محمد بن زايد يشهد محاضرة «الرحلات الفضائية البشرية»

رائد فضاء كندي: الإمارات لديها الخبرة اللازمة للمشروع الفضائي

صورة

شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمجلس سموه في البطين، أول من أمس، محاضرة ألقاها رائد الفضاء الكندي، العقيد كريس هادفيلد، قائد محطة الفضاء الدولية، الحاصل على وسام «ناسا» للخدمة المتميزة، والتي جاءت تحت عنوان «الرحلات الفضائية البشرية»، وأكد فيها أن الإمارات لديها الخبرة اللازمة لبدء مشروعها الفضائي، كما أن وكالة الفضاء الإماراتية ستمثل الكثير في المستقبل، وسيكون تأثيرها كبيراً في الجيل المقبل.

وتناولت المحاضرة خمسة محاور تتضمن «إدارة الأزمات وكيفية الاستعداد والتحضير للأزمات، والقيادة وإعداد الفرق الدولية وقيادتها، ووجهة نظر فيلد تجاه كوكب الأرض وما يعنيه الكوكب بالنسبة إليه وإلينا جميعاً، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية استخدام وسائل التكنولوجيا لإطلاع الآخرين على التجارب الانسانية وضرورة القيام بذلك، وتحقيق الأحلام وكيفية السعي وراء تحقيق حلم مستحيل والاستمتاع بالحياة كل يوم في الوقت ذاته».

التواصل مع الأرض

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/173506.jpg

أفاد رائد الفضاء الكندي، العقيد كريس هادفيلد، بأن عمله ووجوده خارج المجال الجوي لا يمنعانه إطلاقاً من التواصل مع الأرض ومع طلاب الجامعات والمدارس الكندية، ومع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أنه يمارس هواياته التي من بينها التقاط الصور الفوتوغرافية للأرض، وهواية الموسيقى، لافتاً إلى ان عدد الأشخاص الذين تابعوا رحلته الأخيرة عبر «تويتر» وصل إلى 800 ألف شخص، وذلك بعد خمسة أشهر من بداية الرحلة.

وأشار إلى أنه التقط العديد من الصور لشارع الشيخ خليفة، ومنطقة السعديات، أثناء وجوده في الفضاء، مؤكداً سعادته بزيارة هذه الأماكن على الطبيعة أثناء وجوده حالياً في أبوظبي هو وأسرته.


حضور

شهد المحاضرة سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة.

وأكد هادفيلد خلال المحاضرة أن قيام دولة الإمارات، أخيراً، بإطلاق أكاديمية ووكالة فضاء يُعد قراراً صائباً جداً، ورؤية عظيمة لقيادة الدولة، إذ إن وكالة الفضاء الإماراتية ستمثل الكثير في المستقبل، والتأثير الذي ستحدثه في الجيل المقبل سيكون كبيراً، مشيراً إلى أن العاملين في وكالة الفضاء بالإمارات لديهم الخبرة اللازمة لتنفيذ مشروعهم الفضائي من خلال مشرع «ياسات»، ومشروع «دبي سات».

وأوضح هادفيلد أن حياة الرائد تتطلب طول الأناة، لأن الأمر ليس محصوراً في الرحلة إلى الفضاء، لكن هنالك أيضاً كل الاستعدادات التي تسبقها، مشيراً إلى أنه عندما أراد ان يكون رائد فضاء كان في سن التاسعة، وتدرب على محاكاة مركبة الفضاء، إذ لم يكن في كندا وقتها وكالة فضاء.

 

الانطلاقة الأولى

وقال هادفيلد «حملتني سفن الفضاء خارج كوكب الأرض ثلاث مرات: المرة الأولى كانت عام 1995، وكان الانطلاق من مركز كندا للفضاء على متن سفينة الفضاء أطلنتس، وكان الانفجار الخاص بالانطلاق يساوي قنبلة قوتها 4.5 ملايين طن»، مشيراً إلى أن مكوك الفضاء هو أكبر آلة يمكن أن تطير، موضحاً أن «وزنه يبلغ 128 ألف كيلوغرام، وبه نحو 500 زر موجودة في حجرة القيادة، وقد يصعب عليك الاصطدام بهذه المحولات، وفي حال الاصطدام بها ستموت».

وأضاف «بعد عقود من التخيل وسنوات من التدريب كنت على سفينة فضاء أطلنتس مثبتاً على مقعدي، وباقٍ من الوقت خمس دقائق على الانطلاق، حيث أزال قائد الرحلة في مقدمة السفينة ثلاث رافعات تمهيداً للانطلاق، وقبل ثلاث دقائق ونصف من الانطلاق تبدأ السفينة في التحرك، وقبل 30 ثانية تصبح السفينة جاهزة تماماً، وقبل 15 ثانية فكرت في كل الأمور المسؤول عنها، والترتيبات، وراجعتها في ذهني كلها، وخلال 45 ثانية من الانطلاق تشق المركبة طريقها إلى الفضاء، وبعد دقيقتين تصمت صواريخ الانطلاق التي تحمل المركبة خارج المجال الجوي، وتنتهي وتسقط في المحيط، ولا يتبقى سوى ثلاث محركات.

 

رحلة «سويوز»

وتابع هادفيلد «صعدت أيضاً على ظهر المركبة الروسية (سويوز) وهي مركبة صغيرة تسع ثلاثة أشخاص، وكانت رحلة أكثر سلاسة»، مؤكداً أن «الهدف من الرحلات الفضائية هو محاولة رؤية الأرض بصورة مختلفة، وفهم العالم والتغيرات الحاصلة عبر التاريخ».

وأشار إلى أنه في الفضاء لا يوجد شيء سيئ لدرجة أنك لا تستطيع أن تجعله أسوأ، لذا كيف ستتعامل مع التعقيدات والضغط الهائل الناتج عن مواقف خطرة ومخيفة، ففي البداية وأنت تلبس بذلة الفضاء وتصعد إلى المكوك يكون كل شيء مشوشاً في ذهنك، موضحاً أنه أثناء الرحلة تحدث تأثيرات فسيولوجية في الجسم، فعند إغلاق العين ترى ومضة ضوء تأتي من الجو، وطريقة عمل الجهاز الهضمي أيضاً تكون مختلفة وغير متوقعة كأن الشخص يقف على رأسه دائماً.

 

الروبوت الفضائي

وأوضح أنهم في محطة الفضاء الكندية أجروا تجارب في جميع المجالات، وصمموا تليسكوباً هو الأول من نوعه، وزرعوا آلية (روبوت فضائي) يتمتع بمفاصل قادرة على حمل الأشياء الثقيلة جداً، وأصبح هذا الروبوت حالياً يمكن استخدامه في الأرض في إجراء العمليات الجراحية، حيث يجلس الجراح في غرفة أخرى والروبوت به كاميرا عن طريقها يتحكم الجراح في الروبوت، وأصبحت هذه التكنولوجيا تنفذ في عديد من مستشفيات كندا.

 

موسيقى في الفضاء

ولفت هادفيلد إلى أنه يهوى الموسيقى، وسجل أغنية وهو في المدار وأرسلها إلى طلبة المدارس، قائلاً «كان من الممتع عزف الموسيقى والتقاط هذه التجربة بأفضل ما يمكن، وألا أكتفي بأخذ صور الأرض أو كتابة المدونة أو الشعر، بل أيضاً عزف الموسيقى من الفضاء ومشاركة الكنديين، والطلاب منهم خصوصاً، هذه التجربة».

وأضاف «موسيقى من الفضاء! لم لا في عصر التقنيات التي ألغت الحواجز والمسافات بين أبناء الأرض وبين الأرض والفضاء أيضاً؟»، مشيراً إلى أن كل طلاب المدارس في الثاني من شهر مايو من كل عام يغنون هذه الاغنية، التي تحمل عنوان «أي إس إس»، وهي الأحرف الأولى للمحطة الفضائية الدولية، وأصبح هناك أكثر من مليون طالب في كندا والعالم يغنونها، وتالياً سيكون لهذه الاغنية تأثير في مليون شخص مستقبلاً، مؤكداً أن الفن هو ما يجعل الإنسان يتواصل بشكل أفضل.

وأوضح أنه يواجه صعوبة في التكيف مع الجاذبية بعد عودته إلى الأرض بعدما يمضي ستة أشهر على متن المحطة الفضائية الدولية ويعيش في حالة انعدام الجاذبية، إذ يصبح الجسم في حالة جديدة تماماً، لكن بعد العودة إلى الأرض يشعر بتعب في جسمه كله، خصوصاً في العنق والظهر اللذين يضطران مرة أخرى لحمل رأسه.

تويتر