«الرقابة الغذائية» أكدت أنها تهدم الثقة بالمنتج

حمّى المنافسة «تفسد» الأغذية

مدير الاتصال وخدمة المجتمع في الجهاز محمد جلال الريسي،

أكد مستهلكون وأصحاب بقالات أن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحة لنشر الشائعات والتحريض والمعلومات المغلوطة حول سلامة المنتجات الغذائية. وأرجع تجار انتشار الشائعات الغذائية بصورة كبيرة خلال الفترة الحالية إلى اشتداد حمى المنافسة بين التجار وشركات الاستيراد، واتباع بعضهم أساليب غير شريفة لتشويه سمعة المنافسين والسيطرة على السوق.

3 شائعات سبقت شهر رمضان

أكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تصديه باستمرار لفيض الشائعات الغذائية التي تتوالى بشكل موسمي، أو عشوائي، وتتعرض معظمها لمنتجات شركات عريقة، ولا يتحدد مطلق الشائعة دوماً، ولا سبب إطلاقها، ولكن تأثيرها يكون الإضرار بشركة منافسة، مشدداً على تعامله بمهنية عالية مع أي منتج، حرصاً على عدم إثارة البلبلة في المجتمع.

وتابع أن أفضل ما يمكن الاستدلال به هو آخر ثلاث شائعات غذائية تم تداولها منذ بداية رمضان حتى اليوم، وهي شائعة مشروب الفيمتو، وشائعة اللحوم المسرطنة وشائعة الدجاج الفرنسي، حيث خرج الجهاز على الفور بعد ورود نتائج تحليل العينات على المنتجات الغذائية لطمأنة المستهلكين.

وأشار الجهاز إلى انه سبق تلك الشائعات خلال هذا العام شائعة وجود مشتقات وشحوم خنزير في منتجات «المايونيز» والتوابل التي تستخدمها شركة «ماكدونالدز» في فروعها المختلفة الموجودة في أبوظبي، وشائعة أخرى كانت حول وجود مخاطر صحية في مانجو «ألفونسو» الهندية نتيجة إصابتها بذبابة الفاكهة.

وقد نفى الجهاز الشائعتين السابقتين جملة وتفصيلاً، بعد أخذ عينات منهما وإخضاعها للتحليل. ولفت الى أن أحدث الشائعات تعلقت بمنتجات «كادبوري» واحتمالية وجود مشتقات ودهن الخنزير ضمن مكوناتها، مؤكداً أنه جار تحليل عينات عشوائية من المنتج للتأكد من صلاحيته للاستهلاك.

وأوضح جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، انه يتيح قنوات عدة للتواصل مع الجمهور حول مختلف القضايا الغذائية ومنها الشائعات، بداية من مركز اتصال حكومة أبوظبي عبر الرقم المجاني 800555 مروراً بصفحة الشائعات الغذائية على الموقع الرسمي للجهاز، التي يتم تحديثها أولاً بأول، وصولاً إلى صفحات الإعلام الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية التي يتم رفدها بآخر المستجدات حول الشائعة الغذائية.

وأكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، أن الشائعات الغذائية تتعرض معظمها لمنتجات شركات عريقة، ولا يتحدد مطلق الشائعة دوماً ولا سبب إطلاقها، ولكنها قد تكون شديدة الإضرار بشركة منافسة، من خلال هدم الثقة القائمة بين المستهلك والمنتج.

وقال صاحب ملحمة، ابراهيم خضر، إن «الشائعات التي توزع مجاناً لم تقتصر على الأشخاص والأحداث، بل طالت المنتجات الغذائية وصحة المواطنين وسلامتهم، ما يشكل تهديداً لاستقرار المجتمعات وأمنها، حيث إن الخلط بين تقصي الحقيقة وزيادة وعي المجتمع، والانجراف وراء الأخبار المتناقلة من دون البحث عن مصدرها الحقيقي وحقيقة الخبر ومعالجته وطرحه بموضوعية، جعل من مواقع التواصل الاجتماعي أداة تحرك من وراء الستار من دون إدراك أو تحليل منطقي».

وأكد سليمان القاضي، صاحب محال منتجات غذائية، أن «تكرار الشائعات يهدد استقرار السوق ويرفع الأسعار، نتيجة خروج المنافسين، وسيطرة منتج بعينه، يشجع المصنع أو المستورد على رفع الأسعار والتلاعب بها كيفما يشاء»، مشيراً إلى أن «الشائعات تبدأ من مواقع التواصل الاجتماعي وتكون مدعومة بصور المنتج حتى تنتشر بصورة أكبر».

وأكد محمود صلاح، تاجر، أن الشائعات الغذائية تعتبر حالياً إحدى أهم وسائل التنافس بين الشركات، مشيراً إلى أن معظم الشركات عندما تجد حجم مبيعات منتجها ضعيفة تروج شائعات ضد المنافسين لوقف مبيعاتهم وزيادة الإقبال على منتجها.

ولفت صلاح إلى قيام شركات بترويج شائعات على منتجات خاصة بها، تكون قد اختفت أساساً من السوق، لفتح المجال أمام منتجات جديدة خاصة بها، ولكنها تحمل أسماء مختلفة، لافتاً إلى أن السوق حالياً تستوعب هذه الأساليب وتكشف كذبها، ولكن المشكلة في الجمهور، حيث إن انتشار الشائعة يفوق انتشار خبر تكذيبها بكثير.

من جانبه، دعا جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، المستهلكين إلى الحيطة، وعدم اتخاذهم جسوراً لتمرير الشائعات، وخدمة أغراض مشبوهة لأشخاص عديمي الضمير، نافياً صحة أي معلومات تم تداولها عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، حول وجود عصائر ملوثة، ومنتجات وسلع غذائية تحتوي على مواد مسرطنة، أو مشتقات خنزير، أو مواد تسبب الفشل الكلوي، أو تؤثر سلباً في أجهزة المناعة، في أسواق الإمارة.

وأكد الجهاز أن جميع المنتجات الغذائية تخضع للفحص والتدقيق وهي في منافذ البيع وقبل دخولها إلى الأسواق. كما أن هناك فحوصاً وبرامج مستمرة لتحصين الثروة الحيوانية بما يضمن خلوها من الأمراض.

وأكد مدير الاتصال وخدمة المجتمع في الجهاز محمد جلال الريسي، أن صحة المستهلك خط أحمر لا يسمح بتجاوزه، لافتاً إلى تحري الجهاز عن أي شائعة أو معلومة ذات تأثير سلبي في صحة المواطنين والمقيمين، والتأكد من مدى صحتها، إضافة إلى فحص السلعة موضوع الشائعة والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك، ثم السماح بإعادة تداولها في الأسواق بعد اكتشاف سلامتها، مؤكداً أن عمليات البحث والفحوص المخبرية لم تثبت صدقية أي شائعة تم تداولها عن الغذاء.

وكانت قد انتشرت خلال العام الجاري عشرات الشائعات الغذائية التي كانت تهدف إلى البلبلة وتشويه سمعة بعض المنتجات والشركات المعروفة، وكان أشهرها شائعة «الكورن فليكس» و«الأسماك الفيتنامية» و«رقائق البطاطس» (الشيبس)، و«تلوث الحمضيات» و«ورق الألمنيوم» و«الأندومي» و«الماجي الأبيض» و«مشروبات الطاقة» و«العلكة» و«الأسبرتايم»، و«الجيلاتين» المستخرج من الخنزير، و«سموم مشروبات غازية» و«مشتقات الخنزير في ماكدونالدز»، و«مانجو ألفونسو».

وشدد الريسي على ارتباط الجهاز بشبكة واسعة من العلاقات مع مؤسسات غذائية عالمية ضمن شبكة السلطات الدولية المعنية بالسلامة الغذائية «إنفوسان»، التي تتيح للجهاز التعرف إلى مختلف المشكلات الغذائية في مختلف دول العالم في لحظة وقوعها، ما يتيح له سرعة اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية بداية من المنافذ الحدودية وصولاً للرفوف الاستهلاكية، وبلغ إجمالي عدد الإخطارات الغذائية التي وصلت الجهاز من مختلف الجهات المعنية بالرقابة على الغذاء محلياً وإقليمياً ودولياً منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الربع الأول 118 إخطاراً تتعلق بالأغذية أو الأعلاف.

تويتر