفية إطلاق عدد من مواقع الأرصاد، على شبكة الإنترنت، تحذيرات من أن الشتاء القادم في منطقة الجزيرة العربية وإيران سيشهد هطول أمطار غزيرة ليس لها مثيل منذ 40 عاماً، نتيجة تأثير الدورة الشمسية الـ24 التي بدأت العام الجاري، كما توقعت أيضاً الهيئة العامة للبيئة في الكويت أمطاراً بمعدلات عالية هذا الموسم.

لا علاقة لدورة الشمس بالطقس

أكد رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، محمد عودة، أن الربط بين الدورة الشمسية وحالة الطقس ليس له أي أساس علمي، مشيراً إلى أنه لا توجد أي علاقة بين حركة الشمس ودوراتها، وبين ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة وتغير المناخ.

وتفصيلاً، توقع الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، عبدالعزيز الشمري، هطول أمطار غزيرة هذا العام، لم يشهد لها مثيل منذ 40 عاماً على منطقة الجزيرة العربية وإيران، متأثرة بالدورة الشمسية 24 التي بدأت العام الجاري على الأرض، متوقعاً تأثر الرياض بسيلان وادي حنيفة وروافده، الذي ينبع من اللحيسية مروراً بالعيينة وسدوس إلى الدرعية وعرقة والحاير والخرج.

وتوقع مركز العاصفة، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حدوث انخفاض لدرجات الحرارة بمعدل من ثلاث إلى خمس درجات مئوية بعد 20 أكتوبر الجاري على دول الخليج العربي، فيما توقع منتدى طقس الجزيرة أن يشهد الشتاء أجواءً شديدة البرودة على منطقة الخليج، وإيران والعراق، وسيكون من بارد إلى بارد جداً على مناطق شمال ووسط الخليج العربي، ووسط شبه الجزيرة العربية، ومن المتوقع أن يشهد شهر يناير المقبل أجواءً شتوية باردة ورطبة.

في المقابل، أفاد المركز الوطني للأرصاد الجوية، بأن فصل الشتاء يبدأ مناخياً في ديسمبر وينتهي الأسبوع الثالث من مارس، مشيراً إلى أن المرتفع الجوي السيبيري يعتبر هو النظام السائد في هذه الفترة، ويمتد إلى منطقة الخليج العربي، وتصاحبه رياح شمالية غربية نشطة إلى قوية أحياناً يرتفع معها موج البحر، وتكون أحياناً أخرى شمالية شرقية مؤدياً لتدفق كتل هوائية باردة تنخفض معها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي على بعض المناطق، ليتشكل الصقيع أحيانا.

وأوضح المركز أن الدولة ستشهد تكرار تشكل الضباب على المناطق الساحلية والداخلية، وعلى المناطق الداخلية خلال شهر فبراير بوجه خاص، كما تتعرض المنطقة لمنخفضات عدة، مثل المنخفض الجوي الممتد من جهة البحر الأحمر والمنخفض الجوي المار من البحر المتوسط، وكذلك امتداد المنخفض الجوي من جهة الشرق، مشيراً إلى أن هذه المنخفضات تؤدى إلى سقوط الأمطار، وقد تكون مصحوبة بالبرق والرعد.

وحول توقعاته لفصل الشتاء القادم، أكد المركز أنه لا يمكن الوثوق بالنماذج العددية التي تحاكي تغيرات الطقس لفترات فصلية، لأن منتجات هذه النماذج تتغير من شهر إلى آخر ولا يمكن الاعتماد عليها.

وشدد على أن الحديث المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض مواقع الأرصاد على شبكة الانترنت حول احتمال تعرض منطقة الخليج لأعاصير وأمطار شديدة جداً خلال الشتاء القادم هي مجرد تخمينات، موضحاً أن الأعاصير لا تحدث عادة في فصل الشتاء إنما تكون إمكانية حدوثها في الفترات الانتقالية أي خلال الربيع والخريف.

وأشار المركز إلى أن الأخبار المنقولة من مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت لا تتسم بالصدقية، مشدداً على أن الجميع يعلم أن هذه الأخبار يتم تداولها بشكل واسع عن طريق الهواة، والبعض القليل الآخر له إلمام بعلم التنبؤات الجوية، لذلك فليس جميع ما ينقل من أخبار تتعلق بالأحوال الجوية صادقاً، فقد قام المركز مراراً بنفي كثير من هذه الأخبار المنقولة من مواقع التواصل الاجتماعي، والأهم من ذلك أن المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل هو المصدر الرسمي والوحيد في الدولة لإصدار النشرات الجوية، حيث تتم دراسة الأحوال الجوية عن طريق النماذج العددية الخاصة بالمركز والمخصصة لمحاكاة التغيرات الجوية داخل الدولة بدقة عالية الجودة.

تويتر