مبتعثاً إلى «جامعة دالهاوسي» الكندية

الحاتمي يدرس الهندسة ليعلو «معمار الإمارات»

إبراهيم الحاتمي: المعمار الإماراتي أصبحت له هوية فنية في الأشكال والفراغات، وعلاقة الظل بالبيئة الصحراوية المحيطة، وهو امتداد لعلاقة الإنسان بالرمال، التي تعلّم كيف يشيّد عليها بيوتاً قوية، ويجعلها مكاناً حميماً.

يأمل المواطن الشاب إبراهيم محمد الحاتمي (23 عاماً)، أن يسهم فور تخرّجه، العام المقبل في تخصص الهندسة المدنية، في «مواكبة التطور العمراني للدولة»، الذي استلهم التراث المعماري العربي، واستفاد من بيئة الصحراء، ووضع كل ذلك في رؤية حديثة، ويؤكد أنه سيسهم في أن يكون للإمارات معمارها المتميز دائماً.

وهو يرى أن «المعمار الإماراتي أصبحت له هوية فنية في الأشكال والفراغات، وعلاقة الظل بالبيئة الصحراوية المحيطة، وهو امتداد لعلاقة الإنسان بالرمال التي تعلّم كيف يشيد عليها بيوتاً قوية، ويجعلها مكاناً حميماً قابلاً للحياة، في إطار دقيق من التكيف الإيجابي».

التحق الحاتمي بالدراسة في جامعة دالهاوسي بكندا، التي تعد واحدة من أقوى الجامعات الكندية في المجال الهندسي «الذي لا يتوقف عن التطور، لارتباطه بمناحي الحياة المختلفة».

وجد الحاتمي في تخصص الهندسة المدنية الطريق نحو تحقيق طموحه العملي، فمن خلاله يستطيع «دراسة وتصميم وتحليل المنشآت البشرية كالأبنية والأنفاق والمطارات وغيرها، ومن خلاله يستطيع وضع التصاميم الإنشائية للمخططات المعمارية، بما يطابق ويلائم المواصفات العالمية المتبعة، إلى جانب الإشراف على تنفيذها في الميدان».

يخصص الحاتمي أوقاتاً محددة للدراسة، مستفيداً من قوة لغته الإنجليزية، حيث أقام سابقاً في مدينة فانكوفر، قبل أن ينتقل إلى هاليفاكس.

أدرك الحاتمي في غربته، التي قضى منها ثلاثة أعوام، أهمية تحمّل المسؤولية والاعتماد على الذات، وكيفية التعامل مع الغرباء دون استهجان تصرفاتهم أو خلفياتهم، مهما بدت بعيدةً عنه، فضلاً عن الثقة الشديدة بالنفس وبقدراته. ويقول: «مازلت حتى اليوم أتعلم الكثير من غربتي المفيدة، التي منحتني خبرات عدة، ما كنت لأكتسبها في سنوات قليلة».

يحرص الحاتمي على أن يمثل بلده في الغربة خير تمثيل، ويكون الصورة المشرفة لها في كندا، لذلك يحرص على مراقبة نفسه ومحاسبتها باستمرار، الأمر الذي يظهر في شكل تصرفات إيجابية تعكس انطباعات جيدة، يلمس أثرها عند زملائه من مختلف الجنسيات.

ولعل أبرز مظاهر حرص الحاتمي على تمثيل الإمارات في الغربة، هو «المشاركة في المهرجان العالمي الذي تنظمه الجامعة سنوياً، وفيها يقدم باقة منوعة من المعلومات المتعلقة بالإمارات، التي تجسد تاريخها وعاداتها وتقاليدها، بالإضافة إلى مظاهر تطورها، كما يحث زوار المهرجان من الجنسيات المختلفة على زيارة الدولة والتعرف عن قرب إلى غنى قيمها وجمال عمرانها».

يقضي الحاتمي أوقات فراغه في لقاء أصدقائه وزملائه من المبتعثين المواطنين، ويحرصون مجتمعين على إعداد المأكولات التقليدية التي يسترجعون من خلالها ذكرياتهم، ويعوّضون بها حنينهم وفقدهم للتجمع مع أفراد أسرهم حول طاولة طعام واحدة.

يترقب الحاتمي بشغف كبير انتهاء عامه الأخير في «دالهاوسي» الكندية، ليعود حاملاً شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية، وهو يتطلع بشغف للعودة إلى الإمارات، ويقول إن «هناك الكثير من الأمور التي أفتقدها في الغربة، ولا أجد لها بديلاً، كتقبيل رأس والدي كل صباح، واللقاء يومياً مع أفراد الأسرة ورفقة الأصدقاء، بالإضافة إلى سماع صوت الأذان وصلاة الجماعة في المسجد».

تويتر