صيادون: هروب الأسماك من حرارة الجو إلى الأعماق أدى إلى قلة المعروض

مستهلكون يشكون ارتفاع أسعار السمك في دبي وأبوظبي 50%

انخفاض عدد رحلات الصيد اليومية خلال شهر رمضان بنسب تراوح بين 50 و70%. تصوير: نجيب محمد

شكا مستهلكون ارتفاع أسعار الأسماك في سوقي دبي وأبوظبي أكثر من 50%، متهمين التجار بالتلاعب في الأسعار، فيما قال صيادون في الإمارتين إن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى ضعف الناتج من رحلات الصيد ومن ثم قلة المعروض في المزادات، وارتفاع الأسعار.

وتوقع تجار أسماك في تواصل ارتفاع الأسعار بشكل كبير مع اقتراب عيد الفطر، نظراً إلى الإقبال الشديد وتوقف معظم المراكب عن العمل خلال الإجازة.

من جهته، أرجع العضو المنتدب لجمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك، رئيس مجلس إدارة الاتحاد التعاوني لصيادي الأسماك، المستشار علي المنصوري، ارتفاع الأسعار إلى انخفاض عدد رحلات الصيد اليومية خلال شهر رمضان، بنسبة تراوح بين 50 و70%.

رصد الأسعار

رصدت «الإمارات اليوم»، ارتفاع سعر كيلوغرام السمك الشعري من 25 درهماً إلى 38 درهماً، فيما بلغ السلطان إبراهيم 40 درهماً، والقاروص 43 درهماً، والدنيس 40 درهماً، والسلمون 45 درهماً، والهامور 57 درهماً، والكابوريا 33 درهماً، والروبيان يبدأ من 45 حتى 130 درهماً (حسب الحجم).

وقال عضو جمعية الصيادين في دبي، خليل فولاذ، إن « زيادة الأسعار ترجع بشكل أساسي إلى قلة المعروض من الأسماك في الأسواق، تأثراً بصعوبة الصيد لهروب الأسماك إلى الأعماق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن قلة عدد رحلات الصيد خلال شهر رمضان».

وتفصيلاً، شكا مستهلكون ارتفاع أسعار الأسماك أكثر من 50%، و تلاعب التجار بالأسعار، لافتين إلى أن التجار يرفعون أسعار الأسماك وفق أهوائهم، إذ إن سعر الروبيان المتوسط تخطى 70 درهماً بعد أن كان يباع بـ40 درهماً.

وقال المستهلك عبدالله خلف: «الباعة هم من يتحكمون في ارتفاع الأسعار، خصوصاً أن الأسماك المعروضة حالياً في السوق، تم صيدها عن طريق طراداتهم، أي أن الأعذار التي يطلقونها غير صحيحة، إنما هي لاستغلال المستهلكين في موسم رمضان، وتحقيق أعلى ربح».

وأضاف أن «سعر الكيلوغرام من سمك الشعري، كان قبل رمضان لا يتعدى الـ 25 درهماً، ووصل حالياً إلى 40 درهماً، كما ارتفعت أسعار الأنواع الأخرى من الأسماك بنسب متقاربة»، مطالباً الجهات المختصة بإجبار الصيادين والباعة في أسواق السمك على خفض الأسعار.

فيما، أشار أحد المستهلكين، ويدعى إبراهيم عبدالمحسن، إلى أن «محال بيع الأسماك في أبوظبي، رفعت الأسعار منذ اليوم الأول من شهر رمضان، وتعدى سعر كيلوغرام الروبيان الكبير الـ 100 درهم، وارتفع سعر كيلوغرام السلطان إبراهيم، من 25 إلى 40 درهماً»، مطالباً الجهات المختصة بوضع قائمة أسعار يومية في السوق، لتبين للمستهلكين القيمة الحقيقية للأسماك.

وقال الصيادون أحمد صلاح، ومنذر الشاذلي، وإبراهيم عرفة، إن ابتعاد الأسماك عن مواقع الصيد بسبب ارتفاع حرارة الجو يعد أحد أسباب شح الأسماك، إلى جانب الصيام وامتناع عدد من الصيادين عن العمل خلال نهار رمضان.

وأشاروا إلى أن أرباحهم لا تتجاوز الـ 10%، لافتين إلى أن من يتحكم في السوق هم التجار الآسيويون.

وقال تاجر أسماك في سوق أبوظبي، ناصر درويش، إن الأسعار حالياً متفاوتة وغير ثابتة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات الجوية التي تسهم في ابتعاد الأسماك عن أماكن الصيد المعروفة، فضلاً عن عزوف مراكب عدة عن العمل في نهار رمضان، ما يترتب عليه قلة المعروض في المزادات.

فيما، توقع صاحب محل سمك، أحمد الإسكندراني، زيادة الطلب على شراء الأسماك، خلال النصف الثاني من شهر رمضان، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار عما هي عليه حالياً، مشيراً إلى أن مستويات الطلب على الأسماك تعتبر محدودة في الوقت الحالي، نظراً لإقبال المستهلكين على اللحوم والدواجن، خلال النصف الأول من شهر رمضان.

وأوضح الإسكندراني، أن نسبة هامش الربح الذي يضعه التاجر على السعر تراوح بين 10و20% على الأكثر، لافتاً إلى أن أسعار السوق الحالية ليست بسبب أصحاب المحال كما يعتقد المستهلكون، إنما المزادات هي التي تحدد السعر، فمثلاً إذا اشترى منها التاجر كمية سمك بـ 500 درهم فإنه يبيعها بالسوق بـ 600 درهم أي أن ربحه لا يتجاوز 20%.

وقال عضو جمعية الصيادين في دبي، تاجر أسماك بالجملة، حميد راشد، إن «أسعار الأسماك في دبي تشهد حالياً ارتفاعاً تتجاوز نسبته 50% مقارنة بأسعارها خلال الفترة المماثلة من يونيو الماضي، بسبب عدم تفضيل عدد كبير من الصيادين القيام برحلات صيد خلال شهر رمضان، إضافة لأسباب أخرى، أبرزها صعوبة الصيد في ظل هروب الأسماك داخل الأعماق تأثراً بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة، إضافة لتركز الطلب في السوق على أنواع معينة يقبل عليها المستهلكون في شهر رمضان، مثل (الهامور) و(الصافي)، ما يجعل أنواع الأسماك الأخرى غير مرغوبة ويصعب بيعها وهو ما يجعل عدداً من الصيادين يفضلون عدم الإكثار من رحلات الصيد تخوفاً من صعوبة البيع خلال رمضان الذي يشهد بطبيعة الحال طلباً محدوداً على الأسماك».

وأضاف أن «الارتفاعات الكبيرة في درجات الحرارة تعد من الأسباب الرئيسة لارتفاع أسعار الأسماك، لأنها تصعب من عملية الصيد، ما ينعكس على وفرة المعروض من الأسماك في الأسواق».

ولفت إلى أن «سعر 10 كيلوغرامات من الهامور (المتوسط الحجم) بالجملة بلغ خلال اليومين الماضيين نحو 300 درهم مقارنة بأسعار تراوح بين 180 و200 درهم خلال بداية شهر يونيو».

في المقابل، أكدت جمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك، أنها تطرح كميات كبيرة من الأسماك في منافذها من دون هامش ربح، للسيطرة على الأسعار ودعم المستهلكين.

وقال العضو المنتدب للجمعية، رئيس مجلس إدارة الاتحاد التعاوني لصيادي الأسماك، المستشار علي المنصوري، إن الجمعية تطرح يومياً نحو 15 طناً من الأسماك في المنافذ التابعة لها لسد حاجة المستهلكين، والسيطرة على الأسعار وعدم تركها لأهواء التجار.

وأرجع المنصوري، قلة المعروض إلى انخفاض عدد رحلات الصيد اليومية بنسبة تراوح بين 50 و70% بسبب الطقس وارتفاع درجات الحرارة وصيام العمال والصيادين.

وأشار عضو جمعية الصيادين في دبي، خليل فولاذ، إلى أن «أسعار الأسماك في دبي شهدت ارتفاعاً تدريجياً منذ بداية شهر رمضان، حتى تجاوزت نسبة الزيادة 50% مقارنة بأسعارها خلال الشهر الماضي»، معتبراً أن «الزيادات ترجع بشكل أساسي إلى قلة المعروض من الأسماك في الأسواق».

تويتر