محمد بن راشد يشهد افتتاح الدورة الـ 13 للمنتدى بحضور مئات الإعلاميين والخبراء وصانعي القرار

«الإعلام العربي» يبحث تطويــر المحتوى وآفاق المستقبل

صورة

بدأ مدعوون يمثلون خبراء وقيادات الإعلام العربي وكبار الكتاب والمفكرين العرب وصناع القرار في كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية في العالم العربي، أمس، مناقشة مستقبل الإعلام العربي وتحديات تطوير المحتوى، ضمن جلسات منتدى الإعلام في دورته الحالية، التي تحمل عنوان «مستقبل الإعلام يبدأ من هنا»، في ظروف استثنائية يشهدها العالم العربي، نتيجة تداعيات ما يسمى «الربيع العربي» وانعكاساته على الإعلام.

محلب:

■ العالم يشهد انكماشاً في الجغرافيا وكثافة في التاريخ.

■ العالم العربي يجد نفسه وسط ثورة إعلام ومعلومات فوق الطاقة وفوق المستطاع.

■ القنوات الفضائية العربية تضاعفت خلال ثلاث سنوات فقط من 700 محطة إلى 1310 محطات في عام 2014.

■ مئات الملايين يعيشون حياتهم وحياة الآخرين أيضاً عبر الـ«يوتيوب».

■ العالم يذهب مهرولاً من «الخيال» إلى «ما وراء الخيال».



محمد بن راشد يدشن صالة «تحرير المستقبل»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/143568.jpg

دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في المركز الإعلامي لـ«منتدى الإعلام العربي»، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، صالة «تحرير المستقبل» الذكية بالكامل، التي يكشف النقاب عنها لأول مرة على مستوى الوطن العربي بمناسبة انعقاد المنتدى في دبي.

واستمع سموه من مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المري، ومساعداتها، إلى شرح حول طريقة استخدام الأجهزة والشاشات الإلكترونية المتطورة جداً من الإعلاميين والصحافيين، من دون الحاجة إلى الكتابة أو استعمال الهاتف، وما إلى ذلك من وسائل اتصال أخرى، حيث تعمل الشاشة الإلكترونية بالبصمة، ويمكن بث الصور التلفزيونية والصحافية وإرسال الأخبار مباشرة من الصالة إلى القنوات التلفزيونية في أي مكان حول العالم، وكذا إرسال الصور والأخبار مباشرة خلال دقائق. وذكرت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن الصالة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، وتُثبت على جدرانها شاشات يمكن مشاهدة المادة المرسلة من خلالها، كما يمكن التعرف إلى التوقيت الزمني في أي مدينة في العالم عبر الشاشات، للتسهيل على الإعلاميين معرفة الوقت في المدينة أوالدولة التي يرسلون أو يبثون لها صوراً وأخباراً.

دبي ـــ وام


المري: المنتدى يحظى بثقة الإعلاميين العرب محفلاً رائداً للتحاور

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/143573.jpg

أكدت رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، منى غانم المري، أن دعم راعي المنتدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جعل الإتقان والتطوير والتجديد هدفاً يتوخاه المنتدى في كل دوراته، إلى أن بات يحظى بثقة كبيرة من مجتمع الإعلاميين العربي محفلاً رائداً للتحاور حول واقع مهنتهم بكل ما يزخر به من تطورات وطموحات.

وقالت إن «انعقاد هذه الدورة من المنتدى يأتي في وقت لايزال الإعلام العربي يعاني جراء ظروف استثنائية أفرزت جملة من التحديات غير المسبوقة، لتأخذ بالمهنة وأربابها إلى اختبارات صعبة، وتركت تلك التحديات آثاراً بالغة التعقيد في واقع الإعلام العربي، بما في ذلك الإعلام المصري، الذي تميز تاريخياً بالريادة»، معربة عن أملها أن يكون للإعلام دور في ترسيخ مقومات انطلاقة جديدة تستكمل فيها مصر خارطة المستقبل، لتنجز العبور الثاني نحو مزيد من الأمن والاستقرار والبناء والتنمية.

وقالت المري: «لقد اخترنا لهذا المنتدى عنواناً هو (مستقبل الإعلام يبدأ اليوم) تذكيراً لأنفسنا بأن الإعلام شريك متضامن في صناعة المستقبل، وأن دوره حيوي بالغ الأهمية».

وطرح مشاركون أسئلة كبرى تتعلق بالحيادية والمهنية في فترة تشهد فيها المنطقة تجاذباً واستقطاباً شديدين، وتبايناً في الرؤى والأفكار، في حين طرح آخرون، في المنتدى الذي شهد افتتاحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ورئيس مجلس الوزراء في جمهورية مصر العربية، المهندس إبراهيم محلب، طرحوا أفكاراً حول التوقعات المستقبلية للصحافة الورقية في عصر الإعلام الرقمي.

ووفق للخبير العالمي، روس داوسون، فإن دولة الإمارات ستكون من أولى الدول العربية التي ستتخلى فيها الصحافة الورقية التقليدية عن مكانتها لمصلحة الإلكترونية بحلول عام 2028، فيما رأى مشاركون أن انجذاب الجمهور إلى وسائل التواصل الاجتماعي يرجع في المقام الأول إلى التلقائية والبساطة، لكنهم شددوا على أن الصدقية لن تتحقق إلا مع بذل الجهد، والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، والالتزام بالمعايير الأخلاقية.

فيما قال مشاركون في إحدى الجلسات إن اعتبار المشاركين في البرامج عبر شبكات التواصل الاجتماعي نجوماً أو مشاهير أو إعلاميين، يجب أن يخضع إلى دراسة مسحية، حيث لا يمكن أن يكون الظهور عبر أقنية وشبكات التواصل الاجتماعي أداة فعالة لقياس الانتشار والنجومية، أو تحديد مدى التأثير في رأي وعقل المتابعين.

ورأى إعلاميون مشاركون في جلسة أخرى أن الإعلام العربي يعاني الاستقطاب، وسيطرة رأس المال، والبُعد عن الواقع، وفقدانه الصدقية، نتيجة حالة عدم الاستقرار التي نتجت عن الثورات العربية، وطالبوا بضرورة التأكيد على المهنية والأخلاقية في العمل الإعلامي، حفاظاً على المجتمعات من الانقسام. في الوقت الذي قدر خبراء وعاملون في قطاع الحماية وأنظمة شبكات الإنترنت، حجم الهجمات الإلكترونية التي تنفذ على الشبكة الدولية بواقع 16 هجمة في الثانية الواحدة، لافتين إلى أن الإمارات، ومنطقة الخليج العربي، ليست بمعزل عن تلك الهجمات.

وأشاروا إلى أن الحروب الافتراضية تقتضي التعامل معها من خلال أنها أصبحت واقعاً حاضراً إلى جانب الحروب التقليدية، وأن حماية شبكات الدول ووسائل الإعلام أصبحت أمراً ضرورياً يستوجب الانتباه إليه من خلال التصدي لخطر الهجمات الافتراضية.

وأكد رئيس مجلس الوزراء في مصر، المهندس إبراهيم محلب، في الكلمة الافتتاحية للمنتدى، أن «دبي استطاعت بكل جدارة أن تكون ملتقى ثقافياً وفكرياً وسياحياً وتجارياً وحضارياً دائماً، بفضل همة أبنائها وحكمة ورؤية قادتها».

كما أكد أن الزخم الإخباري والمعلوماتي، الناتج عن الانتشار الكثيف لمصادر نقل المعلومات عبر القنوات الإعلامية المتعددة التقليدية والجديدة، الذي وصفه بـ«محنة وفرة المعلومات»، بات يتطلب وضع آليات مبتكرة للفرز والاختيار، يتم على ضوئها تكوين الرأي ثم اتخاذ القرار.

وقال محلب إن «الإعلام المصري كان مسؤولاً عن إنارة الطريق وبث الأمل في لحظات اليأس، رغم أن أخطائه كانت حاضرة في ذلك الوقت»، متمنياً أن «يتمكن الإعلام المصري من بذل أقصى جهد للانتقال من الثورة إلى الدولة، ومن مرحلة الهدم إلى حتمية البناء، بعد أن بذل أعداء الحضارة جهداً كبيراً في محاولات نقل الثورة إلى الفوضى ودفع الغضب إلى الحقد».

كما تمنى أن «تكون القيمة الوطنية والرسالة الإنسانية حاضرتين في صناعة المستقبل الذي يمثل الإعلام شريكاً أساسياً في بنائه»، وتابع محلب أن «المستقبل لن يبنى بالاقتصاد الحر، بل بالروح السوية والخلق الكريم والتمسك بتعاليم الدين والحب والتسامح وقبول الغير»، مؤكداً أنه «في زمن العولمة والفضاءات الإلكترونية التي لا تعرف حدوداً، تزداد الحاجة إلى الإحساس الإنساني والعاطفة الصادقة، حتى يمكن الانتصار على عوائق الحركة وقسوة الحياة».

وقال إن «تأثير ثورة المعلومات كان حاضراً في ثورة يناير، لكن التطرف والحقد فاجآ الجميع بعد أن سرقا الأمل وكادا يسرقان المستقبل، لتأتي ثورة استعادة الأمل التي جاءت لتقول إن الشعب المصري المعتدل في إسلامه يرفض الحقد والتطرف».

وأكد أن «مصر تحملت كثيراً وإنها لن تنسى الأيادي الصديقة التي امتدت إليها بالتأييد والمساندة، وستمضي بعزيمة دونما ارتباك أو انكسار أو تردد، وإنه لا عودة نهائياً إلى الوراء وإنها ستتحمل صامدة كما تحملت دائماً المسؤولية من اجل أمتها».

وقال محلب إن «العالم العربي يشهد تطورات القوى الصلبة ومستجدات القوى الناعمة»، مشيراً إلى أننا «نشهد بزوغ عالم جديد وربما إنسان جديد، وإن ما مضى من التاريخ قد يصبح هامشاً محدوداً أمام مستقبل لايزال قادراً على إدهاشنا على مدار الساعة وعلى امتداد العالم».

وأضاف «اليوم نجد أنفسنا وسط الحداثة وما بعدها، ووسط العولمة وما حولها، وإن العالم يشهد انكماشاً في الجغرافيا وكثافة في التاريخ»، مؤكداً أن «العالم العربي يجد نفسه وسط ثورة إعلام ومعلومات فوق الطاقة وفوق المستطاع، حيث ارتفع عدد القنوات الفضائية خلال ثلاث سنوات فقط من 700 محطة فضائية عربية في عام 2010 إلى 1310 محطات في عام 2014، ومن 34 قناة إخبارية إلى 66 قناة، بالإضافة إلى الأعداد الهائلة من الصفحات والمواقع الإلكترونية والحسابات الإلكترونية عبر الوسائط الاجتماعية المتعددة».

وتابع محلب أن «مئات الملايين اليوم صاروا يعيشون حياتهم وحياة الآخرين أيضاً عبر الـ(يوتيوب)»، مستبعداً أن «يقصي الإعلام الرقمي الصحافة الورقية من مكانتها»، مشيراً إلى أن «توزيع الصحف المطبوعة لايزال إلى يومنا هذا يصل يومياً إلى 400 مليون نسخة».

واعتبر محلب أن العالم يذهب مهرولاً من «الخيال» إلى «ما وراء الخيال» في إشارة إلى سرعة التغيير التي شهدتها بعض الدول في مجال التنمية، مشيراً إلى أن بريطانيا استغرقت 150 عاماً لمضاعفة إنتاجها، بينما استغرقت ألمانيا 60 عاماً، واستغرقت الولايات المتحدة 30 عاماً، واستغرقت الصين 15 عاماً في الدورة ذاتها.

إلى ذلك قال محلب إنه «عمل سنوات في بناء الجسور وتعميرها، وإنه يعلم تماماً أن قوة ومتانة الجسور لا تكونان بقوة آلاف الأطنان من الحديد والخرسانات بل بوضوح الرؤية وقوة الإرادة وذكاء التصميم».

وأكد رئيس الوزراء المصري أنه «يدرك تماماً المكانة التاريخية لبلاده مصر، والمكانة الحضارية للشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، ويدرك أيضاً المكانة العالمية للرسالة الإسلامية التي يحملها أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، التي تعلي قيم الوسطية والاعتدال والتسامح»، مضيفاً أن ملايين المصريين يدركون معه أن الوسطية كانت عاصمة التاريخ.

حضر افتتاح المنتدى وزير شؤون مجلس الوزراء، محمد عبدالله القرقاوي، ووزير دولة، سلطان الجابر، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، خليفة سعيد سليمان، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين العرب، وأكثر من 2000 من خبراء وقيادات الإعلام العربي وكبار الكتاب والمفكرين العرب وصناع القرار في كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية.

تويتر