تلفزيون دبي.. مواقف ومحطات تاريخية من حياة الراحل الكبير الشيخ زايد في الذكرى العاشرة لرحيله

 قدم تلفزيون دبي، مساء أمس، حلقة الإستثنائية من برنامج " الراوي " للباحث والمستشار جمال بن حويرب بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
 
وسلطت هذه الحلقة الضوء على بعض الجوانب الهامة في حياة المغفور له الشيخ زايد وصفات القائد الملهم والوالد العطوف الكريم الشهم، كما تضمنت أروع القصائد الشعرية التي كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في الشيخ زايد، وذلك بعد أن تم بث 3 حلقات خلال شهر رمضان تناولت محطات من حياة الراحل الكبير.
 
واستهل الباحث الإماراتي الحلقة بمقدمة، قال فيها " يقف اللسان عاجزا عن وصف ذلك اليوم، الذي رحل عنا والدنا الشيخ زايد وإني لأتذكره بكل تفاصيله الحزينة والحزن الشديد يلفنا من كل جانب ودمعي ودموع أهله وشعبه تهمل على فراق زايد الذي أحبه بكل صدق ووفاء لأنه أحبهم بإخلاص وسهر على خدمتهم وتأمين سعادتهم طيلة فترة حكمه، التي امتدت ثمان وثلاثين سنة لم يعرف الراحة فيها حتى تهيأ له ما أراده فرحل عنا وهو راض عن إنجازاته التي رآها في سعادة شعبه.. رحل وشعبه راض عنه يدعون له بالمغفرة والرحمة وجنان الخلد كل وقت كما كانوا يدعون له في حياته بالصحة والعافية والتوفيق وما إن تهطل السماء بالغيث العميم إلا وترى رسائل الجوالات بين أهالي الإمارات تبارك بنزوله وتترحم على الشيخ الوالد زايد لأنهم يتذكرونه بنزول المطر ويذكرون زمنه الكريم الذي يواصل نهجه نجله سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
 
وتم تقديم أورع القصائد الشعرية التي كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في والدنا الشيخ زايد والتي نبعت من صدق مشاعره التي يكنها له وأجمل الشعر ما كان صادقا من قلب فارس أمير لم يعرف إلا المعالي وحب المجد والمركز الأول طيلة حياته ولكل رائعة من روائع الشيخ محمد بن راشد قصة تحثه بعفوية لكتابتها فتثير مشاعر الشاعر الكبير فيسطر بالذهب شعرا عالمي المعاني عربي اللفظ يأسرك عندما تسمعه من جزالته وقوة سبكه.
 
ففي التسيعنات قدم الشيخ محمد بن راشد للسلام على والدنا الشيخ زايد وهو في جنيف بسويسرا فوجد يده قد ضمدت بعد عملية جراحية فتحركت أحساسيس الشاعر المرهف ولم يتحمل أن يرى يد االشيخ الكريم مضمدة فكتب هذه القصيدة الرائعة التي يصف يده بالسحابة التي يفوق قدرها جميع السحاب يقول فيها..
 
يا سحابة قدرها فوق السحاب/ لا يصيبك باس يا بحر الندى/ تحت غيثك كل أنواع الشراب/ الحيا لاهلك وموت لمن عدى/ عذبه لجارك وللعادي عذاب/ كم سقيت المعتدي طعم الردى/ يا يد فيها الشجاعه ما تهاب/ كل غالي لاجلها يعله فدى/ تحملين الضر عنا والصعاب/ وتدفعين الضيم لين آخر مدى.
 
في سطور المجد خطيتي كتاب/ كل حرف فيه بالعز ابتدى/ كم مسحتي دمعة تشكي مصاب/ وكم رحمت من له الضر اهتدى/ من كريم يملك قلوب ورقاب/ كل صوت يصبح لصوته صدى/ تختلف لاراء على أمر الصواب/ بس عنكم تتفق حتى العدى/ إنت زايد إنت الأول والمجاب/ وانته الحامي إذا خوف بدى.
 
وقال الباحث الإماراتي جمال بن حويرب " لا يزال والدنا الشيخ زايد حاضرا معنا في كل منجز تناله دولتنا الحبيبة وكل شهادة إعجاب ومديح من المنظمات الدولية التي تراقبنا عن كثب حتى أصبحنا من أسعد شعود الأرض لأن الوالد الشيخ زايد وإخوته مؤسسي اتحاد دولتنا الحبيبة قاموا جميعا بتأسيس وحدة متكاملة قوية تزيد نماء وقوة وازدهارا على مر السنين مما جعل قلوب الخلق تؤم شطر الإمارات للسكنى والعمل والسياحة بعد أن كانت صحراء قاحلة ليس فيها إلا القليل من مظاهر الحياة العصرية وقد سألني كثير من الإخوة والأخوات من خارج الدولة لماذا تسمون الشيخ زايد الوالد وما هو سر هذا الحب العجيب له في حياته وبعد وفاته فأقول لهم أولا: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض" وهذا ما حصل لوالدنا الشيخ زايد فقد وضع الله له القبول في قلوب الناس والحب في قلوب شعبه"..
 
وتوقفت الحلقة كذلك عند المآثر الكثيرة للشيخ زايد في معظم البلدان العربية التي وقف معها وأعان في تنميتها وكأنها وشعوبها شعبه وأرضه التي يعيش فيها والأعمال التي تركها في كل مكان في العالم العربي والإسلامي تنطق بشكره والثناء عليه فقد أصيب أهل اليمن بفيضانات في سنة 1982 فقدم الشيخ زايد مساعدات عاجلة لهم ووجد أن حل هذه المشكلة بإعادة بناء سد مأرب التاريخي الذي هدم بسيل العرم كما هو معروف وفي سنة 1984 في الثاني من أكتوبر وضع حجر الأساس لهذا السد الذي سيوقف الفيضانات والدمار التي تلحقه باليمنيين وتعيد خصوبة آلاف الهكتارات من الأراضي لتكون صالحة للزارعة وبعد سنتين افتتح الشيخ زايد السد واستمعوا إليه وإلى عطفه وإيمانه بأن خدمة أشقائه العرب من الواجبات عليه حيث تحركت حينئذ مشاعر الشاعر المؤرخ حمد خليفة بوشهاب فقال قصيدة تاريخية تسجل هذا الموقف الخالد حيث قال ..
 
حياك يعرب عن بنيه وتبع/ وتحدثت عنك الجهات الأربع/ واستقبلتك مروجها ونجودها/ وقلوبها وأكفها والأذرع/ وتوقف التاريخ دونك برهة/ متأملا متمهلا يستجمع/ وشدا معين وحمير بك والتقى/ سيف بن ذي يزن الفتي الأروع/ وترنمت سبأ بلحن خالد/ إكسيره الذكر الجميل الممتع/ وتطلعت بلقيس من عليائها/ ترنو إليك وكيف لا تتطلع/ وبك استعاد حفيدها ما حطمت/ كف الزمان وشتتت ما جمعوا/ وتأملتك ملامحا وملاحما/ فرأت صنيعك فوق ما تتوقع/ فلو أن في مقدورها لتحدثت/ بلسان صدق عنك في ما تصنع/ وأتتك بالخبر اليقين مؤيدا/ بوثائق التاريخ وهي المرجع.
 
يا زائد والخير جم وافر/ ويد الكريم على الكريم توسع/ يا بانيا صرح الرخاء لأمة/ خلدت ذكرا بالشذى يتضوع/ ذكرا تردده القرون محامدا/ ومآثرا منه المروءة تنبع/ حققت مأرب مأرب في سدها/ وأعدت ماضيها فطاب المربع/ لله درك أي وصف ينتقيه/ لك الأديب وأي شعر يبدع.
 
وفي عام 1999 اختير الشيخ والدنا الشيخ زايد الشخصية الإسلامية من قبل جائزة دبي للقرآن الكريم تكريما لجهودة الكبيرة والكثيرة لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان بشكل متواصل من غير انقطاع وفي أقطار شتى من العالم من غير من على أحد خدمات جليلة في البر والخير والتنمية وقد طلب من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله قصيدة بهذه المناسبة العزيزة فقال قصيدة هي من أصدق وأجزل الشعر وفيها من الدعاء والخشوع الكثير وفيها مدح بليغ وذكر لصفاته لا يستطيع قولها غيره.
 
واختتم جمال بن حويرب الحلقة بالقول "هكذا تمر السنوات بالأعلام ويرحلون عن هذه الحياة ولكن تبقى أعمالهم وإنجازاتهم شاهدة عليهم تتحدث عنهم للأجيال القادمة بالمنجزات والبناء والعطاء وإن والدنا الشيخ زايد حياته كلها عطاء وبناء وطيب لا يعرف غيره ذلك وإني أسأل الله في هذا اليوم الكريم وفي هذا الشهر الكريم الذي يصادف رحيل الشيخ زايد أن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى ويجزيه عنا أحسن الجزاء بأحسن ما قدم لنا في هذه الحياة وأسعدنا اللهم آمين اللهم آمين. 
تويتر