مُبتعثة من «التعليم العالي» إلى جامعة «إسكس» البريطانية

مريم تبحث عن حلم طفولة في «القانون الدولي»

تتطلع المواطنة الشابة مريم محمد الختال (20 عاماً) إلى العمل في قاعات المحاكم، وقد خطت أولى خطواتها نحو تحقيق الحلم بالالتحاق ببعثة دراسية عن طريق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى جامعة «إسكس» في المملكة المتحدة، لدراسة القانون الدولي. وشجعها على المضي قدماً في طريقها «قلة المواطنات الملتحقات بهذا التخصص، الذي يعدّ أحد أهم فروع القانون والذي ظهرت أهميته في العقود الماضية لتنظيم العلاقات بين الدول، وتعزيز التعاون في ما بينها، إلى جانب توفير دراسة هذا التخصص خيارات مهنية واسعة تفتح آفاقاً عملية متنوّعة»، وفقاً للختال، التي أشارت إلى أن «والدها لعب دوراً بارزاً في تشجيعها على دراسة هذا التخصص، وكذلك شجعها على خوض غمار الغربة من أجل تحقيق حلمها».

وترى مريم أن «إقبال المواطنات على التخصص في مجالات نادرة، مثل القانون الدولي، يوفر في الدولة تخصصات متنوّعة في المستقبل، ويتجاوب مع حاجة الإمارات إلى زيادة مهارات مواطنيها، والاعتماد عليهم في سوق العمل».

• مريم الختال:

إقبال المواطنات على التخصص في مجالات نادرة، مثل القانون الدولي، يوفر في الدولة تخصصات متنوّعة في المستقبل، ويتجاوب مع حاجة الإمارات إلى زيادة مهارات مواطنيها، والاعتماد عليهم في سوق العمل.

ونجحت الختال في تخطي صعوبات نظام الدراسة الجديد، إضافة إلى البحوث النظرية وطريقة الامتحانات، ما ساعدها على التأقلم أكاديمياً في ظل تلاشي صعوبات اللغة الدراسية (الإنجليزية) التي تتقنها، الأمر الذي أسهم في اجتيازها السنة الدراسية التي عادة تشكل الصعوبة الكبرى بالنسبة للطلاب، إضافة إلى حرصها الشديد على المثابرة والجد «فالنجاح بحاجة إلى الاجتهاد والإخلاص لضمان تحقيق الهدف، وعدم التفريط فيه مهما كانت الظروف».

وأسوة بالتأقلم الأكاديمي، نجحت الختال الطالبة في السنة الثانية تخصص القانون الدولي، في التأقلم الاجتماعي مع محيط المجتمع البريطاني من سكان وطلاب على حد سواء، ما أكسبها مهارات التواصل والتفاعل، وفرص تكوين صداقات جديدة وغنية في الوقت ذاته.

وتصف مريم غربتها في مدينة كولشستر البريطانية، بالتجربة المملوءة بالدروس الثرية، التي علمتها «كيفية الاعتماد على النفس والثقة بقدراتها، والحرص على مواجهة الصعوبات، والإصرار على تعديها مهما زادت التحديات، إضافة إلى إدراك مدى أهمية الانفتاح على الآخر واحترامه مهما تباينت خلفيته، سواء أكانت دينية أو ثقافية أو فكرية، ما جعلها شخصية اجتماعية لا تتوانى في التعرف إلى الآخرين والاحتكاك بهم، وأسهم في تأقلمها الاجتماعي بشكل كبير».

وتوّجت الختال تأقلمها الاجتماعي في صور عدة، لعل أبرزها «المشاركة في الاحتفالات والفعاليات التي تنظمها سفارة الدولة في العاصمة البريطانية لندن، ومنها تنظيم المنتدى البريطاني للروّاد، الذي يستهدف الطلاب الإماراتيين المبتعثين، إلى جانب زملائهم من البريطانيين الراغبين في فرص عمل بدولة الإمارات».

وأسهم نجاح مريم في تحقيق التأقلم الأكاديمي والاجتماعي على حد سواء، في التخفيف بشدة من «وحشة الابتعاد عن الوطن والأهل والأصدقاء»، وهي تستثمر أوقات فراغها مع صديقاتها في رحلات استكشافية في العاصمة البريطانية لندن، مستفيدة من تاريخها العريق وأكبر مدنها «ذات التاريخ العريق، واكتظاظها بالمسارح والمتاحف، فضلاً عن الأسواق والحدائق والمعالم البارزة».

وتترقب مريم بشغف كبير تخرجها بعد عامين في جامعة «إسكس»، وحصولها على شهادة البكالوريوس في القانون الدولي، لتحقق حلم الطفولة، وتثريه لاحقاً بمحطة أكاديمية ثانية، وحصولها على شهادة علمية عليا «الماجستير في القانون الدولي».

تويتر