نقطة حبر

اللوازم المدرسية ومستقبل الثقافة الاستهلاكية

مع بداية كل فصل دراسي، خصوصاً الفصل الدراسي الأول، تعج المحال التجارية بمستلزمات المدرسة، بمختلف أشكالها وألوانها واستخداماتها، وهي فرصة لأولياء أمور الطلبة لتعزيز المفاهيم الاستهلاكية السليمة أو على العكس، فبالإمكان تربية أبنائنا على مفاهيم استهلاكية سليمة، تطور من سلوكهم الاستهلاكي، وبالتالي الادخاري، بتخصيص بعض الوقت قبل الخروج لشراء المستلزمات المدرسية في بداية كل فصل، وذلك بإعطائهم فرصة للقيام بكتابة قائمة باحتياجاتهم الفعلية من الأدوات واللوازم المدرسية، ثم مناقشة الطالب عن أهمية كل أداة كتبها في القائمة، وما إذا تم استخدامها في الفصل السابق أم لا، وعن مواصفات المنتج بغض النظر عن لونه أو شكله، يتم بعدها تحديد الميزانية اللازمة لشراء هذه الاحتياجات.

تأتي بعدها مرحلة مرافقتهم وتوجيههم خلال عملية التسوق، فنحن من نصنع مستهلكي المستقبل، وذلك من خلال التأكيد على الالتزام بالقائمة التي تمت كتابتها ومناقشتها مسبقاً، إلا إذا تم تذكر أحد المستلزمات الأساسية، وعند عملية الاختيار لكل سلعة تتم مناقشة مميزات ومساوئ كل اختيار، وتجربته إن أمكن.

وفي الوقت نفسه لابد من أن نرتقي بأذواق أبنائنا، وتوعيتهم باختيار المناسب واللائق لسنهم وجنسهم وثقافتهم، فنجد في كثير من الأحيان أن بعض المنتجات التي توجه للمستهلكين تتزين بشعارات غامضة أو غير لائقة، ولا تراعي ثقافتنا وهويتنا، ولا تلامسها من قريب ولا من بعيد.

يجدر بنا أن ندعو إلى تعليم الأبناء مهارة اختيار «الأجود من بين الأشياء الجيدة، وليس فقط الاختيار بين الجيد والسيئ»، قد ينظر البعض إلى هذا الأمر بعدم اهتمام، أو أنه مكلف مادياً، رغم أثره الكبير في تربية أبنائنا على المفاهيم الاستهلاكية مستقبلاً، لكن على المدى البعيد ستتضح الجدوى الاقتصادية لهذا الأمر على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، وإن كان لابد فلا أقل من أن نربيهم على اختيار السلعة الأفضل، وليس تلك السلعة التي تستهوينا للحظة ثم يكون مصيرها بعد فترة قصيرة مكب النفايات.

والمسؤولية الاجتماعية والوطنية للتجار والمستثمرين في بلادنا تحثهم على رد بعض الجميل لهذا البلد المعطاء، عن طريق المبادرة بإنتاج وتسويق أجود المنتجات، ومراعاة ثقافتنا وذوقنا العام.

خبيرة في شؤون التعليم

تويتر