الأولى من نوعها في سجون العالم

224 عملية زرع أسنان لـ 54 سجيناً في الشارقة

9000 درهم كلفة زراعة السن الواحدة. من المصدر

كشف مدير إدارة المنشآت العقابية والإصلاحية في شرطة الشارقة، العقيد عارف محمد الشريف، عن أن فريقاً طبياً عالمياً في مجال زراعة الأسنان، أجرى 224 عملية زرع أسنان مجاناً لـ54 نزيلاً في سجون الشارقة، من إجمالي 2000 نزيل، وهي تعد الأولى من نوعها على مستوى سجون العالم.

16 نزيلاً يومياً

قال أحد أعضاء الفريق الطبي، الذي يجري عمليات زرع أسنان لنزلاء سجون في الشارقة، الطبيب المواطن خالد النمر، إن «إدارة السجون وفّرت عيادة أسنان مميزة للنزلاء، من أجل توفير أفضل حماية وأحدث طرق العلاج لأسنانهم»، مشيراً إلى أن «العيادة تعمل بشكل نشط وفاعل، وتجري الفحص الدقيق لـ16 نزيلاً يومياً على مدار خمسة أيام في الأسبوع، من الساعة العاشرة صباحاً إلى الثامنة مساءً».

وقال الشريف، في مؤتمر صحافي الخميس الماضي، إنه يتم حالياً إجراء فحوص لبقية السجناء، للكشف عن مدى حاجتهم لعمليات زرع أسنان، وتبين أن ليس بين السجينات من تحتاج إلى مثل هذه العملية، مشيراً إلى أن كلفة زراعة السن الواحدة 9000 درهم.

وأضاف أن عدد الأسنان التي تمت زراعتها لكل نزيل يراوح بين سن و14 سناً كاملة، موضحاً أن أعمار النزلاء المحتاجين إلى عمليات زراعة تراوح بين 20 و60 عاماً.

وأشار إلى أن نسبة عمليات زراعة الأسنان التي فشلت داخل سجون الشارقة للنزلاء لم تتجاوز 2%، وهي أقل من المعدل العالمي الذي يصل إلى 6%، عازياً ذلك إلى أن سجون الشارقة هي الوحيدة في العالم المحظور التدخين داخلها، كما تمنع استخدام أي نوع من أنواع المهدئات.

وأفاد الشريف بأن لجنة «أيادي»، التي تشكلت وفق اتفاق تعاون بين جمعية الشارقة الخيرية وشرطة الشارقة، هي التي تتحمل كلفة العمليات، لافتاً إلى أنه يتم توفير الخدمات العلاجية للنزلاء، وفق أفضل المستويات والمعايير العالمية، ويوجد طبيب عام وممرض على مدار الـ24 ساعة داخل السجون.

وذكر أن فكرة مشروع علاج الأسنان للنزلاء، بدأت في 22 فبراير 2011، بعد أن كان طبيب أسنان واحد يزور السجن مرة واحدة أسبوعياً، وكان يجد صعوبة في علاج كل المرضى، لذا وجدت إدارة المنشآت العقابية والإصلاحية أن طبيباً واحداً غير كافٍ لتغطية حاجات النزلاء، التي كانت تقتصر على الحشو والخلع وعلاج التهابات الأسنان، وتم توقيع اتفاق مع مستشفى الأسنان الجامعي التابع لجامعة الشارقة لعلاج النزلاء، لكنه كان مقتصراً على العلاج فقط من دون عمليات الزرع.

وبين أن الحملة تطورت بعد ذلك، بعد اكتشاف حالات عدة بين النزلاء تحتاج إلى عمليات زراعة أسنان، وتم التعاون مع المنظمة العالمية لزراعة الأسنان (أي سي سي أي) في نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، لإجراء العمليات للنزلاء.

وأشار إلى أن إجراء مثل تلك العمليات كان يتم مرة أو مرتين سنوياً، لكن حالياً يتم شهرياً، بحيث يأتي الفريق الطبي العالمي المتخصص مرة في كل شهر لإجراء الفحوص للنزلاء وإجراء العمليات اللازمة، وكذا متابعة الحالات التي خضعت لزراعة أسنان.

من جانبه، أكد رئيس الفريق الطبي العالمي المتخصص في زراعة الأسنان، رئيس المنظمة العالمية لزراعة الأسنان (أي سي سي أي)، البروفيسور جون سوزوكي، أن العمليات مجانية، وتعد الأولى على مستوى السجون في العالم، إذ لم يقم أي سجن بإجراء مثل تلك العمليات لنزلائه.

وأضاف أن فريقه الطبي يضم 43 طبيباً وممرضاً متطوعاً لدى المنظمة في نيويورك، بينهم طبيب إماراتي، ووصل عدد المتطوعين لدى المنظمة إلى 180 طبيباً، بينهم أطباء من الإمارات.

إلى ذلك، كشف أحد أعضاء الفريق الطبي المشرف العام على إجراء العمليات داخل سجون الشارقة، الدكتور سهيل حسيني، أن أكثر من 60% من سكان الدولة بحاجة إلى زراعة أسنان، بسبب فقدها في الحوادث، أو تناول كميات كبيرة من الحلويات، أو التدخين، وعدم الاهتمام بتنظيفها، أو تقدم العمر.

وأضاف حسيني أن نسبة نجاح عمليات زراعة الأسنان في الدولة تراوح بين 93 و96%، موضحاً أن زيادة نسبة الإصابة بالسكري والتدخين المفرط يعدان من أبرز أسباب فشل تلك العمليات.

وأكد أن المدة المطلوبة لإتمام عملية زراعة الأسنان تراوح بين سبع دقائق و20 دقيقة لكل سن، ويمكن زرع أسنان جديدة للمريض في فترة تراوح بين شهرين وستة أشهر.

تويتر